23 ديسمبر، 2024 3:22 ص

حقيقة موقف القرآن من المرأة 37/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 37/41

الرجال هم المعنيون بمصطلح «الناس» وما يشبهه
«مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ، فَمِنهُم مَّن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَّنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا.» (33 الأحزاب.» 23)
ولماذا لم يُكمَل النص بقول: (وَمِنَ المُؤمِناتِ نِساءٌ صَدَقنَ ما عاهَدنَ اللهَ عَلَيهِ، فَمِنهُنَّ مَّن قَضَت نَحبَها وَمِنهُنَّ مَّن تَنتَظِرُ وَما بَدَّلنَ تَبديلًا)، أو (مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ وَنِساءٌ صَدَقوا ما عاهَدوا اللهَ عَلَيهِ، فَمِنهُم مَّن قَضى نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَّنتَظِرُ وَما بَدَّلوا تَبديلًا)؟ نعم سيقال إن المقصود هنا أولئك المسلمون من الرجال الذين كانوا يقاتلون، أو يجاهدون حسب المصطلح القرآني، وهم المعنيون بقضاء نحبهم قتلا، والمعنيون بالصبر على القتال. لكن عندما نضيف هذه الآية إلى كل تلك النصوص التي مررنا عليها، لا يمكن أن نبقى نبحث في كل نص عن تبرير لتفسير كل ما يؤكد ظاهرة ما يفهم منه أصالة الذكورة في الأدب القرآني.

«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا نَكَحتُمُ المُؤمِناتِ ثُمَّ طَلَّقتُموهُنَّ مِن قَبلِ أَن تَمَسّوهُنَّ فَما لَكُم عَلَيهِنَّ مِن عِدَّةٍ تَعتَدّونَها فَمَتِّعوهُنَّ وَسَرِّحوهُنَّ سَراحًا جَميلًا.» (33 الأحزاب 49)

وهذا نص آخر يؤكد أن الأصل في مصطلح «الذين آمنوا» في القرآن هم الرجال، وهكذا بالنسبة لـ (الناس)، و(القوم)، و(المرء)، و(الإنسان)، و(النفس) البشرية.

«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا يَسخَر قَومٌ مِّن قَومٍ عَسى أَن يَّكونوا خَيرًا مِّنهُم، وَلا نِساءٌ مِّن نِّساءٍ عَسى أَن يَّكُنَّ خَيرًا مِّنهُنَّ …» (49 الحجرات 11)

وهذا النص أشد وضوحا في تأكيد ما ذهبت إليه. فلو كان مصطلح (القوم) شاملا للرجال والنساء، لما ذُكِرت النساء بعد ذكر القوم. سيقال إنه من قبيل ذكر الخاص بعد العام. فأقول إنه يفترض به أن يكون كلام الله، وكلام الله يجب أن يكون واضحا غير مبهم، محكما غير متشابه. لماذا لم يقل (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا يَسخَر رِجالٌ مِّن رِجالٍ عَسى أَن يَّكونوا خَيرًا مِّنهُم، وَلا نِساءٌ مِّن نِّساءٍ عَسى أَن يَّكُنَّ خَيرًا مِّنهُنَّ …» رفعا للَّبس، كي لا يأتي مثل ضياء الشكرجي وغيره ليثيروا الشبهات تلو الشبهات حول القرآن. فإذا قال نبي الإسلام «رحم الله من جبّ الغيبة عن نفسه»، واعتبر ذلك من لوازم الحكمة والعقل، أفليس الله هو سيد الحكماء ومعلم العقلاء؟ لماذا يتكلم وهو الحكيم العليم بما يثير الشبهات حول بشرية كتابه؟ سيقولون (امتحان). وهل كُتِب لي ولأمثالي أن نسقط في هذا الامتحان، ونبتلى بـ(سوء العاقبة)، لنُحشَر مع الكافرين والمشركين والمنافقين والظالمين والفاسقين والفجرة في نار جهنم خالدين فيها أبدا؟