لا أحد ينكر حق الشعب الكردي في تقرير مصيره على أرضه وبناء دولته ( كردستان ) بعد تضحيات كبيرة فقد آن الأوان بعد نضجت الظروف الموضوعية وتنامي العامل الذاتي لتحقيق هذا الحلم وأنا كمواطن عراقي عربي أبارك للكرد هذا المسعى وليته ينجز في ظروف طبيعية وأن لا تكون الولادة قسرية وأن تظل علاقة الأخوة الكرد مع أصدقائهم من باقي المكونات العراقية يسودها الود والإحترام . لعل ثمة من يتفاجأ من حديثي عن دولة كردستان التي لم تر النور بعد وأقول المناسبة الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة القطرية مع السيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم وحديثه عن وجود مسارين أحدهما مع العملية السياسية الجارية في العراق وآخر بإتجاه وضع الآليات عبر تشكيل مفوضية انتخابات خاصة تشرف على الإستفتاء في الأقليم تمهيدا ً لإنبثاق دولة كردستان وقد حدد المهلة بشهور أو عام وبالنتيجة لابد من أن يحقق للشعب الكردي حلمه بدولة يقرر عبرها مصيره .
لنكن منصفين ومن حيث المبدأ لا أعترض على مسألة تحقيق حلم الشعب الكردي في قيام دولة كردية لكن ألا ترى معي سيادة الرئيس بأن هذا المسعى يتناقض مع الشراكة في العملية السياسية الجارية في العراق , كيف يستقيم معها القسم تحت قبة البرلمان لعراق موحد وأنت تسعى الى الإنفصال ؟ هل من حقكم الحصول على مكاسب ومناصب في الحكومة وأنتم تبنون دولتكم على حساب مكاريد العراق ؟ وأذا كنتم مع وحدة العراق فلماذا لم تدافعوا عن مدنه وقصباته وتصديتم للغزو الظلامي البعثي الداعشي , ولماذا رفضتم استقبال اللاجئين التركمان الشيعة في دولتكم المستقلة ؟ أخيرا ً لماذا تخليتم عن مسيحيي الموصل وهم السكان الأصليين وسمحتم للغرباء بطردهم أذلاء وأنتم قاب قوسين وأدنى منهم وتحت أمرتك جيش مدجج بأحث الأسلحة؟ لقد أسهمتم في تفكيك العراق وتريدون بيعه خردة , يقينا ً لو كانت لدينا حكومة محترمة ومهابة لما تجرأ السيد البارزاني في أن يقرر بنفسه مصير وطن ويدير عملية سياسية على وفق مصالحه وهواه . ولما تجرأت شراذم من شذاذي الآفاق , قبائل همجية إندفعت من كهوف التاريخ تمكنت من غزو العراق بهذه الطريقة البربرية لتعيد الزمن الى الوراء ألف وأربعمائة سنة وتفرض واقعا ً وحدودا ً لم تخطر على بال الشيطان . أن الغموض الذي يكتنف سياسة حكومة المالكي والخنوع مع من تآمر على العراق , أما كان مفروضا ً على المالكي تقديم قادة الجيش الذين سببوا بالهزيمة الى محكمة عسكرية لينالوا قصاصهم العادل وليكونوا عبرة ً لمن يعتبر ؟ غموض سياسة المالكي وشبهة الفساد والخنوع أمام القوى الأخرى الكرد منهم بالتحديد ساهم في تغول قواهم الشوفينية المتطرفة وتجرؤهم على قرصنة كركوك ومن ثم الإستيلاء على حقول النفط المهمة والتي تشكل عصب الدولة الأقتصادي الرئيسي بعد حقول البصرة , هذه السياسة سببت كوارث كبيرة للعراق لعل أعظمها التقسيم .