7 أبريل، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

حقيقة تحول البرزاني من قومي عنصري كردي الى مذهبي طائفي سني

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل احتلال العراق لم يكن للبرزاني من شغلٍ شاغل سوى مغازلة الشيعه بإعتبارهم وحسب قوله حينها انهم الأغلبيه الساحقه المظلومه في العراق  التي جاء دورها لتنتفض ضد من ظلمها في حقبة الحكم السني خصوصا حقبة صدام حسين..
وكان يُذّكر الشيعه دائما بأيام نضالهم التي جمعتهم في جبال كردستان كما يقول وقد تقاسموا حينها الخبز والبصل وهم يقارعون الدكتاتوريه السنيه التي قمعت الشيعه والكرد على السواء..
وذكر يوما مظلومية الفيليه هذا المكون الذي تم قمعه من قبل الحكم الطائفي السني لسببين اولهما انهم كرد وثانيا لأنهم شيعه .. وقال كلمته المشهوره الفيليه تعرضوا الى ظلم مزدوج لأنهم كرد وكذلك شيعه..
وتتوالى الأيام لتحتل امريكا العراق لنجد التحالف الكردي الشيعي في اوج قوته, حيث اصبح العراق مقسما حسب القوى الى قوتين.. الأولى هم الشيعه والكرد والقوه الثانيه هم العرب السنه.

وتصور البرزاني انه في مغازلة واستمالة العرب الشيعه فإنه سيحصل على مايريد من مطاليب حيث رفع سقف مطاليبه الى حدود لامنتهيه ولم نجد اعتراضا من الشيعه حينها الا ماندر بينما وقف العرب السنه (حينها) وقفه شجاعه ولابد من ان نذكر ان الإخوين النجيفي كان يطلق عليهما الكرد حينها لقب اعداء الكرد لمواقفهما الواضحه من الماده 140 وتقاسم السلطه الى اخره.
ولاننسى مواقف طارق الهاشمي والعيساوي والمطلك وغيرهم من ساسة السنه الذين أرّقوا البرزاني وقلبوا حياته جحيما في كل مره يطالب فيها بشيئ ليس في صالح العراق حتى ضج الإعلام الكردي بأسماء هؤلاء وجعل كلمة البعثيه الصداميه هي المرادف لأسماء الساسه السنه لمواقفهم الثابته (حينها) من القرارات المصيريه التي تخص الوطن..

ثم رويدا رويدا فهم البرزاني اللعبه وعرف ان الساسه الشيعه انما ليسوا برجال سلطه بل مجرد بضعة مهرجين لايعرفون كيف يديروا دكان عطاره صغير فكيف بدوله بحجم العراق, وعرف ان وجودهم في السلطه انما لاهدف له سوى السرقه وكنز الاموال من قوت الشعب المسكين.. فقام بتغيير بوصلته من الشيعه الى السنه واصبح يغازلهم ويشد على ايديهم في مطالبهم من حكومة المركز حتى دب الخلاف بين الساسه الشيعه والسنه على اتفه الأسباب ولم يجدوا حُكما عادلا بالطبع سوى عند البرزاني الذي عمل على بث الخلافات بين الشيعه والسنه العرب ليقعا في فخ الفتنه التي عمل عليها البرزاني ونجح ايما نجاح حتى اصبحت شقلاوه مقصداً لحج الساسه الشيعه والسنه ليحلوا خلافاتهم هناك تحت رعاية البرزاني..

