الانسان يمر بمراحل عديدة في حياته،منها مرحلة الطفولة والدراسة، والخدمة العسكرية التي لها عدة اسماء منها الخدمة الإلزامية ،وخدمة العلم والخدمةالاجبارية والخدمة المكلفية، وكل انسان واردها،إلا الذين لديهم أسباب الإعفاء منها،وهذه الخدمة تعلم الإنسان الكثير من الاشياء،منها النظام ، الشجاعة، الصبر،فنون القتال، واستخدام الأسلحة، والالتزام، والصعوبات ، وعندما يتسرح منها ، فهو قد اجتاز امتحاناصعبا، ويصبح مؤهلا للعمل الوظيفي المدني ،وتنقلني الذاكرة إلى عام ١٩٧٧م، عندما التحقت إلى محافظة واسط لأداء الخدمة العسكرية، كنا نلتقي في ساحة العامل في مدينة الكوت،في أحدى المقاهي لقضاء استراحة ، وتتناول الشاي، وسماع اغاني (كوكب الشرق)،أم كلثوم، كان لكل مقهى برامج خاصة في تقديم الاغاني،وكنت أفضل اغاني ام كلثوم ، وكانت أغنية(فات الميعاد ، وبقينا بعاد)،كانت الاغنية المفضلة التي تتناسب مع المواقف التي أمر بها،تذكرني بأشياء كثيرة، فراق المنطقة والأصدقاء ، وعلمتني العسكرية السفر، والفراق والبعد، والتعرف على اصدقاء من خارج مدينتي ، والشوق الى الأجازة ، والالتحاق،ومصطلحات جديدة، وبعد عام ٢٠٠٣م، ألغيت الخدمة العسكرية، ألغيت مرحلة من مراحل العمر، واليوم يطالب قسم من الناس باعادتها، وله وجه نظر، والقسم الاخر مع البقاء على الغائها، وذكرياتي جميلة في ساحة العامل، وكنا تتجول كل اثنين وخمبس، في أسواق مدينة الكوت، تحية لكم ، نودعكم مع حكاية أخرى، من حكايات المقهى.