23 ديسمبر، 2024 10:29 ص

حكايات انتخابية  – 4 / مرشحون تكنوقراط …. بهاء المياح نموذجا

حكايات انتخابية  – 4 / مرشحون تكنوقراط …. بهاء المياح نموذجا

كل الوجوه العراقية التي صعدت الى مسرح السياسة والقيادة بعد العام 2003، حظيت بالشهرة – سلبا أو إيجابا – لدى الجمهور العراقي، وصاروا (نجوم) ليسوا بحاجة الى أن يعرّفوا بأنفسهم، لكن المؤذي في حراك الحملات الانتخابية الجارية حاليا، أن هؤلاء (النجوم) هم من يستحوذوا على إهتمام القاعدة الجماهيرية، برغم أن معظم هذه الجماهير قد عانت الأمرين من أخطائهم ومفاسدهم وجعجعتهم التي لم تعطِ حفنة طحين.

لكن النجومية تبقى نجومية !! ….. فالسواد الأعظم من أبناء وطننا المنكوب هم من البسطاء الذين كانوا وسيظلوا متأثرين مهتمين بهذا التنافس المحموم بين هؤلاء (النجوم)، بل ويجدوا ذواتهم ملتذة ومنتشية لأحساسهم أنهم معنيون بحسم هذا الصراع لصالح أحد هؤلاء (النجوم) !!. …. متناسيا مصاعبه ومصائبه ونوائبه، ليصحوا بعد أشهر وهم نائم على دسوت من الخيبات والضلالة والضيم والمظالم، لا حول له ولا قوة سوى التشكي مجددا والتوّعد بالثأر لنفسه من أولئك السلاطين.

ولكن لماذا لا يبحث العراقيون في فضاء وطنهم عن أسماء شريفة ونفوس عفيفة وأيادٍ نظيفة وعقول تعلـّمتْ وعلـّمتْ ولها تجاربها وخبرتها في الإدارة والعمل، لتُوكِل إليها مهمة تمثيلهم ونيابتهم في مجلس إدارة الدولة؟ هل المعركة مقتصرة على (ريـال مدريد وبرشلونة) كما أسلفنا في الحلقة الأولى؟ فيحسم الجمهور أمرهم بناء على تنافس النوادي الكبار.

المشكل الآخر أن هؤلاء الساسة (النجوم) يملكون المال والنفوذ والوسائل المتاحة لمد طوفان دعاياتهم، حتى وإن كانت بعض تلك الوسائل غير شريفة، بعكس المرشحين المستقلين الذين – بسبب نظافة يدهم وتاريخهم – لا يملكون هذا المال الفائض للمنافسة، ولا يملكون (النجومية) التي يملكها أبطال الحلبة.

لا ننسى ان كتابنا ومثقفينا وإعلاميينا – بإستثناء قلة قليلة منهم – وبوعي ودون وعي، قد دخلوا على خط المنافسة بين أولئك الحيتان (النجوم)، فإنشغلوا بمتابعة أخبارهم والكتابة عنهم نقدا وذما وتقريع أو مدحا وتهليل وتطبيل، وهذه في أحد وجوهها دعاية مجانية، وكان الأولى بأذكيائنا أن يساهموا في دعم وتسليط الضوء على الكفاءات العراقية التي قررت مزاحمة الحيتان كما فعل على سبيل المثال

الأديب والإعلامي والناشط أحمد عبد الحسين، لتعريف المواطنين بهم وتشجيعهم على التصويت لصالحهم.

منذ الأيام الأولى التي أعقبت التغيير عام 2003 وأنا أراقب وأختلط وأتعرف وأجتمع وأساجل وأناقش الوجوه العراقية التي صارت تتحرك داخل المشهد الإداري للدولة الحديثة …. كانت تستوقفتني دائما تلك الأسماء الشريفة التي ظلـّت محافظة على عفافها وعصاميتها وقيمها وقاومت إغراءات المال (السايب) الذي شجّع على السرقة والذي سالت له لعاب القسم الأعظم من رجالات الدولة.

سنتحدث في هذه الحلقة والتي تليها عن بعض الأسماء الشريفة والنبيلة التي قررت خوض غمار التنافس الإنتخابي الحالي أملا في الوصول الى مجلس إدارة الدولة أو تشريعها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أول تلك الأسماء (بهاء أحمد المياح) :

هو من أوائل القادمين الجدد الى أرض الوطن بعد هجرة طويلة اُرغم عليها، جاء وكله طموح أن يساهم ويقدم لوطنه ما إكتسبه من خبرة.

لم تسقطه الغربة في حبال التسكع والوقوف على الأبواب في الدول التي عاش فيها، بل إنكب على زيادة علومه وخبراته وتنقل في أكثر من عمل بأكثر من إختصاص في أكثر من بلد في العالم.

بهاء المياح عصامي من نوع نادر، فهو نظيف اليد لدرجة التهيّب والتخوّف من أي مال غير مشروع، ورغم أنه ليبرالي وعلماني بإمتياز لكنه مصاب بفوبيا (الحرام)، (إذا ما صدقنا أن الأسلاميين وحدهم من يخاف الحرام!!).

المياح يصاب بفزع إذا ما حاول أحدهم تمرير كتاب من تحت يده فيه شبهات، لذلك هو (نقناقي) يزعج العاملين معه، يدقق ويحقق ويتقصى عن كل أمر أو قرار هو طرف فيه، ومن نافلة الحقائق أن دوائرنا لا يستهويها هذا الصنف من الإداريين للأسف الشديد، منذ أن رُيّفتْ الدولة على يد الأعرابي الأول عام 1979 صعودا، ولذلك أيضا فإن بهاء هذا خصم دائم للصوص والفاسدين وراكبي موجة النهب المحلل والمشرّع، وهذا ما جعله غير مرغوب به في أوساطهم.

بهاء المياح إداري ومفاوض من الطراز الأول، حريص على إداء عمله بكل تفانٍ وإخلاص، بلا ملل ولا كلل، وقد مثل بلاده خير تمثيل في المحافل الدولية، فعلى

سبيل المثال كان وحده من تبنى موضوعة إسترداد الآثار العراقية التي تناقلتها العصابات الدولية عقب نهبها من أرض الرافدين أثناء وبعد دخول قوات الإحتلال بداية العام 2003، وعندما كنتُ أحاوره بخصوص ذلك، كنتُ أراقب طريقة طرحه وحديثه لكأنه يدافع عن مسألة تتعلق بالعرض والشرف!!، ظلَّ يلاحق ويجتمع في هذه العاصمة وتلك من أجل إستعادتها، ونجح نجاحا لفتت إليه أنظار الدوائر الدولية المعنية.

في أثناء حملته الانتخابية الحالية، كان هناك من يقترح عليه الإستعانة بكذا أو تقديم المال لكذا مقابل أن يدعم إنتخابيا، فكان جوابه : إذا كان هذا الشعب لا يقدّر ولا يحترم ولا ينتخب المدافعين عن مصالحه وعن مستقبله إلا عبر الرشاوى وتقديم الهدايا فإني غير مستعد لدفع فلس واحد …. ويضيف : هذه فرصتي الأخيرة وإذا خذلني أبناء شعبي فإني سأترك البلاد بلا رجعة.

معلومات أخرى عن السيد بهاء المياح في صفحته على الفيس بوك :

https://www.facebook.com/bahaa.mayah?fref=ts

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[email protected] https://www.facebook.com/farooq.albasri