وفي كل هذا الوقت كان البرزاني يدّعي انه كردي قومي وان القوميه بالنسبة للكرد تأتي اولا والمذهب والدين يأتي لاحقا.. ولكنه في الوقت نفسه كان يصر على ان يتعامل مع العرب على اساس مذهبي.. فلم يطلق في يوم لفظة العرب بل يفصلهما الى شيعه وسنه..
اما اليوم فالأمر مختلف .. فبعد ان شب الخلاف بين الكثير من الساسه الشيعه وبين البرزاني اصبح الأمر على غير ماهو عليه.. فاليوم نسمع عن تقريب للساسه السنه من قبل البرزاني, مع تغيير في لهجة الخطاب الحزبي و الإعلامي الكردي بهذ الخصوص, حيث تحول البرزاني في بوصلته نحو الطائفيه واخذ يغازل العرب السنه على ان الجامع بينه وبينهم انما المذهب السني وهو اقوى رابط !؟ وهذا مانسمعه اليوم في الأخبار وفي مقالات الكتاب المأجورين وفي جوقة البرزاني في كل وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي حيث اصبح المذهب اليوم هو اساس التعامل في العراق.. بل حتى رجال الدين الكرد اليوم في خطب الجمعه يشيرون الى مظلومية السنه من قبل الشيعه في العراق في اشارة حقيره الى تأجيج الفتن من قبل رجال الدين الكرد الذين كانوا ولازالوا مجرد اداة بيد السلطه لااكثر..

ولاننسى ترغيب البرزاني لبعض السنه التركمان ليكونوا صوتاً كردياً بعد ان كانوا من اشد المعارضين لتطلعات البرزاني الإنفصاليه حيث الأحزاب الكارتونيه التركمانيه اليوم وبأمر من تركيا انما اصبحت ورقه يلعب بها مسعود لصالح تركيا التي هي الأخرى تتعامل العراق على اساس طائفي ولربما هي من اوحى للبرزاني بإستمالة كل الطائفه السنيه في العراق من عرب وتركمان ليكونوا اداة بيدهم مقابل كل من كان شيعيا..
 اي بالمحصله فإن العراق اليوم لم يعد شيعه وسنه وكرد وتركمان بل هو اليوم فريقان فقط.. شيعه وسنه..اي ان الشيعه بكل مكوناتهم اليوم من عرب وفيليه وتركمان وشبك هم فريق لوحدهم مقابل فريق اخر برئاسة مسعود يضم السنه من الكرد والعرب والتركمان.. اي ان البرزاني ضحى بالمكون الفيلي الذي كان يقول عنه انهم كرد ووضعهم في خانة الشيعه الأعداء واستبدلهم بالسنه من العرب والتركمان..
اي ان البرزاني لايؤمن بالقوميه ولا بالمذهبيه بل الرجل مجرد اداة متعددة الإستخدامات ممكن ان يكون قومياً او سنياً او اي شيئ اخر كما يشاء مالك الاداة, ولكنه مع ذلك ربما سيكون الرابح الأكبر لأنه استمال بالترهيب او الترغيب لافرق عدواً شرساً وهم السنه بشقيهم العربي والتركماني, فهما لم يكن من السهل تطويعهما في السابق لمواقفهما الرافضه بالمطلق لأي تمدد كردي وكانا كابوساً للبرزاني الى ان جاء اليوم الذي قام فيه البرزاني بترويضهما وجعل الخلاف القومي القديم بينهما يتحول بعد خطوات حثيثه في تأجيج الفتن الى خلاف جديد على اساس مذهبي بين السنه والشيعه, وكل ذلك ماكان ليحصل لولا تدخل دول الجوار خصوصا تركيا وايران.. فكلاهما طامعتان في العراق, فالأولى تغازل السنه وتقضم ماتستطيع من العراق على اساس مذهبي.. والثانيه معروف سعيها التاريخي الدائم في هذا الشأن وقد قضمت ماقضمت دون ان يكون لها رادع, واذا بالفتنه تصول وتجول والشعب العراقي الذي لم يعرف الطائفيه حتى في زمن صدام حسين اصبح اليوم بفضل هاتين الجارتين وبفضل غباء ساستنا شيعه وسنه وبفضل جشع وتآمر البرزاني اصبحنا جميعا من أسوأ الطائفيين شئنا ام ابينا..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب