11 أبريل، 2024 7:55 م
Search
Close this search box.

حقيقة العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

وصفتُ العراق بعد سقوط صدام ألصّنم, و بعد ما رأيت العجب العجاب من أخلاق الصّفوة السّياسية التي تعاقبت منذ تشكيل مجلس الحكم و للآن؛ وصفتهُ بكلامٍ يحتاج لتأملٍ عميق و لساعات و أيام و ربما سنوات كي يُدرك أبعاده, وأعرض لكم خلاصتهُ من بحوث و دراسات عديدة و بعنوان رئيسي لقضايا كبيرة وقعت و سنشهد إفرازاتها الواقعية في المستقبل القريب والعنوان هو:
[حذاء البعثيّ يُشرّف كلّ دعاة اليوم و مَنْ مَعَهم من المتحاصصين المنافقين]!
لأنّ البعثي كان صادقا في ترجمة ثقافته الوحشية وعمله كان يُعبّر عن واقعه البدوي العشائري القاسيّ العنيف؛
و هو: ملاحقة و سجن و تعذيب و قتل كلّ من يقف بوجههم للبقاء في الحكم بأية وسيلة ممكنة, أمّا دُعاة اليوم و معهم المتحاصصين و كما شهدنا و العالم؛ فإنّهم (منافقين) مع سبق الأصرار .. لأنهم يفعلون عكس ما يقولون أو خليط من هذا و ذاك بعكس مرام الشهداء العظام الذين إستشهدوا للعدالة .. و هذه حالة لم أشهدها و لم أقرأها في آلتأريخ سوى من بعض الذين خانوا الأنبياء بعد وفاتهم لأجل الحكم و المال و الشهوة و القصور!
فبينما يدّعون إنتمائهم لحزب الدّعوة و مرجعية الصّدر الأوّل الذي مات عطشاناً و جوعاناً و عرياناً كما الحسين(ع) و عائلته و صحبه لأجل دعوة الحقّ و السلام و المحبة و تطبيق العدالة, إلّا أنهم – أيّ دعاة اليوم و من معهم يأكلون و يلبسون و يسيحون و يضربون بآلرّواتب و القصور و البيوت والمال الحرام على حساب شرف و دماء و جهد و ثقافة الشهداء و مبادئ العدالة التي أصبحت في خبر كان .. بسبب النفاق و الكذب و تزييف الحقائق و بأيّ ثمن حتى لو كان الثمن كرامتهم مُتقمّصين شخصيّة الدّاعيّة المؤمن الوقور صاحب التأريخ لتصورهم الواهي بأن الناس ما زالوا أغبياء لا يدركون نفاقهم و فسادهم .. بينما دعاة الأمس جاهدوا الظلم و قدموا كل شيئ حتى آلتضحية بلقمة الخبز التي كانوا يُحرمون أنفسهم و عوائلهم منها لأشباع فقير .. بعكس دعاة اليوم الذين يحللون كلّ حرام لأجل الرواتب و سرقة المال العام و خزنه في دول الجوار بأشكال مختلفة و لذلك لم يأمنهُم الناس اليوم ليس على مال أو عرض أو أمانة .. بل حتى على نقل (جملة) أو (كلمة) شفهية بأمانه و صدق و أخلاص .. لأنهم سرعان ما يضيفون لهُ مقدمة و متوسطة و مؤخرة أو يقتطفون كلمة واحدة أو جملة فقط من حديث أو موضوع أو مقال طويل ليظهر بحسب مرامهم و ينسبوه لك .. لعرضه على عالَمٍ باتَ هو الآخر و بسبب الجهل لا يعرف فلسفة القيم و معاير الحقّ و القضاء و الأخلاق بسبب معاداتهم للفلسفة الكونية, لهذا يحكمون على الفور بلا وعي و فهم و إيمان ليختلط الحابل بآلنابل و هي أسوء حالة يُصاب بها الناس بسبب النفاق, بحيث يستنبط السامع منهم شيئ آخر يُخالف أصل المقصود و آلمبغى ليتعمم الخبث و النفاق و الفساد و السرقة و الرشوة و الرّواتب التي جعلت العراق البلد الأغنى أفقر بلد في العالم بمديونية تزيد عن ربع ترليون دولار للبنك الدولي و حكومات العالم!
ولذلك نراهم .. فوق هذا يأكلون حقيّ وحقوق الناس واليتامى والمرضى والمعوقين بدم بارد و بشتّى الوسائل و بهوى أنفسهم و بآلقانون الوضعي و بعناوين مختلفة تحت يافطة آلصدر و آلدّعوة و الجّهاد و السفر والسياحة بإسم الدعوة!
بينما جميعم لأنهم لم يكونوا “دعاة حقيقيين” و لم يكونوا بحسب تأريخهم سوى موظفين أو جنود و ضباط بعثيين يدافعون عن النظام كل بحسب موقعه, ثمّ فرّوا من العراق هرباً من الجوع و الموت المحتوم .. لذلك:
(حذاء البعثي على وحشيته و أجرامه المعروف يُشرّفهم و يُشرّف كلّ منافق علّمهم ذلك الدِّين القشري الفاسد الذي مسخ الناس .. كل الناس), لأنّ “معلم البعثيين” على أجرامه و إنحرافه و خبثه ما فعل عشر ما فعله هؤلاء المنافقين الممسوخين الجّهلاء الناكرين للحقّ من أجل آلسلطة تحت يافطة الدعوة و الأسلام, و صدّام على كفره و نفاقه ما إستطاع سوى قتل جسد الصّدر و الشهداء .. أما هؤلاء الخبثاء المنافقين فقد قتلوا و خنقوا روح و رسالة و هدف آلشهداء و شربوا نُخب دمّهم بمشاركة كل المتحاصصين, لذلك فأنّ عاقبتهم ستكون أشدّ من عاقبة صدام و حزبه في الدّنيا و كما شهدنا ملامح بدايته في نبذهم و خزيهم و طردهم من الحكم من قبل الشعب العراقي نفسه على كفره و نفاقه هو الآخر .. أما آخرتهم في (الآخرة) فالله وحده أعلم بها.
و إذا كان حال “دعاة” اليوم و مصيرهم بهذا الشكل و المستوى من الخبث و المكر و الظلم و الجهل و التيه؛ فما حال الباقين في عراق فيه كل شيئ إلّا الأسلام بسبب آلصّورة السّيئة التي قدّمت من قبل المدّعين و التي لا يصلحها بعد إلا المصلح الموعود؟
لذلك نرجو تكرار قراءة سورة الفاتحة مع التوحيد عشراً على العراق و العراقيين و حتى الدّعوة الحقيقية بشكل خاص .. تلك الدّعوة الأسلامية المظلومة التي ماتت و إنتهت بسببهم والتي لا ولن تعود لتحكم بعد اليوم و للأبد وآلمشتكى لله.
و (إذكر أخا عادٍ إذ أنذ ر قومه بآلأحقاف و قد خلت النُّذور من بين يديه و من خلفه, أ لّا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) الأحقاف :21.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب