23 ديسمبر، 2024 1:28 م

حكايات جدتي

حكايات جدتي

الحكاية الاولى … و فيها حدثتنا جدتي عن دهاء و مكر حزب الدعوة …
كان شخصا يدعى حسن لعيوس … ظهر الى الوجود بعد احداث 2003 التي مرّ بها العراق ووجد ضالته في الانخراط في مجاميع شكلها مقتدى ابن محمد صادق الصدر
و شجعته الظروف الفوضوية للترشح في مجلس محافظة ذي قار
و لكنه وجد نفسه لا يستطيع تحقيق ذلك لان عمره في وقتها كان أقل مما ينص عليه القانون
فلم يجد امامه مناصا إلاّ الذهاب الى دائرة نفوس سوق الشيوخ ليبذل الجهود و السعي الحثيث لتزوير عمره و جعله ثلاثين سنة و تحقق له ذلك
و حينها كسب الجولة و تحقق له ما أراد بفوزه في مجلس المحافظة بفضل أعوان مقتدى ليصبح عضوا في المجلس و بعدها يترشح معاونا للمحافظ ممثلا عن قائمة مقتدى … و هكذا تُقاد محافظتنا العزيزة …. ذي قار …. لواء المنتفك 
الى هنا … الامور طبيعية بالرغم من التلاعب و التزوير و التحايل على القوانين
لكن الشيء غير الطبيعي هو سكوت حزب الدعوة عنه طيلة الفترة السابقة رغم معرفته بما جرى مع حسن لعيوس و اعمال تزويره لوثائق العمر في دائرة النفوس
و بقى حزب الدعوة ساكتا خانسا متأبطا لملفات الفاسدين طوال اربعة سنين
و يبدو بل المؤكد ان حزب الدعوة كان يحتفظ بها كورقة من الاوراق ضد خصومه من الكتل الاخرى لتحقيق مآربه الخسيسة 
و حينما انتهت دورة مجلس المحافظة من الاربعة سنوات و بدأت انتخابات الدورة الحالية
و قد تحقق فوز حسن لعيوس مرة اخرى بسبب توجيهات مقتدى لقواعده و افراد جماعاته ….
هنا بدأ دهاء حزب الدعوة … فقد كانت كتلة عمار في المجلس الاعلى هي المتقدمة و ان الاختيار المزمع اقراره للمحافظ سيكون من نصيبه و لهذا وقع الاختيار على عزيز كاظم علوان ليكون محافظا و هو نائب من المجلس الاعلى و كان مستعدا للانسحاب من البرلمان مقابل جعله محافظا في الناصرية لانه سبق و ان ذاق حلاوة منصب المحافظ عندما شغله سابقا و جنى من خلاله المكاسب و المغانم الكبيرة بما فيها معامل الطابوق و غيرها الكثير … التي لايمكن عدها او احصاءها … و هي من نعم الله التي لا تحصى و التي أفاض بها على عباده المتقين ….
فسارع حزب الدعوة باشهار ورقة التزوير ضد حسن لعيوس لانه يعتقد انه قد حان وقتها و كان محتفظا بها لتحقيق احلامه و اهدافه
فتوافق حزب الدعوة ضمن ثلاثي يتكون من حزب الدعوة و كتلة التضامن للشيخ الناصري و كتلة الوفاء لشيروان و كان قد اتفق الثلاثة على عدم اعطاء الفرصة للمجلس الاعلى بشغل منصب المحافظ لاحد افراد كتلته و هو عزيز كاظم علوان
فتقدموا الى حسن لعيوس و شخصا اخر من كتلة مقتدى و هددوهم بكشف اوراق التزوير و السرقات و الاختلاسات و الفساد الاخلاقي ضدهم لان حزب الدعوة يحتفظ بها فيديويا و هي موثقة لديه و في حالة رفض حسن لعيوس الانصياع لرغبة حزب الدعوة فما عليه الاّ الرضوخ لقدره في الذهاب الى السجن و مصادرة امواله و هي كثيرة ….. مقابل الانسحاب من جماعة مقتدى حتى ترجح كفة حزب الدعوة و علاوة على ذلك كافؤوه بمنصب نائب المحافظ
فرضخ لهم و كافؤوه بمنحه مليون دولار تبرع بها شروان مقابل ان يكون احد عناصر كتلته معاونا للمحافظ و انضم اليهم الشيخ الناصري في كتلته مقابل ان يكون ابنه يحيى محافظا للناصرية … و من اراد التفاصيل في ذلك و كشف المستور فان الحقائق كبيرة و رهيبة و خطيرة ….. هذه هي اخلاق مقتدى في تشجيع عناصره على التزوير من اجل الاستحواذ على المناصب
و هذه هي اخلاق حزب الدعوة في غض الطرف عن الفساد و التزوير و التستر عليها و ابتزاز الاخرين و مساومتهم من اجل تمرير اهدافهم … و لا يسعنا إلاّ ان نقول تيمناً بعمنا شيخ قريش : تلاقفوها يا بني أميه …