23 ديسمبر، 2024 2:07 م

حقيقة صَرَّح بها الحسين…هل طبقها العاشورائيُّون؟!

حقيقة صَرَّح بها الحسين…هل طبقها العاشورائيُّون؟!

قال الحسين “عليه السلام” : “أيّها الناس إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحُرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله”.
خطاب رسالي يحدد الوظيفة العملية للفرد والمجتمع تجاه السلطان الجائر مبينا في الوقت ذاته الضوابط العامة والصفات الرئيسة التي تنطبق على السلطان الجائر والتي هي : إباحة الحرمات ، ونكث العهود ، ومخالفة السنة ، والعمل بالإثم والعدوان ، فموقف الأمة وتكليفها الواجب هو التغيير بفعل أو بقول وقد قدم النبي الفعل على القول ، وهذا التقديم ليس اعتباطا وإنما هو إشارة إلى الأولوية في التكليف والكشف عن أهميته وتأثيراته السريعة ثم بين أن مَن يتركه فهو والسلطان الجائر والظالم في نفس المدخل والمصير ، “النار”، كما انه أورده بصيغة العموم والإطلاق ، ولا يوجد تخصيص أو تقييد استثناء لطائفة أو فرد ، ولا توجد شماعة للتنصل عنه أو التبرير ، فلا المحبة المجردة أو اللطم أو البكاء أو التطبير أو المسير أو الطبخ (بمعزل عن التجسيد الواقعي لنهج الحسين) يُسقط هذا التكليف أو ينجي من الدخول حيث ما ادخل الله الحاكم الجائر ، كما انه لا مجال للتعامل بازدواجية مع السلاطين ويُميَّز هذا عن ذاك ، ويُسْكَت ويُدْعَم جائر لكونه شيعيا ، وأيضا لا كيل بمكيالين ، فالجور جور، فلا يصح غض الطرف عنه سواء وقع على هذا أو ذاك…
من هنا ننطلق لنعرض المواقف ونزنها بميزان الفكر والسلوك الحسيني لنعرف هل أن الأمة عملت بتكليفها تجاه الحاكم الجائر وهل أنها سارت على نهج الحسين الذي خرج ضد الجور والفساد والظلم ….
ان مسيرة وواقع الأمة ورموزها الدينية( إلا الأندر) يكشف بكل وضوح إنها التزمت الصمت والسكوت والانبطاح والركون للحاكم الجائر والظالم بل أنها ذهبت إلى ابعد من ذلك من حيث أنها مررت ودعمت ودافعت عنه وتمادت أكثر إذ صارت ترى الظلم والجور عدل واستقامة وهو من مقومات المذهب ، وبه يُحافَظ عليه ، ويدافع عنه ، وان الشعائر الحسينية (القشرية) إذا توقفت على تسلط الجائر والظالم والشيطان فليتسلط ، والتعامل بازدواجية والكيل بمكيالين تجاهه هو السائد والمسيطر والمتحكم فعلى سبيل المثال لا الحصر المليشيات الشيعية تمارس الجرائم والقبائح تحت مظلة الفتاوى الطائفية والحكومات القمعية وهذا أمر حلال بل واجب مقدس عندهم …
فمُرر وشرعن الاحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام والحكومات الفاسدة الظالمة والطائفية والقتل والتمثيل والتهجير والتمييز والإقصاء والتهميش وقمع الحريات وقمع العلم والفكر وسلب الحقوق وغيرها من موبقات وجرائم كل هذا تم تمريره باسم الدين والمذهب والشعائر الحسينية ……
وهكذا تم السكوت عن الحاكم الجائر غير الشيعي ومُرِّرَ جوره بشماعة التقية مع انه لا تقية في الدماء والأعراض ، وسكتوا عن الحاكم الجائر الشيعي ومُرِّر جوره بذريعة المذهب والشعائر الحسينية.
فإذا كان عدم التغيير بفعل أو قول يستلزم الدخول والحشر مع السلطان الجائر فكيف سيكون حال ومصير مَن دعم وبارك ودافع عنه ومرّر وشرعن جوره وظلمه وبطشه ….
هذه حقيقة صرح بها الحسين عن جده “صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين” هذا هو المنهج الذي سار عليه “الحسين “وليعرض الجميع مواقفه على منهج الحسين ليعرف انه حسيني القول والعمل والمنهج أم لا…..
يقول المرجع الصرخي الحسني : ((..ولنسأل انفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين “عليه السلام” وهل عملنا بها وطبَّقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار “عليهم السلام” وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل انواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات ……))