23 ديسمبر، 2024 10:11 ص

حكايات عراقية – 3 / دلالات إجتماعية لصور متناقضة 

حكايات عراقية – 3 / دلالات إجتماعية لصور متناقضة 

توقفنا في الجزء السابق عند نقطة الشروع التي وجدنا فيها رجالات السلطة الجدد (البعثيون) يتحركون بحسابات دقيقة لتبديد مخاوف الشعب منهم وكسب ودهم بسبب التركة الدموية التي خلفوها في العام 1963 كما بيّنا سابقا، فشرعوا بإنتداب مجموعة منتقاة من كوادرهم لكي ينظمّوا ندوات جماهيرية في ساحات المدن يشرحون فيها برامجهم الإصلاحية ونياتهم الخيرة في بناء عراق جديد، ويجيبون فيها على أسئلة الحضور دون تحفظ (وقد حضرت ندوتين من هذه أدارهما الرفيق صلاح عمر العلي) وهو ما لقى شيئا من القبول عند بعض المواطنين.
لكن المنحى الأخطر الذي خبأته الأقدار للعراقيين بل للبعثيين أنفسهم وتحديدا (القيادات المدينية)(1)، هو سيطرة رجل عُصابي وقبلي على مقدراتهم.(2)
فقد كان بين رفاق البعث شابا أعرابيا تنطوي نفسه على جمع من الضغائن ليس أقلها بغضه للمدينة والمدنية، تسلق سلالم الحزب منذ سنوات ليحصل على الزعامة لا بسبب نضجه وثقافته وفكره (الأيدلوجي) كحال غيره من الرفاق الذين إشتهروا بثقافاتهم، بل لشجاعته وفطنته وغله وغدره ودهائه البدوي، فيما كان أعضاء الحزب مهللين له غير مدركين لما سيلحق بنا وبهم، فالأهم في نظرهم هو الحصول على مغانم الحكم، فتمكنوا من إستغلال فرصة آتية من حيث لا ينتظرون لنهب السلطة مستفيدين من خيانة بعض الضباط المحيطين بالرئيس الأسبق عبد الرحمن محمد عارف، وهناك تفاصيل ووثائق عما جرى ومن خطط ومن نفذ . . إلخ لسنا بصددها هنا.
كان هذا (القائد) قد هيّأ أدواته للبطش برفاقه الواحد (بيد) الآخر, والقصة بتفاصيها تشبه الى حد ما أيٍ من أفلام عصابات الوسترن والكاوبوي وسراق البنوك الذين لابد وأن يختلفوا على المغانم، والذي يسبق الآخرين بالبطش برفاقه يفوز بها، وكل حديث عن مباديء وأيدلوجيات وحزب ومؤتمرات هو كذبة كبرى وضحك على ذقون الشعب المستكين بل وعلى الرفاق البعثيين أنفسهم قبل غيرهم، ومعظم أولئك الذين ظلوا الى نهاية (الفلم) ضمن تنظيمات هذا الحزب هم مجرد (كمبارس) وما عليهم سوى الطاعة العمياء لرئيس العصابة، فهو – على الأقل – يؤمن لهم الفتات والسلامة وراحة البال، وهم يعرفون الحقيقة بدواخلهم أكثر منا جميعا، وهناك أسباب كثيرة وراء بقائهم (كمبارس مهمتهم ملء مشاهد الفلم حتى النهاية (سنكشف في حلقة قادمة عن مشهد مخابراتي يكشف دور هؤلاء الكمبارس).
