يقول علماء المنطق, أن السبيل الى تحقيق المصالح المختلفة لجميع المواطنين, لا يتم الا بأرضاء الجميع والتعايش معهم, ويأبى التفكير المنطقي ان تعلوا لغة الانحياز للهويات, والانتماءات الاضيق.
يقول وليم شانر في كتابة( الطريق الى التفكير المنطقي), انك تصبح مواطناً صالحاً اذا ما تعلمت التفكير المنطقي.
لم تكن الدعوات التي تطلقها المرجعية في خطبها المستمرة, من باب الصدفة, بل على العكس من ذلك! فقد كانت تنطلق من قراءة منطقية لجميع الاحداث الحاصلة في البلد .
منذ بداية هجوم عصابات داعش وسقوط الموصل في 9/6/ حتى يومنا هذا, كانت ومازالت المرجعية تركز على ضرورة أن يرفع العلم العراقي في جميع الحملات التي تقوم بها القوات الامنية وأبناء الحشد الشعبي.
أغلبنا كان يبحث عن مغزى هذا الامر, لان من حق جميع الفصائل الجهادية المشاركة في محاربة هذه العصابات أن ترفع أعلامها للدلالة على وجودها وما تقدمه من دماء زاكيات في سبيل هذا البلد .
الايام هي من أثبتت لنا منطقية وواقعية هذه الدعوى, فقد هوجم الحشد الشعبي وفصائلنا الجهادية من قبل المتصيدين بالماء العكر, ومن قبل من ضربت مصالحهم الخاصة, ومن يحملون أجندات خارجية.
من باب الحق والتفكير المنطقي والعقلاني, كان من المنطق ان تلتزم فصائلنا بهذه الدعوات, وأن لا تعطي العدو أي فرصة للانتقاص من منجزاتهم المتحققة على الارض, خصوصاً وان هذه الدعوات جاءت من نفس المرجع الذي دعاهم للجهاد .
لسنا من يقيم من يفترش الارض, ويتحمل حرارة الصيف, وبرودة الشتاء, من اجل أن نجلس وراء مكاتبنا ونكتب بحرية, لان ليس هناك أكثر من التضحية بالنفس في سبيل الوطن ووحدتة.
الهجمة الشرسة التي نتعرض لها, تحتم علينا أن نفكر بعقلانية, ومنطقية, وأن نستمع القول ونتبع أحسنه, خصوصاً أن هناك فصائل جهادية, لها دور كبير في عمليات تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش, الا انها لم تمارس اي دور اعلامي يذكر.
سرايا عاشوراء, وانصار العقيدة, وسرايا الجهاد, ولواء المنتظر, ولواء الامام علي علية السلام, يتجاوز تعدادها الـ 13000 الف مقاتل, وكذلك الالوية التابعة الى العتبات المقدسة, والتي كان لها دور كبير في قاطع المسؤولية, ومسك الاراضي المحررة في صلاح الدين وبقية المناطق.
أن هذا العمل الجهادي، هو تكليف شرعي مقدس، خالصا للباري عزوجل، في الوقت الذي نعتز فيه بجميع الفصائل المجاهدة، الا اننا نرى الالتزام بما يصدر من مرجعيتنا الرشيدة, أيضاً واجب شرعي مقدس, خصوصاً وان التجارب قد أثبتت اننا بدونها كسفينة بدون ربان, في وسط بحر هائج.