بعد أحداث يوم الجمعة الماضية 20 / 5 / 2016 م التي شهدت عمليات قتل وجرح للعديد من العراقيين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء من أجل الضغط على الحكومة العراقية لإجراء التغيير والإصلاح الذي وعدت به الشعب, وكان هذا الإعتداء على المتظاهرين من قبل مليشيات ” شيعية ” على المتظاهرين العراقيين والذين أغلبيتهم من الشيعة, وهذه المليشيات هي تابعة لأحزاب شيعية مرتبطة بإيران وتأخذ أوامرها منها, حيث إن هذه المليشيات قبل أكثر من أسبوعين قامت بالإنتشار في العاصمة بغداد وبالتحديد على حدود المنطقة الخضراء بعد الإقتحام الأول لهذه المنطقة وذلك من أجل توفير الحماية للسياسيين والعملية السياسية التي ترعاها إيران بشكل واضح.
وبعد اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء مرة أخرى قامت هذه المليشيات بالتعرض لهم من خلال إطلاق الرصاص الحي والقنابل السامة والماء الحار مع عمليات اعتقال وكذلك منع المستشفيات من تلقي المصابين, بل تجاوز هذا الإعتداء على المتظاهرين ليشمل حتى القوات الأمنية وكما شاهدنا جميعاً للقطات المصورة من على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي – صفحات الناشطين والمتظاهرين – فكان يوماً دامياً مر على العراقيين ” الشيعة ” تسببت به مليشيات شيعية !!.
وعلى أثر ذلك خرج بعض الساسة ” الشيعة ” بتصريحات يحذرون فيها من وقوع حرب شيعية – شيعية والتي وصوفها بالحرب المحرمة !! وهذا تصريح يكشف مدى حقيقة أقنعة النفاق التي يرتديها هؤلاء الساسة وإيران التي تقف خلفهم, فواقع العراق ومنذ سنوات يؤكد إن الحرب الشيعية – الشيعية واقعة فعلاً ومنذ سنوات, ومن أوضح الأمثلة على ذلك هو ما قامت به حكومة السفاح المالكي ” مدعية التشيع ” من عمليات قتل وإبادة بحق الشيعة العرب العراقيين من أتباع المرجع العراقي الصرخي في وسط وجنوب العراق, وعلى مدى سنوات حيث الإعتقالات والتعذيب في السجون وهدم للجوامع والمساجد والمكاتب الشرعية وكان أخرها مجزرة كربلاء في عام 2014م التي إرتكبتها قوات المجرم المالكي وبالتعاون مع المليشيات ” الشيعية ” الإيرانية والتي راح ضحيتها العشرات من الشيعة العرب من أتباع المرجع العراقي الصرخي, وكان سبب تلك المجازر بحق الشيعة العرب ” الصرخيين ” هو رفضهم للإحتلال الإيراني ومشاريعه التقسيمية والطائفية وتبعية العراق لسياسة ملالي طهران.
وهاهو يتكرر المشهد اليوم, حيث ترتكب المليشيات ” الشيعية ” الإيرانية مجزرة بحق الشيعة العراقيين المطالبين بالتغيير والإصلاح الحقيقي, والتي سبقتها حملة إبادة للشيعة عن طريق العبوات والسيارات المفخخة التي راح ضحيتها المئات من الشيعة لأنهم رفعوا شعارات تطالب بخروج المحتل الإيراني من العراق ونددوا بقادة المليشيات الإيرانية, هذا من جهة ومن جهة أخرى ماذا يفسر هؤلاء الساسة عمليات التفجير وكل العمليات الإرهابية التي تحصل في المدن العراقية الشيعية بعد كل خلاف يحصل فيما بينهم تحت قبة البرلمان ؟!.
بخلاصة موجزة إن الحرب الشيعية – الشيعية واقعة ومنذ سنوات, وهي في حقيقتها حرب شيعية عراقية – شيعية إيرانية, والذي يخشونه ويحذرون منه هو الخوف من انفجار الشارع العراقي وبشكل لا تستطيع المليشيات الإيرانية ولا حتى إيران السيطرة عليه, الأمر الذي يؤدي لفقدان مناصبهم وكراسيهم ومصالحهم التي تخدم راعيتهم الرسمية ” إيران ” لذلك يحاولون التغرير بالشعب ويلتفون حوله ويضحكون عليه من خلال إكذوبة ” الحرب الشيعية – الشيعية ” التي أوقدت نارها منذ سنوات وحرقت مئات الآلاف بل الملايين من العراقيين بين قتيل ومفقود ومهجر ونازح, كإكذوبة حرب المقدسات وحماية المذهب.
فهم يخشون على مصالحهم ومصالح آلهتهم ” إيران ” لذلك حتى وصل بهم الأمر أن يلصقوا تهمة الإنتماء للبعث ولداعش للمتظاهرين, تلك التهمة التي أصبحت رداء يلبسونه لأي جهة سواء كانت شيعية أو سنية, عربية أو كردية, مسلمة أو غير مسلمة, تناهض إيران وترفض كل سياستها, فبعدما وجدوا إن رصاصهم لم ولن يثني إرادة الشعب العراقي عن تحقيق مطالبه في التغيير الجذري الحقيقي لجأوا إلى سوق هذه التهم, لذلك نقول لكل العراقيين المنتفضين ضد ساسة الفساد ومن يرعاهم ماقاله المرجع العراقي الصرخي في استفتاء ” من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني ” …
{{…4ـ فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل أصنافها وبتوجيهٍ مباشر من إيران جار الشر والدمار.
5ـ بعد أن انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فادعوكم ونفسي إلى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ وإزاحة كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وإنسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وأمان …}}.