كان على (القائد) التحرك الخفي والسري والسريع لتصفية خصومهم بأسلوب بوليسي محكم وبأدوات تعذيب جديدة لم يألفها العراقيون من قبل، وقد كـُـلِفَ لإنجاز هذه المهمة المدعو (ناظم كزار)، الذي شكل لهذا الغرض ما عرف بـ (الهيئة الثانية) وهي جهاز أمني وُفِرتْ له السلطة ميزانية مالية مفتوحة وصلاحيات غير محدودة وعناصر أمنية مدربة على كل صنوف البطش والتعذيب، وقد نقل لي أحد عناصر هذه الهيئة في العام 1969 (وهو مقيم حاليا في كندا)، ان وصية صدام لناظم كزار كانت محددة وهي (ما أريد أحد يتخرج بطل) وهي إشارة لما عرف سابقا من صفة تطلق على السجين السياسي بعد خروجه من المعتقل، ولي أكثر من صديق إعتقلته هذه الهيئة (ولم يتخرج بطلا) وحدثوني كثيرا عن أساليب التعذيب التي تبدأ وتنتهي دائما بالنصيحة (قل ما عندك وإعترف بكل شيء ووقع على تعهد بإن لا تعمل ولا تقترب من شيء أسمه سياسة الى نهاية عمرك، أو أن تختار الذهاب الى المقبرة أنت وعائلتك)، وقد إنتدبت الهيئة لكل محافظة شعبة خاصة بها، مهمتها (تنظيف المحافظة من أي معارض سياسي، وقد تسابق مدراء هذه الشُعب لإنجاز هذه المهمة خلال أقصر فترة زمنية ممكنة، فكان آخر المتصلين مدير شعبة الموصل سعد الأعظمي الذي إتصل بكزار قائلا (تمام أفندم) على طريقة المصري عندما يكملُ عملاً يكلف به، فيما ظلت الإذاعة والتلفزيون والصحف تتحدث عن دعوة كل أبناء الشعب لنسيان الماضي، وعن التسامح وعن الرغبة بقيام حكومة تتعاضد فيها كل القوى الوطنية لـمواجهة (أعداء) الوطن الى آخر تلك القائمة (التي إستخدمها النازيون في ألمانيا في خطابهم الأخير قبل يوم واحد من إستلام هتلر لمستشارية ألمانيا، لتبديد مخاوف الشعب الألماني).
أما النقطة الأهم التي أتبعها البعث فهي سياسة الكسب السريع التي أعتمدها الحزب لـ (ابتلاع) كل الطاقات الشبابية، التي تحدثنا عنها في الجزء الأول، وكانت جلها شبيبة مستنيرة على قدر جيد من التعليم والمعرفة والثقافة وجاهزة للعب أي دور (وطني) يخدم بلدها.
أما ما بقي من القصة، فهو حرص (الرئيس البدوي) على إرتداء (القاط والرباط) والتحدث باللغة الفصحى المنمقة، وإجادة دور المثقف المتحضّر بإتقان شديد لعشر سنوات إمتدتْ من 1969 الى 1979، حتى إذا ما إستوى على العرش تماماً وإستكمل ربط الأحزمة الأمنية وتمتين مراكز القوة والنفوذ التي إستقدم لها أقربائه وأبناء أريافهم، ظهر علينا بدشداشته وعقاله وعباءته ولسان حاله يقول (نحن أسيادكم يا سكان المدن، فأنتم أشباه رجال)، وسنتحدث عن ذلك في الدلالة الإجتماعية الخاصة بترييف السلطة.   
دلالات إجتماعية خطيرة لصور متناقضة :  
1 – ظاهرة إنتحال الصفة : تطرقنا في الجزء السابق من حكايتنا الى الطرفة الخاصة بصديقنا مؤيد طه العزاوي وقلنا ان لها دلالة إجتماعية في غاية الأهمية، بل الحق ان لها دلالة في غاية الخطورة ولي مأخذ على كل المتخصصين الإجتماعيين لأنهم لم يلتفتوا إليها ولبعض الدلالات الأخرى التي سنثبتها هنا.
