22 ديسمبر، 2024 8:08 م

حقيقة موقف القرآن من المرأة 36/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 36/41

الرجال هم المعنيون بمصطلح «الناس» وما يشبهه
«اليَومَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ، وَطَعامُ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حِلٌّ لَّكُم وَطَعامُكُم حِلُّ لَّهُم، وَالمُحصَناتُ مِنَ المُؤمِناتِ والمُحصَناتُ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم إِذا آتَيتُموهُنَّ أُجورَهُنَّ مُحصِنينَ غَيرَ مُسافِحينَ وَلا مُتَّخِذي أَخدانٍ، وَّمَن يَّكفُر بِالإيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرينَ. يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا قُمتُم إِلَى الصَّلاةِ فَاغسِلوا وُجوهَكُم وَأَيدِيَكُم إِلَى المَرافِقِ وَامسَحوا بِرُؤوسِكُم وَأَرجُلَكُم إِلَى الكَعبَينِ، وَإِن كُنتُم جُنُبًا فَاطَّهَّروا، وَإِن كُنتُم مَّرضى أَو على سَفَرٍ أَو جاءَ أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الغائِطِ أَو لامَستُمُ النِّساءَ فَلَم تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيدًا طَيِّبًا فَامسَحوا بِوُجوهِكُم وَأَيديكُم مِّنهُ، ما يُريدُ اللهُ ليجعَلَ عَلَيكُم مِّن حَرَجٍ، ولاكن يُريدُ لِيُطَهَّرَكُم وَلِيُتِمَّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلَّكُم تَشكُرونَ.» (5 المائدة 5 – 6)

هذا خطاب للمسلمين، في سرد بعض الأحكام، فيما هو حلال عليهم، فيجري الكلام عن حلية تناول أطعمة، وعن حلية الزواج بنساء، فـ «طَعامُ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حِلٌّ» لهم تناوله، و«المُحصَناتُ مِنَ المُؤمِناتِ والمُحصَناتُ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ» حِلٌّ لهم الزواج منهن. لا أريد أن أقول إن قَرن النساء أو قل قَرن الزواج عموما بمسألة الأكل والأطعمة قد يمس بقداسة العلاقة الزوجية، التي هي أكثر من كونها إشباعا لغريزة الجنس، كما الطعام هو إشباع لغريزة الجوع. لكني أريد أن أبيّن هنا إن الأصل عندما يجري الكلام عن الناس عموما، وعن المسلمين خصوصا، كما هنا، هو أن يجري الكلام عن الرجال، والنساء يذكرن كطرف خارجي، كما تذكر الأطعمة والممتلكات، والأنعام، والشهوات والمتع والأمتعة، فكل ذلك مما يملكه الرجل، ويتمتع به، وما سخره الله (القرآني) له.

«جَنّاتُ عَدنٍ يَّدخُلونَها وَمَن صَلح مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرّياتِهِم وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِم مِّن كُلِّ بابٍ، سَلاَمٌ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ.» (13 الرعد 23 – 24)

أليس هناك من النساء من يستحققن الجنة بصلاحهن هن، لا بتبعيتهن لأزواجهن، بحيث يمكن أن يقال أيضا: (جَنّاتُ عَدنٍ يَّدخُلنَها وَمَن صَلح مِن آبائِهِنَّ وَبُعولَتِهِنَّ وَذُرّياتِهِنَّ، وَالمَلائِكَةُ يَدخُلونَ عَلَيهِنَّ مِّن كُلِّ بابٍ، سَلاَمٌ عَلَيكُنَّ بِما صَبَرتُنَّ فَنِعمَ عُقبَى الدّارِ»؟ مع هذا قد يُرَدّ زعمي هنا، بقول إن ضمير الجمع المذكر يستخدم للجنسين أيضا، ومصطلح «الأزواج» يعني الجنسين، كما هو مصطلح «الذرية»، ومصطلح «الآباء»، الذي يشمل الأمهات، كما يقال (الأبوان)، و(الوالدان)، بمعنى الأب والأم في الأول، والوالد والوالدة في الثاني. إذن هذا النص يحتمل المعنيين، المعنى الذي يؤيد مبدأ أصالة الذكورة في القرآن، والمعنى الإنساني الشامل للجنسين. ولكن بضمه إلى كل ما سواه من نصوص القرآني بروحه الذكورية، يرجح الاحتمال الأول.