17 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

حقيقة الخطر الإيراني في المنطقة

حقيقة الخطر الإيراني في المنطقة

كشف بيان مجلس التعاون الخليجي في دورته الأخيرة،خطورة الدور الإيراني  وحزب الله اللبناني على المنطقة وتهديدهما الأمن والاستقرار فيها، وفي مقدمتها دول الخليج العربي،من خلال البيان الختامي له ،والذي أكد على ضرورة مواجهة ما سماه (المد ألصفوي الإيراني في المنطقة ) ،في حين اتخذت دول المجلس إجراءات فورية لمنع تواجد استثماري وسياسي ومخابراتي لحزب الله في البحرين ودول الخليج عامة ، وقد وصف ولأول مرة يوسف القرضاوي رئيس  مجلس علماء العالم الإسلامي حزب الله اللبناني (حزب الشيطان ) ،واعترف بخطئه في تقييم حزب الله و إيران ،والوقوف معهما سابقا ،وقال بان علماء السعودية كانوا أكثر حكمة ودراية منه في فهم  وتقييم حكام إيران  وحزب الله معلنا ،معتذرا منهم .وهاجم تدخلات إيران وحزب الله في القضية السورية ،ومشاركة نظام بشار الأسد في قتل الشعب السوري ،معتبرا أن هذا التدخل يعد تدخلا طائفيا الغرض منه إدخال المنطقة في حرب إقليمية طائفية بين (السنة والشيعة )،إذن هذا الاكتشاف المفاجئ لعلماء السعودية والقرضاوي ودول مجلس التعاون الخليجي ،يكشف قصر نظر هؤلاء وتجاهلهم ما قام به فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني  وميلشياتهم الطائفية ومازالت، بقتل الشعب العراقي (سنة وشيعة وغيرهم ) ،بتفجيرات دموية إرهابية واغتيالات وقتل على الهوية واختطاف واعتقالات عشوائية ، وإنهم اثبتوا إما أنهم عميان للبصر والبصيرة وإما ،إنهم أدركوا أن الخطر الإيراني على أبوابهم مدنهم وان ناره ستحرقهم كما حرقت العراق ،ولكن ما حقيقة الخطر هذا على المنطقة وانعكاس الوضع في سوريا عليه ،وهل هو نتاج له ، ام سبب من أسبابه ، وللإجابة أمامنا عملية الهجوم على مدينة القصير ،التي شارك فيها وبشكل علني حزب الله وميليشيات عراقية تابعة لإيران وقوات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ،إذن الحرب هناك أصبحت (مدولة وطائفية بامتياز)،حرب تشارك فيها دول إقليمية على أسس طائفية (رئاسة الجمهورية اللبنانية وعلى لسان الرئيس أدان واعترضت مشاركة حزب الله اللبناني في الحرب بسورية ،في حين سكتت حكومة المالكي عن هذه المشاركات الميليشياوية بالرغم من ظهر تشييع جنائزي شبه رسمي لقتلى عراقيين قاتلوا في سوريا الى جانب نظام بشار الأسد، بحجج واهية هي حماية مرقد السيدة زينب (القتلى كانوا يقاتلون في القصير )،انه افتضاح الأكاذيب من هؤلاء جميعا الذين يدعون الحماية، فهل (القتال في القصير وحلب وحمص وادلب )هو لحماية المرقد الشريف ؟؟،وهذا سبب ردة فعل معاكسة إذ أقدمت فصائل مسلحة لتوجيه صواريخ الى الأراضي اللبنانية في البقاع وغيرها من داخل سوريا ، وحدوث اشتباكات طائفية في أكثر من مدينة لبنانية بسبب تدخل حزب الله في سورية ،وحدوث اشتباكات على الحدود السورية الإسرائيلية في الجولان وإحداث بلبلة مع الإسرائيليين هناك ،ثم إحراق ثلاث شاحنات عراقية محملة بالسلاح (حسب ادعاء بعض الأطراف الى سوريا) ،إذن نحن أمام تدويل الحرب في سوريا مع دول الجوار الإقليمية لسوريا وتصدير أزمتها وحربها بشكل طائفي الى دول الجوار السوري ،وسمعنا تصريحات مضحكة مليئة بالسخرية لمسئولين عراقيين وسوريين حول مظاهرات تركيا تطالب الحكومة التركية (بعدم قمع وقتل المتظاهرين واستخدام القوة المفرطة ،وعلى حكومة اردوغان ضبط النفس )، يا سلام عليكم أيها السفهاء العميان الم تروا ما تفعله حكومتكم بالمتظاهرين في الحويجة والموصل والفلوجة وديالى، من قتل وقمع وحرق للخيام وشعارات طائفية حاقدة مليئة بالطائفية السياسية المقيتة ،ان الخطر الإيراني خطر قائم منذ أن احتلت أمريكا العراق وان خطرها الجديد على المنطقة كان بسبب (إخراج العراق خارج منظومة التوازن الدولي وإنهاء دوره القومي والوطني )،بتواطؤ وتخادم أمريكي واضح لإطلاق يد إيران في المنطقة لتنفيذ  مشروعها الكوني في التشيع ألصفوي ،مقابل ضمان امن إسرائيل والنفط العربي في الخليج ،وإقامة مشروعها العسكري الشرق الأوسط الكبير ،فاكتشاف دول مجلس التعاون العربي للخطر الإيراني جاء متأخر جدا وكما يقول المثل العراقي (بعد خراب البصرة ونحن نقول بعد خراب العراق )، وعليهم مواجهة هذا الخطر الداهم لعروشهم، بعد أن فرطوا بالعراق وأضاعوه، وأي فتى أضاعوا ؟،لقد جرى الماء تحت كراسيهم ولم يشعروا به حتى بلل ثيابهم ،ولهذا الآن هم يصرخون بأعلى صوتهم دون أن يسمع صراخهم احد ،بلى الخطر الإيراني يعم المنطقة كلها ،بل ويشمل العالم أيضا، وما إصرار حكام طهران على انجاز برنامجهم النووي العسكري إلا دليل على ذلك  ،ولهذا الآن حكام طهران لديهم أزمات كبيرة في الداخل  ويعيشون في غليان شعبي خطير جدا بسبب تدخلهم في العراق وسورية ،وهناك حراك إيراني مقموع أيضا ،ولهذه الأسباب أراد حكام طهران تصدير أزماتهم الداخلية الى الخارج في سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن والإمارات وغيرها ،حقيقة الخطر الإيراني والتواطؤ الأمريكي واضح للعيان ولا يحتاج الى عين باصرة لرؤيته ،فأفعال حكام طهران وتصريحاتهم تؤكد هذا وتدمغه …وعلينا انتظار ما ستفعله الدول الكبرى، لإخراج سوريا من وضعها الكارثي في مؤتمر جنيف الذي ولد ميتا وشيعته عملية اجتياح مدينة القصير الى مثواه الأخير، وإذا ما ظل هذا الخطر والانفلات الإيراني في المنطقة  والأحداث السورية دون حل  ،فالمنطقة والعالم سيذهبون الى حرب عالمية ثالثة في المنطقة …..حتما كما تشير الأوضاع على الارض …

 

أحدث المقالات