فالشباب قليلوا أو عديموا الثقافة كانوا بعد منتصف عقد الستينيات ينتحلوا صفة (مثقف) – كما أسلفنا – ويحرصون على حمل كتاب بيدهم للوصول الى مبتغىً أو مصلحة ما يهدفون الى إنجازها أو الحصول عليها بما في ذلك كسب ود المرأة، وهو مؤشر واضح وجلي على سطوة الثقافة ومنزلة المثقفين في كل الأوساط.
لكن هؤلاء الشباب أنفسهم وبدأً من مطلع السبعينيات صاروا ينتحلون صفة (رجل أمن أو إستخبارات أو مخابرات أو ذو قرابة للعائلة المالكة)، ولهذا التحول دلالة إجتماعية تكشف عن تراجع وتلاشي القيمة الإجتماعية للثقافة والمثقف بل وإنهيارهما، أمام سطوة رجل الأمن وحاشية العائلة ومنزلتهم في ذات الأوساط السابقة، كما تؤشر بوضوح الى ظاهرة عسكرة المجتمع، وهي الظاهرة الأخطر، والتي سيحتاج العراقيون الى عقود من الزمن لكي يشفوا ويتطهروا منها.
2 – متى بدأ العراقي يردد (يا ساتر) : سقنا مثالاً في الجزء السابق عن مساحة الأمان (3) التي نَعِم بها العراقيون (ودائما نتحدث عن السنوات ما بين 1964 و1968) وكيف كان من الشائع أن تنام عوائل وتنسى أن تحكم إغلاق أبوابها، أما الطرق على الأبواب فكان له وقع مبهج عند عوائلنا ليلا أو نهارا، كنا صغارا نتسابق للوصول الى باب الدار كلما سمعنا طرق عليه، فلا ضيفَ هناك لا يُضِيفُ لمجلس دارنا بهجة، فالبيت (بلا خطـّار تكثر فيه عيون النمل، تقول امي).
فما الذي جعل هذا (الطرق) يتحول منذ صعود البعث وعصابات صدام الى وقعٍ ذو شؤم و(جفلة) تلز بالأبدان؟، فتعوّدَ العراقيون منذ ذلك الحين على ترديد المفردة الأشهر (يا ساتر) كلما سمعوا طرقا على الأبواب، أصبح العراقيون لا يتوقعون من طرق الأبواب إلا الشر والأخبار المفزعة. وأتحدى معظم عوائل العراق أن تنكر لفظ مفردة (يا ساتر) هذه، التي تعودوا أن يرددوها بوعي أو بدونه طوال سنوات حكم (صاحب الفرساية البيضة) كلما طـُرِقَ بابهم!!.
3 – التمدين والترييف : تمددت القيم المدينية (والحديث دائما عن الستينيات) وطالت أبعد قضاء ومدينة في العراق، كان مظهرا شائعا أن تجد مراكز الترفيه ونوادي الموظفين وغيرها للمعلمين في قلعة صالح والشطرة والسماوة والزبير جنوبا، في الصويرة والهندية وسطاً، في هيت والقائم والرطبة غربا، في الخالص وبلدروز شرقاً، في بيجي والشرقاط وتلعفر وأقضية الشمال جميعها، كان هذا في الأقضية والنواحي, وعليك أن تتصور مشهد مراكز المحافظات والمدن الكبرى!.
كان على المنتقلين للسكن في المدن الكبرى أن يتركوا خلفهم أعرافهم وتقاليدهم وعصبياتهم القبلية وقيمهم المتوارثة ويندمجوا (بإرادتهم) مع القيم الحضارية للمدينة التي إختاروا العيش فيها.
