منذ اكثر من سنتين واسرائيل تضرب وتبطش وتفتك بمقرات التواجد العسكري الايراني في سوريا، وايران لم ترد وتكتفي في الصمت او تكلف نظام الاسد باطلاق الاسطوانة المتكررة سنرد في الوقت المناسب وينتهي الموضوع كأن شيئاً لم يكن، ولكن في هذة المرة ادعت ايران بعد الضربات التي وجهتها الى اربيل بانها قصفت مقرات للموساد الاسرائيلي كرد على مقتل ضابطين في دمشق تابعين للحرس الثوري الايراني .. بمعنى ان مقتل الضابطين تم في دمشق وليس في اربيل بينما ميليشيات ايران في سوريا لم ترد على اسرائيل وهي الاقرب من اربيل .. اذن لماذا تم القصف على اربيل بهذا التوقيت بالذات دون ضرب اسرائيل .. مما يعني ان سبب القصف ليس انتقام للضابطين الايرانيين وانما غضب لاسباب اخرى جعلت ايران تبحث عن اهداف رخوة لا يحدث من ورائها تصعيد اي لو ضربت منشأة داخل اسرائيل لانقلبت الدنيا عليها اما اختيارها اهداف داخل العراق سيمنحها فرصة للافلات من الرد المماثل خصوصاً وان مكان القصف في اربيل ليس فيه مقر للموساد وانما على بعد امتار من مقر قنصلية امريكية قيد الانشاء وايران تعلم ان امريكا لم ترد حتى لو تم ضرب معسكرات او منشأة امريكية في العراق لانه سيتم تسويفها بعبارات لا اضرار ولا اصابات مع زلاطة من التنديد والتهديد الفاشوشي وينتهي الامر بسلام .. بمعنى ان الضربة لا علاقة لها باسرائيل وانما تتعلق برسائل تخص الوضع الداخلي في العراق وخصوصاً ما يتعلق بتشكيل الحكومة العراقية اي رسالة الى الاكراد عليكم قبول ما تقرره ايران وانتم ليس بيضة القبان في المشهد السياسي في العراق بعد اليوم .. والرسالة الثانية تخص التوقف المفاجئ للمباحثات النووية في فينا وتعتقد ايران ان اسرائيل لها يد في ذلك لهذا فبركت هذة العملية بضرب ما يسمى مواقع اسرائيلية في اربيل، بينما سبب التوقف الحقيقي للمباحثات يعزى اولاً الى الشروط التعجيزية التي اضافتها موسكو على الاتفاق، وثانياً صدور بيان غامض قبل يومين من واشنطن اعلنت فية توقف المفاوضات في فيينا .. مما جن جنون ايران التي كانت تأمل فك القيود عن المليارات من الدولارات بالاضافة الى السماح بضخ النفط الايراني وبسبب غير واضح من قبل واشنطن وروسيا تم قلب الطاولة في الوقت الضائع او في اللمسات الاخيرة من الاتفاق الذي اثار ذلك غضب ايران التي تخشى المواجهة المباشرة فالتفت على العراق الحلقة الاضعف لتبعث من خلاله رسائل الغضب أي ان ايران استخدمت العراق مكان لتصفية الحسابات لانها لا تبالي ولا تكترث بأي مصلحة تخص العراق الحليف حتى وان احرجت ذيولها التي تعتبرهم ليس الا كبش فداء لاجنداتها السياسية والاقليمية في المنطقة.