بعض المختصين هم اكثر ادراكا ووعياً بشأن بعض الحقائق، وحين اعلن احد النواب عن انشاء موقع الكتروني لمجلس النواب بمبلغ( مليون دولار)، لم يكن الخبر موضع اهتمام من قبل غير المختصين، لانهم لايعرفون الاسعار الحقيقية والمقبولة السائدة في سوق انشاء المواقع الالكترونية، لكن الصدمة كانت كالصاعقة لدى المختصين، وكاتب هذه السطور من الذين يعملون في هذا الحقل الاعلامي والفني الذي يصنف ضمن تطبيقات الاعلام الجديد، ويمكنني ان اعد نفسي مختصا به.
واسمحوا لي ان اورد لكم بعض الامثلة، فجريدة الصباح مثلاً استأجرت سيرفر خاص بها بكلفة (12) الف دولار سنويا بحجم (واحد تيرا) ووزارة الاتصالات انشأت مركز بيانات بحجم يساوي يساوي اكثر من موقع جريدة الصباح بعشرات المرات ضم المواقع الالكترونية للوزارات والهيئات العراقية، مع انشاء البنى التحتية كاملة لم يتجاوز سعره هذا المبلغ، في حين نتحدث نحن عن موقع الكتروني، وليس عن سيرفر خدمه، ولا عن بنى تحتية، ولا عن مركز خدمات، بل انه موقع الكتروني فقط كلف ميزانية مجلس النواب مبلغ مليون دولار.
وحين تم استدعاء الشخص المسؤول عن انشاء هذا الموقع من قبل لجنة النزاهة البرلمانية: أكد صحة الخبر وان المجلس دفع (مليون دولار) اميريكي او مليار و(200) مليون دينار عراقي لاجل انشاء هذا الموقع، انه رقم خرافي ايها السادة الكرام، يا ابناء الشعب المجيد، انها سرقة مع سبق الاصرار والترصد أن يتم انشاء موقع يصنف اخباريا بهذا المبلغ.
وتُحسب أحجام المواقع بحسب وحدات قياس تبدأ من اصغر وحدة هي (البت) ومن ثم (كيلو بايت) ومن ثم (الميغا) وبعده ( الكيكا) ومن ثم التيرا، والتيرا تساوي الف كيكا، وحجم موقع مجلس النواب لايساوي اكثر من (500) كيكا، يعني نصف تيرا وعليكم ايها السادة الكرام ان تحكموا على وفق هذه المعادلة البسيطة حجم الفساد الذي اصاب مجلس الشعب.
السيد المدير العام المشرف على الموقع قدم تبريرات غير مقنعة لاعضاء لجنة النزاهة، مثل أن هذا الموقع يتطلب بعض الخدمات التي توفر له الحماية الكاملة من الاختراق، وغيرها من التبريرات، ولم يستطع اقناع اي شخص في اللجنة، لذا قررت لجنة النزاهة الاستماع لذوي الاختصاص بهذا الشأن وسلفا نقول لكم يا ايها النواب لقد سرق مبلغ مليون دولار من ميزانية الشعب العراقي.