وبالتأكيد فإن مدينة بغداد هي الأوضح مثالاً على هذه المتطلبات والإشتراطات الإجتماعية، فهي العاصمة وهي مصهر التحديث والتحضّر والمدنية كما هو حال كل عواصم الدنيا، وقد تكون إشتراطاتها الإجتماعية أكثر ثقلا على المنتقل إليها، فعلى القادم إليها أن  يتنازل حتى عن لهجته المحلية التي جاء منها، وكان منظراً مألوفاً أن نشاهد بين فترة وأخرى وصول شاحنة تنقل أثاث عائلة ريفية قررت السكن في المدينة لأن أحد أبنائها حصل على وظيفة حكومية فيها، ومن المشاهد التي علقت بذاكرتي مشهد عائلة أحد فنانينا المسرحيين المشهورين الذي تخرج معلما في العام 1959 وقرر أن يستقدم عائلته من مدينة الفلوجة، وكنت شاهدا لحظة وصول الشاحنة التي تحمل أثاثهم، وكيف إستشاط هذا الفنان المعلم غضبا عندما إكتشف مع الأثاث وعلى ظهر الشاحنة كمية هائلة من الحطب، وطلب من السائق أن يعود به الى القرية ويلقيه هناك مضيفا بصوت عال (تبقون متخلفين، وين أحنا بالعَرَبْ).(4)
في الأيام التالية طلب من أبيه أن يخلع العقال ومن شقيقاته أن يتخلين عن ربطة الفلاحات، بعد سنوات قليلة صارت عائلته نموذجا للعائلة المدينية بكل تفاصيلها، وربطتني بهم علاقة طيبة.
لكني لم أتفاجأ بهذا الفنان عندما إلتقيته في مدينة الدورة في العام 1991 وهو يرتدي الدشداشة والكوفية والعقال، لا بل يحادثني بلهجة أدخل عليها الكثير من المفردات القبلية التي يترطـّن بها متفاخرا بمرجعيته الريفية.     
إن النهج البدوي وسياسة ترييف السلطة اللذان إعتمدهما (بطل التحرير القومي)  والتعمّد بتحقير سكان المدن وقيمهم كلما وجد فرصة الى ذلك، وإظهارهم بمظهر (أنصاف رجال)، دفع سكان المدن الى الإرتداد الى الأصول العشائرية وإرتداء الكوفية والعقال والحرص على إستخدام اللهجة الريفية متبرأًين من إنتمائهم المديني خشية إتهامهم بنقص (الفحولة)، فصار للزي العربي سطوة ورفعة ومكانة في الأوساط الرسمية والشعبية.
في التسعينيات الماضية كان لي صديق يدعى أحمد عبد حمادي من أهالي الكوت، كان موظفا متقاعدا قبل أن يصبح مقاولا وهو يحرص على إرتداء البدلة الرسمية، كنت بصحبته ذات يوم ونحن نراجع دائرة مشاريع الري لأنجاز معاملة صرف سلفة تشغيل، ولم نجد الترحيب والمعاملة اللائقة من موظفي وموظفات القسم المالي، فيما كان بجانبنا زميل مقاول يرتدي زي الريف الغربي يحظى بإهتمام وتبجيل وتوقير، ويبدو أنه شعر بما نشعر به، فإلتفت الى صاحبي مبتسما وموشوشا بالقول (أبو رائد طكلك دشداشة وعكال، ترة ما تمشي أمورك بـهذا القاط)!!.      
4 – السمعة بين السياسي والحرامي : منذ أن بدأ نشاط الأحزاب السياسية في العراق، إبتداء من عشرينيات القرن الماضي ولغاية العام 1968 كان للسجين السياسي حظوة وسمعة طيبة في محلته ومدينته يحسده عليها الكثيرون، فسجين الرأي له مكانته الإجتماعية لدى العراقيين، وعائلة السياسي تتفاخر بهذه السمعة.
