سلسلة حياة الإنسان أشبه ما تكون فيلم سينمائي أو رواية يؤلف سطورها الإنسان نفسه بشخصيات متعددة كثيرة و مختلفة , ولكن لنركز سوياً على شخصية واحدة فقط لا تحمل اسماً مستعاراً او مزيفاً بــل (( أنت )) , كان يفترض بـ ( أنت ) إن يكون ضميراً عاقلاً لكنه و بأخيار منه بغض النظر عن كونه أمر يتعدى إرادة الذات اختار أن يكون مجرد ” شيء ” باهت غير مكتمل الوضوح أو أن يكون ” نكره ” بحاجة دائمة إلى ال التعريف .
حقيقة ذلك الفيلم هي مجموعة من الصور تشكل في مجملها حقيقة ذاتك أنت هذا الكم الهائل من الصور قد يكون وساماً خالدا لمئات بل آلاف السنين تتسابق على حملها جدران المتاحف أو لا تجد لها بضع سنتيمات من خربة غالبا ما تكون مأوى لحيوانات مشردة , وفي الحالتين ( أنت ) يقرر أي المكانين يليق به.
( أنت ) يشعر الآن بحالة من الهدوء و الطمأنينة و الروعة وهو على استعداد كامل لان يسمح ولـو لبضع دقائق لكي تحيى لأجله , ليتخلى عــــن انتمائه و تحزبه و أسياده ومرجعياته المصطنعة و طبقيته و صراعاته و تعصبه وهمجيته وتملقه….الخ تلك المدخلات التي داهمت ذاته بدون وعايته او فُرضت عليه قسرا . يتقدم (( انت )) حاملا معه الصور الخاصة به وبخطوات سهله إلى الأمام متوجهاً إلى غرفة متواضعة فيها ضوء احمر , ليست غرفة للعقاب أو الانتهاك ولا للاستجواب بل غرفة لتحميض الصور لكي تصبح أكثر وضوحا و جمالا من ذي قبل . حسناً (( أنت )) … هذه الصورة و( أنت ) يفتش من غير تعب أو ملل عن بعض الكتب و المصادر لكي يقرأ ولكن يقرا ليس لكي يثقف نفسه و يصحح آرائه ومفاهيمه , يقرأ ليدافع عن أفكار قديمه باليه ليست أفكاره ورثها عن ضمائر أخرى كـ هو و هم و نحن اكتسبت القداسة لقدمها فقط! .
وهذه الصورة و( أنت ) يحمل السلاح بوجه كل من يختلف مع خط أفكار أسياده المتطرفة بحجة أن معه السند الحق بوجوب إتباعه وطاعته وتنفيذ أوامره ليجعل من نفسه خطاً احمر اكتسب تلك الحمرة من دماء الأبرياء . وهذه الصورة و ( أنت ) يحمل شعارات التأييد و الشرعية لشخصيات خارقه و أبطال مزيفون , مؤمنا بهم ومسلما لهم ولكن ليس إيمانا بالمعنى العقلي و الروحي الحقيقي ولكنه إيمان بقدر دراهم بخسه , أو لأنه رأى ثلة من البشر تابعه فأصابته عدوى الكثرة العددية . وهذه الصورة و( أنت ) يمارس حقه غير المشروع كـ ” ذكر ” وليس ” رجل ” ليفرض سلطة الذكورة على أُناث لا حول ولا قوه فيقدمها كـ هبة لحل مشكله عشائرية كان سببها الذكور أنفسهم . وهذه الصور و( أنت ) يقف رافضا ومنتهكا لحقوق كل من يحاول أن يعبر عن رأيه فيخرس الأصوات الحقه و يكتم الأقلام ويغلق المكاتب مستخدما أدوات كاتمه متعددة , ولن يصل إلى مآربه الدونية . وهذه الصور و( أنت ) يحلم بـ إصلاح و تغيير ما أفسدته حماقاته ولكن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الذات اولا , لتغير نفسك يتوجب أولا أن تشتبك مع نفسك وتحدث انقلابا على ذاتك وتراقب تصرفاتك وتتمعن في كلماتك وتتقبل الآخرين من حولك وتقدر عقلك وتحترم أصلك (إنسان) وإدارتك العاقلة لذاتك وتأكد أن مسيرة الإصلاح تبدأ من الداخل وتتوجه إلى الخارج لا العكس , وأعظم الانتصارات هي انتصارك على نفسك وقدرة الإنسان على إدارة ذاته تجعله ناجحاً في جميع مجريات حياته فـ أول طريق للنجاح في الحياة هو نجاحك في إدارة ذاتك والتعامل مع نفسك بفاعلية .
( أن تكون نفسك هو أعظم تحدي في الحياة في الوقت الذي يحاول العالم جاهدا أن تكون نسخة طبق الأصل من أشخاص آخرون ) , فاطرح نموذجك الخاص الذي رسمته لنفسك أنت واترك عنك النماذج الأخرى معادة الصنع , لا يزال هناك وقت لتكمل نموذجك بـ عقليه جديدة لا تحدها انتماءات ولا يختصرها أشخاص , عقليه مرنه تساعدك على تخطي جميع الصعاب و تقدم لك الحلول المنطقية المناسبة باعتدال وتوازن وهذه هي وظيفة العقل , فقط اعتذر لنفسك عما فعلت بنفسك واعتذر من الآخر المقابل بإرادة جادة وإصرار للإصلاح باستمرار دائم لا مؤقت , هي دعوة صريحة لتصبح إنسان فقد خلقا الله جميعا كـ (بشر) وحمل كل فرد منا مسؤولية أن نربي أنفسنا وعقولنا وأجسادنا البشرية حتى تصبح (إنسان) , والله لا يكلف أحدا ب شيء خارج حدود طاقته فهو يعلم تماما انك قادر على ذلك .
……………….