18 ديسمبر، 2024 7:55 م

حقيقة تفرض نفسها بقوة

حقيقة تفرض نفسها بقوة

ملف الارهاب وضلوع القادة والمسٶولون الايرانيون فيه وعلى أعلى المستويات، لايزال مطروحا وقابل للبحث والمناقشة وحتى خطوات أکبر من ذلك، خصوصا وإن للمعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية لديه الکثير من المعلومات المهمة التي يريد أن يخبر بها العالم في مجال تورط قادة النظام ومن أعلى المستويات.
التأکيد الاخير لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي يوم الأربعاء المنصرم على هامش قمة الناتو في واشنطن والذي قال فيه، أن “حملة الاغتيالات الإيرانية مستمرة في أوروبا وأن كافة قادة النظام الإيراني، بمن فيهم الرئيس حسن روحاني يسمحون بحدوث ذلك”، قد يکون مفاجئا للبعض ولکنه ليس بغريب أو طارئ على المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولاحتى على المختصين بالشأن الايراني، ذلك إن لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تأريخ يعتد به بهذا الخصوص، وإن هناك سجل حافل لهم مع ملاحظة إنهم يصدرون الاوامر ولکنهم يتظاهرون بعدم معرفتهم بشئ من ذلك!
حملات القتل والتصفية والاعمال الارهابية قد تم جعلها قاعدة أساسية للنظام الايراني بعد أن أفتى المرشد الاعلى السابق بإعدام 30 ألف من السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في صيف عام 1988، وهي تلك الجريمة المروعة ضد الانسانية بإعتراف منظمة العفو الدولية ولکن يتم إتخاذ أية إجراءات بحق مرتکبيها الذي هم الان من کبار مسٶولي النظام الايراني، وهذا النظام الذي بدأ مشواره منذ تأسيسه برفض الآخر وإقصائه فإنه لم يکتفي بقتل وإعدام وإغتيال معارضيه في داخل إيران بل وإنه دأب على ملاحقتهم وإغتيالهم حتى في مختلف بلدان العالم، وإن المخطط الارهابي لتفجير مکان التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس قد کان نموذجا ساطعا بهذا الصدد.
إغتيال الکثير من القادة المعروفين للمقاومة الايرانية وفي مقدمتهم الدکتور کاظم رجوي، في جنيف الى جانب آخرين وتکرار ذلك خلال الاعوام الماضية والاصرار عليه، قد أکد بأن هذا الاسلوب هو المحبب لدى هذا النظام ولاغرو من إنه مستمر عليه ولايمکن أبدا أن يتخلى عن هذا الاسلوب لأن أساسه قد تم وضعه وفق رفض الآخر وإقصائه وقد أکد مسير 40 عاما لهذا النظام تمسکه بهذا النهج وعدم التفريط به ذلك إن ترکه لهذا الاسلوب يعني تغييرا جوهريا في النظام وهو أمر لايمکنه أبدا أن يتقبله أو يرضى به خصوصا وإن نظام ولاية الفقيه قد بني على أساس الحکم المطلق للولي الفقيه والذي لايمکن لأحد أن ينازعه فيه، ولذلك فإنه ليس هناك من أي دليل أو مٶشر يمکن أن يٶکد على أي تغيير إيجابي في هذا النظام من حيث قبوله للآخر ولذلك فإنه ليس هناك من أي خيار عملي مفيد سوى إسقاطه کما طالبت بذلك وتطالب المقاومة الايرانية وتصر عليه.