16 أبريل، 2024 5:54 م
Search
Close this search box.

حقيقة وليست خيال، المصباح السحري

Facebook
Twitter
LinkedIn

من منا لا يعرف قصة المصباح السحري، وكم شخصا تمنى أن يكون هو بطل تلك القصة، ولمن لم يسمع بها مسبقا فهي قصة لطيفة، تتلخص بمغامرة شيقة يجد فيها الشاب الفقير (علاء الدين) مصباح عتيقا في إحدى المغارات، يقوم بفركه فيخرج منه ذلك الجني المارد على شكل دخان، ملبيا طلبات (علاء الدين) أومن يقوم بفركه، مهما كانت تلك الطلبات، ويرجع بعدها إلى المصباح.
(شبيك لبيك)، هي الكلمات السحرية التي يقولها المارد عند خروجه من المصباح، وهي الكلمات السحرية التي كانت تشدنا ونحن أطفال، وتسمر أعيننا على شاشة التلفاز ونحن نشاهد سحر تلك القصة من خلال أفلام الكارتون التي كانت تعرض آنذاك، وما يرافقها من مغامرات.
 لطيفة تلك القصة أليس كذلك، ولكنها خيالية فلا يوجد مصباح أو جني، ينفذ رغباتنا حتى وأن كانت بسيطة.
الأغرب من هذا كله أني وجدت المصباح السحري، واكتشفت وجوده عند معظم الناس، ولكنه يعمل عند البعض فقط، وكي لا أخذ من وقتكم الكثير أو أتهم بالجنون، سأدخل في صلب الموضوع، من منا لا يمتلك ذلك الجهاز المسمى ب (الموبايل)، وهو جني حقيقي، فقط تفرك على أزراره أو سطحه ليأتيك بصوت وأخبار وصور أي شخص تعرفه حتى لو كان في أقاصي المعمورة، أين المصباح والجن وتلبية الأوامر أذن، هذا هو السؤال حقا.
تلك الصور والأصوات لم نكن نحلم أن تصبح رهن أيدينا حتى وقت قريب، وهذا ما أعتبره نوعا من السحر، قد يقول البعض لم تأت بجديد، فأغلب العراقيين بل سكان العالم يمتلكون أكثر من جهاز (موبايل)، أنا أقول مصباح سحري وليس بجهاز الكتروني.
ولأثبت لكم أنه مصباح سحري، ستجدونه يعمل بكل طاقاته، لتلبية رغبات المسئولين الحكوميين في العراق، وانظروا إلى أحوالهم، تثبت لديكم صدق أقوالي، فهذا المصباح لا يعمل ألا بشرطين، الأول أن يكون صاحبه مسئولا حكوميا رفيعا، أما الشرط الثاني إن ينعدم عنده الضمير.
فما من مسئول في أي دولة من دول العالم حتى الكافر منها، لديه امتيازات وأموال ورواتب المسئول لدينا، والتي تقارن بضخامتها بالكنوز، على الرغم من قصر فترة خدمة ذلك المسئول وعمله البسيط، وليس هناك من يحدد صلاحياته، فأصبح (الموبايل) هو أداته ومصباحه السحري الذي يتلقى أوامره كي تنفذ، ويحول من خلاله تلك الأموال والرواتب والرشى إلى مغارة (علاء الدين)، والتي قد غيرت أسمها (بنك) وموقعها من أقاصي الصحراء إلى أجمل بلدان العالم، وأداته في ظلم الناس من العامة.
هذا هو اكتشافي، الذي جعلني أكره المصباح السحري بصورته الحديثة، الذي يقوم على الظلم وامتصاص أموال المساكين من شعبنا كي يتخم حسابات مسئولينا بالأموال.

 قصة جميلة كانت تأخذنا إلى عالم الأحلام الجميل دمروها وشوهوا صورتها، حين قاموا بتوظيف المصباح السحري على الملاك الدائم عند ذلك المسئول.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب