امام صمود الشعب اليمني وبعد اكثر من ثمانين يوماً من العدوان، والأهداف التي زعم التحالف أنها تحققت تتبخر يوماً بعد آخراحلام المعتدين، في مقابل اشتداد المعارك على الحدود اليمنية/ السعودية، ووصول الثوار الى العمق وتمكن الجيش واللجان الشعبية من توجيه ضربات قاتلة في الداخل السعودي، لقد ضرب اليمنيون أروع مثال في حبهم لوطنهم، وإصرارهم على العودة أعزاء، بدل البقاء بذل بعيدين بعضهم عن الاخروتوحدة كلمتهم ..وهي عزة وكرامة لا تجدها إلا لدى الثوارالحقيقيين فقط..فيما كانت الصورة غير المشرفة والمخزية تتمثل فيما وجدوه من تعامل غير أخلاقي ولا أدمي من اعدائهم من دمى الصهيونية العالمية .
اليمن حالة من الحراك الثوري الذي يضم كافة اطياف الشعب للخلاص من الوصاية المفروضة ونيل الحرية ، وسط محاولات خليجية وأميركية لقمع هذه الثورة لتحقيق مصالحها في المنطقة ، وخوفا من انتقال الثورة إلى دول أخرى بالخليج على رأسها السعودية ومشايخ الوراثة التي تقف على حدود اليمن، والمتخوفة على عروشها لانها على يقين من ان الثورة اليمنية لن تقتصر على اليمنيين وحدهم،( بل ستمتد بعد نجاحها لتشمل كل الاراضي التي تعيش الظلم والمعانات ) وإلتى دفعت هذا التحالف و كشفت عنه صحيفة “بلومبرغ” الأميركيّة عن سلسلة لقاءات سعوديّة إسرائيليّة لتشاور على كيفيت صدها وايقاق مدها آخرها بين ضابطُ الاستخبارات السعودي السابق أنور ماجد عشقي ودوري غولد أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ندوة مغلقة استضافها مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن. ، وكما ان صحيفة هآرتس الاسرائىلية هنأت التحالف العدواني بقيادة السعودية وتعاون بعض دول الخليج ومصر والمغرب والاردن على هجومها على اليمن معتبرة ان خط السفن الاسرائىلية في البحر الاحمر والذي يشكل 35 بالمئة من حركة التجارة الاسرائىلية بات اضعف من ان يغلق الطريق على السفن التجارية الاسرائىلية، مع ان هآرتس ذكرت انه منذ ثلاثة اشهر طلب من السفن الاسرائىلية ان تسير قبالة الشواطئ اليمنية واعتبار الشواطئ اليمنية شواطئ معادية.
المعتدون من التحالف السعودي – الخليجي – الصهيوني الذين أسقطوا كل القيم والأخلاق والقواعد المتبعة والمتعارف عليها في الحروب والمواجهات المسلحة، ولتسجل أعظم أنواع السقوط القيمي والاخلاقي بتاريخ الحروب في العصر الراهن وربما الإنساني عموماً. ولتكشف عورات النظم الحاقد الطائفية المتجبرة والفاسدة وسوءاتها لتظهر اليوم أمام العالم في أقبح الصور وأبشعها.فعندما يهاجمون في وضح النهار وحركة الناس على أشدها كما يحصل في الكثير من المدن التي تعرضت مرات ومرات لغارات كانت نهاراً وكذلك اسواقها الشعبية و نتجت عنها مئات من الشهداء الأبرياء والالاف من الجرحى من نساء واطفال .ليس إلا لأن اليمن تريد الخروج من قيمومة وتابعيتها للسعودية التي تريد اضعافه وتقسيمه وابقاءه فقيراً والأهداف المفترضة للعدوان والواقعة في قلب المدن المكتظة بالسكان فهم على دأبهم في انتقاء الأوقات المتأخرة وتحديداً في الثلث الأخيرمن الليل فحين تهب نسائم السحر كان الموعد من الطائرات لتمطر الشعب بالصواريخ والقذائف المدمرة لايقاع الضرر الاكبرفي كيان الدولة والبنية التحتية لها.
صور المعاناة التي لحقت باليمنيين جراء عدوان قوات التحالف لم تقتصر فقط على ما نشاهده نحن في الداخل من قصف وتدمير للحجر والثمر والبشر، وتحويل اليمن ومن فيه إلى اطلال بحسب ارادتهم انما اخذة تشمل حتى تحركات وفود الحوار. “وما شمل عرقلة وصول الوفود السياسية إلى مشاورات جنيف دليل على التدخل المعيق والمعيب والسافر في دور الأمم المتحدة من قبل دول العدوان الرافضة للحل السياسي اليمني وعلى رأسها أمريكا. “يتجلى ذلك بوضوح من خلاله مظلومية الشعب اليمني واستهتار دول العدوان بدماء شعبه واستقراره واستقلاله من هذه الدول المستبدة المتغطرسة الذي يكشف زيف ادعائهم بالحفاظ على الشرعية الدولية التي يتغنون بها، وهشاشة الاجراءات وعدم الجدية في ايصال المكونات السياسية في الوقت المحدد للحوار لانها ستكشف احقية الشعب اليمني في نيل حريته.
ان ما ترافق من إعاقات ومطبات امام وصول الوفد اليمني لجنيف يظهر بوادرومحاولات من اجل إفشالهم للوصول الى الحلول السياسي ويظهر الدور الضعيف للأمم المتحدة للتعاطي مع الملف اليمني وعدم وجود صلاحيات حقيقية لها ونأمل أن لا يكون دورها في هذا الملف ايضاً كما هي في العديد من الملفات “دور تمثيلي للتغطية على جرائم العدوان السعودي وحلفائه ” الذي تعمد استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا وغيرها تارة وحصار المواطن الذين يعتمد في احتياجاته الضرورية على الاستيراد من الخارج تارة أخرى وصولا إلى الإبادة الجماعية. ان عرقلة السعودية بحسب مراقبين وصول وفود الحركات الثورية الشعبية اليمنية الى جنيف يمثل أول رد فعل سعودي على محاولته إحباط المساعي الدولية باتجاه عقد الحوار في جنيف ولمعرفته النتائج المسبقة والتي هي لصالح الثوار وتحمل حكومة هادي عبد ربه منصورالموالية لها وبعض الاحزاب الصغيرة العميلة مسؤولية اراقة الدماء ، وبعد ما اعلنته الأمم المتحدة من أن مشاورات جنيف بين المكونات السياسية اليمنية سمّتها بـ “المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وأنصار الله وحلفائهم، واللقاء المشترك وشركائه والحراك الجنوبي السلمي”، لاستئناف الحوار وإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية .
على العالم اجمع ان يعرف حجم المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد الشعب اليمني . وان المجتمع الدولي عليه التحرك الجاد وعدم السكوت والجلوس مكتوفي الايدي والسماح لهؤلاء الحمقى بارتكاب المزيد من الجرائم واطالة امد الحرب دعما لعناصرهم الاستخباراتية الإرهابية المتطرفة وتطمينا للكيان الصهيوني الغاصب من القلق الذي صرح به مراراً. وتتحمل دول العدوان المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم وحصار جائر وسعي لإفشال الحل السياسي اليمني – اليمني