10 أبريل، 2024 3:36 ص
Search
Close this search box.

حقيقة الأكراد فطرة بلا تعصب

Facebook
Twitter
LinkedIn

بداية يجب أن نؤكد أن كلامنا اليوم يتجرد عن الزمان والمكان، كما أن كلامنا يقصد منه عوام الأكراد ولا نقصد منه الحالات الاستثنائية، أثبتت التجارب أن الشعب الكردي شعب طيب بفطرته، متدين بتربيته، متعصب لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، متصوف، خلوق راق في سلوكه، كريم، شجاع منذ ولادته، وهو شعب محب للتعايش، وفي الوقت الذي تجده مخلصاً لصحبته يفدي إخوته بنفسه، تجد عدوه عدو ولا يمكن أن يفلت من غضبه، كريم عفو عمن آذاه عند تمكنه وكما قيل؛ ( وترى الكريم اذا تمكن من أذى جاءته أخلاق المكارم فاقلعا)، مسالم، له مواقف بطولية عبر التاريخ وكان له دوره في الذود والدفاع عن الإسلام في كل عصر. ففي الدولة العثمانية قدّم من الشهداء والتضحيات ما لا يحصى في سبيل نصرة الإسلام،
السؤال الأهم الذي يدور هذه الأيام وتتبادله أطراف الحوار وهو مثار جدل، هل الشعب الكردي شعب متعصب لقوميته على حساب دينه؟
نقول لندع الواقع يجيب عن ذلك، كما يلي:
١. الذي يُعرف عن الشعب الكردي أنه شعب متدين على مذهب أهل السنة والمقصود بأهل السنة كما جاء على ألسنة العلماء: اتّباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام والنبي عليه الصلاة والسلام هو عربي وليس كرديا وهذا دليل على ان الأكراد اتبعوا بمنهجم الشرعي سنة نبيٍ عربي ولم يسألوا أو يطالبوا بأن يكون كرديا.
٢. كما تعرفون أن المذاهب الفقهية المشهورة لدى أهل السنة هي اربع، المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي، وان الشعب الكردي باغلبيته هو شافعيّ المذهب، والذي يعرفه الجميع أن الإمام محمد بن إدريس الشافعي لم يكن كرديا، بل كان عربي الأم والأب، ولادته في غزة، وهذا دليل كافٍ على أن الكرد لم يسألوا في توجههم الفقهي عن قومية من اتّبعوه ولم يتعصبوا لقوميتهم الكردية في مذهبهم الفقهي.
٣. عقائديّاً توجد العديد من الفرق كفرقة أهل السنة وفرقة المعتزلة وفرقة الماتريدية وفرقة الأشاعرة وغيرها من الفرق، والأكراد كلهم اشاعرة، والاشاعرة هم اتباع ابي الحسن الأشعري وأبو الحسن الأشعري لم يكن كرديا بل كان عربيا من أصول يمنية.
٤. إن حروف الكتابة التي يعتمدها الأكراد الى يومنا هذا هي حروف القرآن وهي من الحروف العربية وليست الكردية.
٥. إن كبار علماء اللغة العربية والفقه والعقيدة هم من الأكراد واغلب مؤلفاتهم باللغة العربية.
٦. إن عظماء قادة الإسلام كانوا اكراداً ومنهم القائد صلاح الدين الأيوبي الذي فتح بلاد المقدس ورفع فوقه راية لا إله إلا الله بدلا من الصليب، كان كرديا ولم نسمع منه في يوم انه يقول (انا كردي) بل كان يرددها (انا مسلم) انا محمدي.
لذا يبقى الكورد محمديين في منهجهم بعيدين عن التعصب القومي الشيفوني سائرين على الحق داعين له ومناصرين له وسيبقون كذلك إلى أن يرث الله الأرض بمن عليها.
السؤال الأهم؛ لماذا نجد اليوم بعض الاكراد يقادون عبر التعصب القومي حتى ولو كان من يقف خلفه هو إنسان انتهازي مصلحي عميل فاسق فاسد، لمجرد انه “كردي” ضد من هو على نهج محمد صلى الله عليه وسلم لأنه من قومية اخرى؟
الجواب: هناك العديد من الأسباب لهذا التوجه والتعصب القومي لدى بعض الأكراد وهي؛
١. كان لابد من أن يدفعوا ضريبة أن القائد(صلاح الدين الأيوبي) الذي حطم الصليب وفتح بلاد المقدس منهم فلابد أن يعاقبوا، هذا من جهة ومن جهة أخرى هنالك روايات تقول ان القائد الذي سيفتح بلاد المقدس أيضا سيكون مسلما كرديا وهذا ما يخشونه فلابد من العمل على إضعافهم من خلال إبعادهم عن الدين.
