23 ديسمبر، 2024 9:42 ص

حقيقة الطف , برمزية زينب

حقيقة الطف , برمزية زينب

الطَف , لا يمكن تصوره بعيون الحوراء زينب, ولا حتى وصفه, مهما تعددت المحاولات في ذلك, كأن الله لم يزرع روحاً واحدة في ذلك الجسد الكريم, فزرع ارواحاً وتضحيات, لا يمكن أن يمتلكها الا من كان بعظمة تلك الشخصية الأستثنائية, ترى ما الذي كان يشغل تفكيرها في ذلك اليوم العظيم, في لحظة وقوع تلك الفاجعة الاليمة, هل كان ذلك الاشتياق لرائحة جدها وهي جالسة بقربه, أم قادها الحنين لأحضان بضعة رسول الله والدتها الزهراء, أم ذهبت نحو ادراج تلك الشجاعة التي كان يتفنن بها والدها الكرار, أم نظرة سقوط الكافل التي هزت عرش المشرعة شَغلت تفكيرها, أم أن مصرع الحسين صَعب حالتها, فجعلها لا تدرك أي خسارة حلت بها, أم تلتفت يميناً لترى علياً الأكبر وهو يحتضن ذلك المرض الذي أخذ يأكل بصحته لحظة بعد اخرى, أم تلتفت يساراً لترى النساء والاطفال تُسبى, وتُحرق تلك الخيام التي كانت تأويهم, فأي قلباً هذا الذي يتحمل كل هذا العناء, وأي روحاً تلك التي تتلقى كل تلك السهام, بنفساً عزيزة, وبشجاعة بالغة التكوين, زَينب الحوراء, بئساً لذلك التاريخ , الذي لا يسجل كل حدثاً مرت به تلك المرأة العظيمة , وبئساً لتلك الارض التي لا تكون لكِ في كل أرض مرقداً, وقفت في وجه الظلم فسجلت أعظم وقفة , فكانت العزة والكرامة تحت تلك العباءة, التي أحتوت كل تاريخ الشموخ والكبرياء والاباء, بلا كافل ولا ناصر وهزت عروش طغاة, ما لم يفعله الرجال, أختصرته بكلمة واحدة, في ضريح تلك الولاية المأخوذة غصباً, في حضرة يزيد الذي كان حاكماً بلا حكمة, وخليفة بلا خلف, فالخلافة بلا توقيع أبن أبي طالب, لا يمكن أن يُعترف بشرعيتها, هو من أسسها وكان أساساً شامخاً لها, فشاء التاريخ ان يعيد نفسه مرتين, فمن أستغل وفاة النبي وانقلب ضد ولي الله, أستغل أستشهاد الكرار, لأستثمار مصالحه, فهوان قوم الحسن, كانت صورة معادة طبق الاصل, لمشهد الطف, كد كيدك, فالكيد ضعفاً لانه كان بحق تلك النساء والاطفال, وأسعى سعيك, فلا سعي لك ولا توجه لانك كالتراب ستتناثر في يوماً ما , فوالله لن تمحوا ذكرنا, أي ذكر ذلك الذي يمحى يا مولاتي, فالملايين اليوم تقف عند ذلك المكان, الذي منه أستشهد أبناء ابيك, ومنه سبيتي, فمن أين لنا بطف ثانية, بسيناريو جديد, التاريخ الاسلامي انبثق سنة 60 للهجرة, فكان التاريخ الاسمى للأسلام, فالتاريخ الاسلامي الاول كان هجرةً, والثاني كان سبياً, فالاول نصرةً والثاني تضحية, لولا التاريخ الثاني لما وجد أساس للاول, عذراً لكل من يستحق العذر, فتاريخ أل محمد سيبقى مرفرفاً في رايات شيعتهم المعلقة فوق أسطح كل بقاع الارض اليوم …