عشت الكثير من هذه المشاهد إبتداء من العام 1960 ولغاية العام 1967، في الزيارات التي كنا نقوم بها الى أشقائي الشيوعي والبعثي، في السجن المركزي بباب المعظم (الموقف العام) وسجن نقرة السلمان وسجن بعقوبة وسجن الموصل، يصل الزائرون مبكرا الى بوابة السجن منذ الصباح بإنتظار بدأ موعد الزيارة وفتح البوابة الرئيسية لهم، وخلال الوقت الممتد ما بين الوصول وبدء الزيارة تتبادل العوائل الأحاديث فيما بينها عن أبنائهم بشيء من الفخر في أحيان كثيرة، والأمهات العراقيات هن الحاضرات دوما بطبيعة الحال، وأحاديثهن المختلطة بالنشيج والمبللة بالدموع هو السائد والمسموع، لكن ما لفت نظري لغير مرة ان أبناء كل أولائي الأمهات هم سجناء سياسيون، فتساءلت أين أمهات السجناء العاديين (هذا ما كان يطلق على السجناء غير السياسيين) وهل هؤلاء محرومون من الزيارات؟.
عندما تدخل الى السجن المركزي على سبيل المثال تصل الى ممر طويل مكشوف وعلى يمينه تبدأ بوابات القواويش (قاعات السجناء)، الأول والثاني والثالث للشيوعيين والرابع للبعثيين وقد تخونني الذاكرة إن كان هناك قاووش مختلط للقوميين والإسلاميين، المهم ان قاووش العاديين هو الأخير.
فإكتشفت أن بين العوائل التي دخلت معنا توجهت الى قاووش العاديين!!، فوقعت في دهشة لأني لم أسمع إطلاقا بين جميع العوائل – ونحن ننتظر كل مرة عند البوابة – أن إبن أحداها سجين (عادي)، فإزداد فضولي ورحت أراقب زيارة بعد زيارة بحثاً عن عوائل (العاديين) لأكتشف في النهاية أن تلك العوائل تخجل أن يعرف أحد ان إبنهم سجين عادي وتتنكر مخافة الفضيحة!!، فتكذب وتدّعي ان إبنها سجين سياسي.
في الثمانينيات تم إعتقال (ماجد إبراهيم) من أهالي مدينة الوشاش، وهو أحد أصدقائنا المعروفين بمعارضته للسلطة، ويجاهر بنقدها وقدحها، فزارتنا أمه وشقيقه وسألناهم على أخبار (ماجد)، فراحت الأم تذرف دموعها وتتحدث عن براءة إبنها من الإشاعة التي يرددها الناس ان ماجد قد سجن لأنه معارض سياسي، وتقسم لنا بأغلظ الأيمان ان ابنها ماجد أعتقل لأنه إختلس مالاً !!!!!.      ….. (لا تعليق).
أترك للشرفاء الوقوف على الدلالات الإجتماعية وراء جميع هذه المشاهد.
ـــــــــــــــــــــ
(1) إشارة الى الرفاق الذين تربو على قيم المدينة، ومن أمثلة المحظوظين الذين إكتفى صدام بإبعادهم ولم يطيح برؤوسهم (نعيم حداد وصلاح عمر العلي وسعدون شاكر وحسن العامري وتايه عبد الكريم) بحسب ما رواه لي الأخير.
(2) سنشير لاحقا الى عدد من العقد النفسية التي أثرت في بناء شخصية صدام.
(3) في ستينيات القرن الماضي كان هناك أمان (لا دخل للسلطة به إطلاقا)، أما في سنوات البعث فكان هناك (أمن) توفره جحافل من التشكيلات الأمنية، والفرق واضح بين الإثنين.
(4) كان العراقيون يطلقون تسمية (العَرَبْ) على سكان الريف وهو لفظ لا يحمل أي صفة سلبية إطلاقا، إنما تستخدم فقط لتمييز المدينة عن الريف. بل تستخدم في أحيان كثيرة لمدحهم لإشتهارهم بالكرم وحسن الضيافة والبساطة.
ملاحظة: فضلنا أن نكتفي بأرقام التسلسل لـ (حكايات عراقية) بدل تجزئتها الفرعية لتسهيل متابعتها. وأكرر الشكر دائما لكل القراء النبلاء الذين أطروا على ما كتبناه، وهو ما يحملنا مسؤولية أكثر لكي نحافظ على مهنيتنا مع الود والمحبة.