٢. بعد معاهدة سايكس بيكو وسان ريموا ولوزان التي فرضت على الأمة بعد سقوط الخلافة العثمانية وجد العدو أن هذه الخلافة ممكن لها إن تعود مرة أخرى إسلامية سواء كان القائد تركيا ام عربيا ام كرديا أو فارسيا مادام الإسلام يجمعهم لذا لابد من العمل على تغيير تركيبة العقول وجعلها تتخلى عن التعصب للإسلام مقابل التعصب لأي ايدلوجية أخرى منها التعصب القومي، انا كردي، وانت تركي، وانت عربي، وانت فارسي، وهكذا لذلك جاءت الدعوات للتعصب إلى القومية العربية في بلاد العرب ورفعت شعارات لذلك بدلا من كوننا أمة إسلامية واحدة، ثم تلتها رفع شعارات قومية في تركيا (انا تركي) بدلا من شعار الدولة العثمانية (انا مسلم) ، ومنها محاولة زرع بذور التعصب القومي عند الأكراد والقصد منها (فرق تسد) .
٣. دُفعت ملايين الدولارات لتأسيس مراكز للاستشراق وعملها الأول إبعاد أمة محمد صلى الله عليه وسلم من التوحد تحت راية الإسلام، اتبعوا سياسة تعتمد على نظرية اسمها (ملأ ضلع المربع الناقص) حيث أن المربع بأربعة أضلاع لندع العلماء يشغلوا احداها ولندع التجار يشغلوا الضلع الثاني منها ولندع الثالث للعوام اما ضلع المربع الرابع فهو لنا نأتي بأناس امّعات منحرفين زنادقة لا دين لهم ولا تحكمهم مبادىء أو أعراف أو أخلاق ولنملأ بهم ضلع المربع الناقص ثم ناخذ ندعمهم إعلاميا وماديا وسياسيا وعسكريا، لنجعل منهم أبطالا ثم ليكونوا هم قادة تحرير الشعوب ومخلصيهم (غودو المخلص)، ثم عملوا على محو تاريخ قادتهم وثائريهم الصادقين مثل محمود الحفيد في العراق رحمه الله، حتى أخذوا شيئا فشيئا يبعدونهم من كونهم محمديين ليخلعوا رداء الاعتزاز للاسلام وليلبسوهم رداء التعصب للقومية لا لمصلحتهم بل لمصلحة المخطط الخبيث الذي اعد من قبل اعداء الإسلام اتجاههم.
٤. كما أن هنالك مطابخ لصناعة الأسلحة الجرثومية وإعداد الفايروسات والأمراض القاتلة فإن هناك مطابخ لصناعة فرق سياسية تلبس لباس الإسلام التكفيري بقصد تشويه الدين الإسلامي وتخويف العقول منه لتكوين ردة فعل لدى الأمم فتهرب من الإسلام متحصنة بقوميتها.
سؤال: من هو المذنب الحقيقي؟
١. العلماء والدعاية والمصلحين كان لابد أن يركزوا على مواجهة هذا الخطر الذي يهدد هذه الأمة وتنبيه العقول له. .
٢. المؤسسات التعليمية على مستوى المدارس والجامعات، كان لابد من تخصيص مدرسين ذوي توجه وحدوي بعيد عن التطرف أو التعصب القومي ولكن ومع الأسف تجد المدارس والجامعات والتي توجه وتقود عقول أجيال متعاقبة بعض معلميها واساتذتها إما متعصبين كرديا أو عربيا أو تركيا أو فارسيا وفي كل ذلك خدمة لمخططات الأعداء، وكذلك المناهج التدريسية هي قاصرة والى يومنا هذا.
٣. العالم الفضائي ومواقع التواصل واليوتيوب وغيرها كلها اخذت تشتغل على تشويه تركيبة عقول أبنائنا كي تجعله فارغا بلا عقيدة حتى يسهل عليها الأخذ بزمام هذه العقول من كل من يدعي انه مخلص ثم ملؤها بعقيدة التعصب القومي فلا عجب أن تجد علماء أساتذة ربما تخصصهم في الشريعة لكنهم يتعصبون لقوميتهم لا لدينهم حتى لو كان ذاك باطلا.
ولا بد من التنويه إن فكرة التعصب القومي هي قديمة جدا ومنذ الجاهلية وكان الأعداء يعملون عليها دائما وتحت شعار (فرق تسد) لذا كان أتباع مسيلمة الكذاب يقولون له يا مسيلمة نعلم انك كاذب وأن محمدا صادق ولكن كذابٌ منا خيرٌ من صادق من غير قبيلتنا.
اقول سيبقى الكوردي محافظاً على فطرته السليمة وحبه لدينه ووطنه ونبيه صلى الله عليه وسلم،
ولابد من التنويه إلى أن زرع بذور التعصب القومي في أمة لا يقصد منه حبها والتزامها بلغتها والاعتزاز بأصلها وإنما يقصد منه تمزيقها وقلع جذورها من أرض فطرتها الاسلاَم وتحجيمها ثم عزلها عن كونها جزء من أمة كبيرة تعتنق الإسلام عقيدة إلى كونها قومية معزولة عن محيطها وبذلك يسهل إضعافها والتحكم بعقول افرادها.
اخيرا لا بد أن نبين أن من الأكراد اليوم قادة ودعاة وعلماء ذو وعي واخلاص وكما قيل لو خليت قلبت، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها.
“دعوها فإنها منتنة”

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب