19 ديسمبر، 2024 2:08 ص

حقيقة الارهاب والصور المفتعلة

حقيقة الارهاب والصور المفتعلة

الإرهاب هو أسلوب خطير من أساليب الاجرام والصراع الذي تقع فيه ضحايا كهدف عنف فعال،ولا يعرف اي دين او مذهب او قومية وتشترك هذه الجرثومة الفعالة في خصائصها مع جماعة أو طبقة اخرى قد تكون مغايرة لها مما تشكل أساساً لانتقائها من أجل التضحية بها. ومن خلال الإستخدام الامثل للعنف والتهديد الجدي بهما . بات الإرهاب اليوم يمثل مشكلة العصر،وتتغير مفاهيمه واساليبه بعيداًعن الانسانية  ومفهوم الإرهاب يمثل تحدياً للقيم الانسانية ورغم اتهام  العالم الثالث بها إلا انهم اكثر تضررا منها  ،وما يقوم به الغرب من جرائم في حق البشرية، انطلاقًا من هذه الرؤية العنصرية العنيفة ضد المسلمين يتعامل الغرب بمعايير مزدوجة لصالح اليهود دائمًا، ويعطل فعالية الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ويفتعل صورًا من الإرهاب عن طريق حكومات وأفراد مستأجرين أو ممسوخي العقل، أو جهلاء لا يُؤبه بهم من أجل تبرير إبادته الجماعية لشعوب إسلامية في مقابل أخطاء فردية .. والعجيب أنه يدين دون محاكمة أو إجراءات قانونية شعوب كاملة بريئة دون مبرر و  يسمون ذلك محاربة الارهاب رغم ان الضحايا هم من الافراد والشعوب البعيدة عن تلك المفاهيم او تحت شعارات دعم الحرية والديمقراطية. وجعل الغرب الإرهاب مرادفاً للجريمة البشعة، في حين أن الإرهاب يعني الخوف والفزع والرعب . ولو رجعنا للتاريخ لوجدنا الأمثلة الفاضحة والنماذج الصارخة للإرهاب الأمريكى والصهيونى والأوروبى التي لايمكن حصرها بسهولة..
المؤلم في ان يستسلم عدد كبير من المثقفين والمسئولين بذلك رغم عدم صحة هذه الادعاءات، فليس حقيقيا ان الارهاب ترعرع في منطقتنا لفساد مناخها الديمقراطي وسوء انظمة الحكم فيها، لان كل المنظمات الارهابية خرجت من رحم الولايات المتحدة الامريكية قبل ان يعرف عالمنا المتوسطي مفرداتها .
 ما يذهلنا ويجعلنا نتساءل أين هو الإرهاب وماذا يهدف ؟ ومن هو الإرهابى الواقعي فعلاً ؟ ونذكر بأن أخطر الإرهابيين عبر العصور لم يكونوا من المسلمين، بدءًا. وليس في محل لذكر النماذج . ومن هنا يبحث الغرب ويروج إلى أن الأسباب الجذرية للإرهاب تتمثل في تدهور الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، وعدم الرضا نتيجة للسياسات القمعية التي تتبعها حكومات دول منطقة الشرق الأوسط وتعد ذلك السبب الرئيسي لانتشار التطرف وتجنيد الإرهابيين، في حين أن هذه المقولة تفتقد إلى المصداقية في ظل اتساع نطاق العناصر المتطرفة التي أصبحت تنتمي إلى دول غربية متقدمة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا .
 وعلى ما يبدو ان النظام العالمي الجديد يحتفظ بقدر من التطرف والأستبداد لأنه نظام أحادي التكوين والتركيب . وفي ظل هذا النموذج الجديد المبشر به باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التجارة,  ومن هذا المنطلق صارت الولايات المتحدة تتجه لفرض خياراتها على مجموعة من حلفائها الأوربيين , فضلاً عن بعض دول العالم الثالث , وهذا يعني أن الولايات المتحدة التي أصبحت القوة الوحيدة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في العالم و صارت تستدعي خلق أسباب تخولها ملاحقة كل أشكال الطموح والتميز في العالم, ولم يكن مفاجئاً أن تخرج الولايات المتحدة أكثر من مرة عن الخارطة الدولية في الأمم المتحدة ؛ لتتبنى قرارات أحادية الجانب , أو تعترض على إجماع دولي . والعالم اليوم الذي تقوده أميركا متزعمة الغرب، هو عالم مختل بكل المقاييس، وما يشهده العالم من توترات وأزمات وصراعات بأشكال مختلفة دليل واضح على أن ما سُمي بالنظام العالمي الجديد، وضع العالم كله فوق براكين متفجرة لن يستطيع الغرب مهما تحصّن، أن يتجنبها . المشكلات التي تواجهها أوروبا اليوم من الإرهاب والتطرف إلى موجات اللجوء سببها تبني بعض قادة الغرب سياسات لا تخدم مصالح شعوبهم… خاصة عندما قدم هؤلاء القادة الدعم والغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في الشرق الاوسط وادى الى استفحالهم في المنطقة .
