14 أبريل، 2024 9:13 م
Search
Close this search box.

حقيقة مؤلمة وكذبة جميلة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

(أهم أسرار بقاء الديانات، هو بقاء طقوسها وشعائرها وتوقير رموزها، وأخطر ماينادي به الفكر الشيطاني، إزالة هذه الشعائر والطقوس، لكي يبقى الناس كالبهائم، ويفرغ الدين من محتواه الوجداني والعاطفي، ليعلن أن الإسلام بني على الدم والعنف)،والحقيقة أن ماتقوله الكاتبة أيزابيل بنيامين عين الصواب، فيما يتعلق بالوسائل البشعة التي قام بها نظام البعث المقبور، للنيل من الدين الإسلامي الحنيف، فأوجد إسلاماً بعثياً خاصاً بجلاوزته، وأنتج ثلة من شيوخ الفتنة والتكفير، ليزيع بأبصار المؤمنين عن حقيقتهم الزائفة.
الحياة سألت الموت: لماذا البشر يكرهونك ويحبونني؟فأجاب الموت: لأنكِ كذبة جميلة وأنا حقيقة مؤلمة! ما أعظمه من جواب، يذكرنا بأن شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، إختار الحقيقة المطلقة وهي العشق الروحي، للشهادة في سبيل لقاء الله، وخدمة لدينه ونصرة رسوله، ولإسترجاع الحقوق المغتصبة، فكم نستحي منكم أيها الشهداء، لأنكم منحتموها كرامة لنا، وحباً بأرضنا ودفاعاً عن مقدساتنا، نطمئن على أنفسنا بين مشروعكم ورؤيتكم، ولكن يد الغدر والإرهاب طالتكم، لأنها غررت بملذات الدنيا وحبائل أكاذيبها.
حاول شاب أن يطعم طيوراً، ببقايا بعض فتات الخبز، وإقترب من بعضها فهربت جميعاً، وبينما كان هناك رجل حكيم، يشاهد ما يحدث فإبتسم وقال:لاتنزعج فالطيور بعكس البشر، تؤمن أن الحرية أثمن من الخبز، نعم إن مشروع شهيد المحراب، الذي غيبه الإعلام الضال المضلل، يقع ضمن هذه القصة القصيرة، التي تثبت أن جهده وجهاده، كان للحصول على لقمة العيش بكرامة وحرية، فخيرات العراق للعراقيين، ولا مجال لحرماننا منها وتلسط الطاغية علينا، فهو ذاهب لجهنم لا محالة.
أصعب عمل لأطفال السياسة اليوم، هو تعلم الأخلاق الحميدة، والعمل السياسي الخالص لخدمة الوطن والمواطن، فكيف بهم ومعظمهم شاهد ما يجري للعراق، منذ ثلاثة عشرة سنة، فلو أن الحكومات بعد 2003 السابقة والحالية، إعتمدت مشروع شهيد المحراب (قدس) لبناء الدولة، والإبتعاد عن أجندات الخارج، لكنا في خير وأمان، ولشاعت العدالة بين مكونات العراقيين كافة، ولما تناوبت علينا فصول الخريف السياسي، والشتاء الإقتصادي، والصيف الطائفي، لكن نضوج مشروع الحكيم جعل منه حقيقة خالدة، ورحيله حقيقة مؤلمة.
الأول من رجب يوم لشهداء المحراب الخالدين، وهوية لمَنْ سار على درب الشهادة، فهي حكاية عشق بين العاشق والمعشوق، فكيف بالأول من رجب هذا العام، حيث ليلة الرغائب والعبادة والصيام، فما أعظم يومكَ أيها الحكيم! إنها ليلة العطاء الجزيل الكثير، سنعلنها غداً وكل غدٍ، نحن على العهد باقون، وسنستلهم الدروس والعبر من ماضيكَ الجهادي المشرف، لنستمتع بالعمل صوب المستقبل لبناء دولة عصرية عادلة، رغم أن المحراب قد بكى، وليلة الجمعة ناحت على رحيلكَ، فسلام عليكَ.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب