نصوص تبعية المرأة للرجل
«وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما، وَلا تَقرَبا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ. (7 الأعراف 19)
لِمَ لَم يكن النص: (وَيا آدَمُ وَحَوّاءُ اسكُنَا الجنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذه الشَّجَرَةَ …)
يا بَني آدَمَ لاَ يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِّنَ الجنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوءاتِهِما، إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لاَ تَرَونَهُم، إِنّا جَعَلنَا الشَّياطينَ أَولِياءَ لِلَّذينَ لاَ يُؤمِنونَ.» (7 الأعراف 27)
ولِمَ لَم يكن هذا النص هكذا: (يا بَني آدَمَ وَحَوّاءَ لاَ يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِّنَ الجنَّةِ …)، أو ربما: (يا بَني آدَمَ وَيا بَناتِ حَوّاءَ…) أو لعله (يا بَني آدَمَ وَحَوّاءَ وَبَناتِهِما …). ثم ولتكرار ذكر (آدم وزوجه) في القرآن، والتي لم تذكر بالاسم، لو كانت قد ذكرت باسمها، ثم قُدِّم تارة آدم على حواء، وقُدِّمت تارة أخرى هي عليه، لتأكدنا أن القرآن حقيقة لا يميز بين الذكر والأنثى، إلا بالتقوى، والاستقامة، والصلاح، والإحسان، والبر، والإنسانية. وهكذا لو جاء القرآن مرة بذكر (المؤمنات) قبل (المؤمنين)، كأن يقول: (وَالمُؤمِناتُ وَالمُؤمِنونَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ)، لسنَّ سُنة جديدة، كما سنَّ سُننا أخرى لم تكن موجودة قبله، وذلك بأن ليس من البديهي تقديم الذكور على الإناث، بل يمكن أن يُقدَمّوا عليهنَّ تارةً، ويُقدَّمنَ عليهم أخرى، تأكيدا وترسيخا لمبدأ المساواة.
«هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِّن نَّفسٍ وّاحِدَةٍ، وَّجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها، فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَت حَملًا خَفيفًا فَمَرَّت بِهِ، فَلَمّا أَثقَلَت دَّعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِن آتَيتَنا صالحاً لَّنَكونَنَّ مِنَ الشّاكِرينَ.» (7 الأعراف 189)
لماذا لم يكن الدعاء «لَئِن آتَيتَنا صالحا أَو صالحةً …». ثم لكون قصة الخلق في الأديان الإبراهيمية تفترض أن الإنسان الأول الذي خلقه الله هو آدم (الإنسان الذكر)، ومن ثم خلق منه حواء، ولكون كما كررنا مصطلح الزوج حسب عربية القرآن، وهي عربية عصر ظهور الإسلام، يعني غالبا (الزوجة) حسب العربية المعاصرة، فتعني الآية هنا على الأرجح إن الله خلق آدم الذكر، ثم خلق تبعا له من نفسه أنثاه حواء. ثم قول «فَلَمّا تَغَشّاها …»، يدل بشكل واضح إن المقصود بـ (النفس الواحدة) هنا، والتي خلق الله منها سائر الناس، هو الرجل، ثم خلق من هذه (النفس الواحدة)، أي من الرجل، زوجها، أي زوجته، فلما «تَغَشّاها»، أي ضاجعها، «حَمَلَت» منه؛ كل هذا يؤكد أصالة الذكورة فيما يتعلق الأمر بخلق الله للإنسان، وهذا ما يؤكده أيضا النصان التاليان أدناه:
«خَلَقَكُم مِّن نَّفسٍ وّاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنها زَوجَها …» (39 الزمر 6)
«وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِّتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَّوَدَّةً وَّرَحمَةً، إِنَّ في ذالِكَ لَآياتٍ لِّقَومٍ يَّتَفَكَّرونَ.» (30 الروم 21)