 في ضوء التطورات التي يشهدها العالم، وفي مقدمتها اتساع النطاق الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي للتطرف، فضلا عن تنامي ظاهرة المقاتلين الأجانب، حيث لم يتسع نطاق المجندين المحتملين والمتعاطفين مع المنظمات الإرهابية ويتضاعف من حيث العدد فحسب، وإنما من حيث التنوع أيضا؛ فقد أصبح الإرهابي الآن قادرا على اختراق عدد لا يحصى من المجتمعات في مختلف دول العالم — بما في ذلك الغربية — وتلقين الأشخاص من مختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، حيث أثبت العديد من هؤلاء المجندين — ومنهم من عاشوا حياتهم بالكامل في الغرب ولم تطأ أقدامهم في الشرق الأوسط، استعدادهم لحمل السلاح والتضحية بأرواحهم من أجل الإرهاب والتطرف. وكما نشهد اليوم زيادة في قدرة الجماعات الإرهابية في الحصول على أسلحة متطورة، والوصول إلى الأموال الوفيرة، والتحرك بحرية عبر الحدود، ما يشير الى ان هناك منظمات دولية وتقف الصهيونية على رأسها ولها اليد الطولى في نشأة مثل هذه المنظمات الارهابية وتصديرها لمنطقتنا وتجنيد بعض العناصر العربية والاسلامية دون ان يدركوا ذلك بهدف هدم الاسلام، الذي واجه مثل هذه الممارسات والمحاولات باساليب شتى منها ما هو مباشر ابان الحروب الصليبية والتتارية ومرورا بالعديد من التنظيمات المختلفة  وبعض الكيانات التي تعمل على تسهيل عمليات هذه الجماعات، يستوجب  من الجميع أن يكونوا حازمين في مواجهتهم ورفض وجودهم من حيث المبدأ، بدلا من السماح لأي اعتبارات سياسية ضيقة الأفق بأن تقف عائقا في هذا الطريق”.التوازي مطلوب مع الجهود المبذولة لمكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجية الراديكالية، يؤكد على ان تكون بمنهجية مشتركة  في مكافحة الإرهاب على أهمية التدخل العسكري المناسب ضد المسلحين الذين يشكلون مظهرا من مظاهر هذه العقيدة، والقيام  بعمليات مكثفة لمحاربته،  والادراك على  أهمية المواجهة العسكرية الحازمة لمنع التوسع الإقليمي من قبل الإرهابيين وحماية المدنيين من أعمال العنف الوحشية التي يرتكبونها بشراكة دولية . على شعوب العالم الاسلامي رفض القاطع لكل الجماعات المتطرفة وأفكارها، ومحاربة جهودهم عن طريق نشر وتعميم الأفكار المعتدلة للإسلام الحقيقي. و الاعتماد على المؤسسات الدينية والانسانية الحقيقية  الموقرة ، الذين يعملون في شراكة مع المجتمعات والأصوات المعتدلة في جميع أنحاء العالم للتشكيك في الأساس المنطقي والديني للفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والسلام ولابعاد الشبهات التي يتم تنسيبه اليهم .ولتكذيب النظرية القائلة بأن السياسات الحاكمة في الشرق الأوسط هي التي تؤدي إلى تفاقم التطرف وتنامي التهديدات الإرهابية ومن ثم تصديرها للغرب .
وعلينا ان لا يفوتنا من ان  ما يجري في بعض الدول العربية من ممارسات في التغطية على مثل هذه المجموعات ومن إقصاء البعض للاخر عن الحياة السياسية هي بسبب الخضوع لعوامل الشر و ستؤدي حتماً إلى صراعات وحروب أهلية تعيدها إلى الوراء اذا ما احست بالنتائج قبل فوات الاوان وقراءتها بالشكل السليم، وتفادياً لذلك يستحسن إيجاد صيغة للتفاهم على مفهوم الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة بين مكونات المجتمع كافة والابتعاد عن الصراعات

أحدث المقالات

أحدث المقالات