17 نوفمبر، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

حقيقة تكنوقراط الأحزاب الإسلامية

حقيقة تكنوقراط الأحزاب الإسلامية

نتيجة مجريات الأحداث والوقائع السابقة التي حدثت وأصبحت تجارب يستطيع الإنسان البسيط فضلاً عن المتابع أن يحلل الأحداث ويتمكن بقدر ما أن يتنبأ بحقائق الأمور ، ومن خلال بعض الوقائع والتصريحات يمكن لنا أن نحكم على حقيقة ما أصبح يبدو لنا من خلال الإعلام أنه المنقذ للعراق وأقصد تشكيل حكومة التكنوقراط ، وخلال متابعتي إطلعت على تصريحات لأحد قادة الأحزاب الإسلامية المتنفذة مضمونه أن الدعوة إلى تشكل حكومة التكنوقراط هي دعوة موجهة للقضاء على الأحزاب الإسلامية أو الحركة الإسلامية ، وطبعاً هو يوحي من خلال كلامه مع البسطاء من الناس إن المقصود هو الإسلام والمسلمين وخصوصاً الشيعة وبدقة أكثر أن المستهدف هو الله والنبي والأئمة والمذهب حتى وإن لم يذكر ذلك نصاً ، وإطلعت أيضاً على خبر مفاده أن أحد مرشحي حكومة التكنوقراط هو إبن عم لأحد قادة حزب آخر من الأحزاب الإسلامية من المتنفذين يمثل جهة أخرى . ومن خلال الخبرين يستشف المتابع أن الأحزاب الإسلامية لن تتمكن ولن ترغب ولن يكون في ثقافتها وآيديولوجيتها وأفكارها وخططها أن تسمح أو ترشح أو تشكل حكومة مهنية تخدم الناس لأن التجارب أثبتت لنا أن الأحزاب الإسلامية تسعى دائماً للسيطرة على المناصب وكرسي الحكم وعدم السماح للأفكار الأخرى المختلفة معها في تنفيذ رُؤاها لأن هذه الأحزاب قائمة على ترميز الشخصيات ولم تكن قائمة على خطط وأهداف وبرامج لخدمة المجتمع ، وإستبدال هذه الشخصيات يعني نهاية هذه الأحزاب وعدم قدرتها على المنافسة ولهذا تجدهم دائماً يقيمون صروحهم على جهل الشعب بالحجج التي باتت معروفة وتدعو للتقيء وعلى رأسها الطائفية والتمذهب ، ونستطيع القول أنه في ظل سيطرة الأحزاب الإسلامية لا وجود لمهنية ولا تكنوقراط ولا أصحاب إختصاص يقودون البلد لأن ذلك يضرب بالصميم أحد أهم الركائز للأحزاب الإسلامية وهي ترميز وقداسة وألوهية الأشخاص التي لا يملكون سواها ولهذا تجدهم يدافعون بقوة عن هذه الشخصيات ويندفعون قُدماً في محاربة أي حكومة مهنية مستقلة عنهم بعيدة عن تحكمهم ، وهذا ما أشار له المتبحر في قضايا العراق والأمة المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في بيان له جاء فيه ( إعتصام وإصلاح …. تغرير وتخدير وتبادل أدوارسلام عليكم سماحة السيد الصرخي حفظكم الله ورعاكم نودّ أن نعرف رأيكم وتقييمكم وموقفكم من المطالبة بالإصلاح ومن التحركات السياسية والجماهيرية في التظاهرات والاعتصامات على أبواب المنطقة الخضراء والتي انتهت بعد ان أجبرت رئيس الوزراء العبادي تقديم أسماء وزراء تكنوكراط مستقلين ، فهل تعتقدون صحة هذا التوجه والحركة للإصلاح وهل تتوقعون تحقق الإصلاح ؟ متظاهرو ساحة التحرير 4/4/2016بسم الله تعالى :قال العليم الحكيم : {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ }} البقرة 204 – 205وبعد …ـ طالما نادينا بالإصلاح وكتبنا الكثير عن الإصلاح وسنبقى نؤيد وندعم كلّ إصلاح ، نعم نعم نعم … للإصلاح ، نريد نريد نريد … الإصلاح ـ ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة ، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !! ـ ولا أعرف كيف سيتم الإصلاح بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد ؟! ـ وهل الفساد منحصر بالوزَراء أو أنَّ أصلَهُ ومنبَعه البرلمان وما وراء البرلمان ، فلا نتوقع أي اصلاح مهما تبدّل الوزراء والحكومات مادام اصل الفساد ومنبعه موجودًا ؟!! ـ وهل نتصوّر أن البرلمان سيصوّت لحكومة نزيهة ( على فرض نزاهتها ) فيكون تصويتُه إدانةً لنفسه وللكتل السياسية التي ينتمي اليها ؟! ـ وأدنى التفاتة من أبسط انسان تجعله يتيقّن أنه لا يوجد أمل في أيِّ اصلاح لان كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفقوا على نفس التهديد والتصعيد وهو سحب الثقة من رئيس الحكومة وحكومته !!! وهذا التهديد ونتيجته الهزلية يعني وبكل وضوح الرجوع الى المربّع الأوّل في تشكيل حكومة جديدة حسب الدستور الفاشل وتوافقات الكتل السياسية نفسها والدول المحرّكة لها . ـ وعليه ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به اميركا وإيران !!ـ وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! وموت يا شعب العراق الى أن يجيئك الإصلاح !!! ـ وهكذا سيتكرر المشهد الى أن تقرّرأميركا تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق ، أو ان ينهض شعب العراق ويلتحق بالشعوب الحرة مقتلِعًا كل جذور الفساد ، حيث لا يوجد أيُّ مسوّغٍ للقعود والخضوع والخنوع لا في الشرع ولا في المجتمع ولا في الأخلاق .قال القوي العزيز : {{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }} الروم41 الصرخي الحسني29 / جمادي الثاني / 1437هـ http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049109771)وعلى هذا نجد أن هذا الحراك المتواصل والإعلام الهائج لحكومة التكنوقراط إنما هو جرعة تخدير للمجتمع وفي نفس الوقت هو عملية تأخير لبعض الوقت لحكومة ونظام حكم قد مات سريرياً ولن تنقذه أية صدمات كهربائية .

أحدث المقالات