7 أبريل، 2024 6:20 ص
Search
Close this search box.

حقيقة الأزمة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سابقة خطيرة لم يتبناها اي نظام ديمقراطي او حتى ديكتاتوري حكم العراق على مر تأريخه ان يصار لسن قانون يجرم فيه من يقوم بالسب او التعدي على ذوات المراجع والرموز الدينيين .

تعالي الاصوات من قبل احزاب الاسلام السياسي لسن مثل هكذا قانون يشي ان هناك اجندة تكمن خلفه تنفذها ارادات لقيادات سياسية عراقية وبتوجيه خارجي واما الهدف منه فهو لاجل جعل العراق يحكم بنظام شبيه بظام ولاية الفقيه المعمول به حاليا في ايران .

الازمة الحالية بين التيار الصدري وبقية احزاب الاطار التنسيقي وان كان ظاهرها ( الانتفاض لمكانة المرجع في نفوس اتباعه ) ومع مانجده من روح التحدي والاستعداء بين الغريمين غير ان في حقيقتها تشي بافتعال ازمة للتغطية على ازمات اكبر تجتاح البلاد العراقية يراد منها ايضا تنفيذ مخطط معد مسبقا ، فما وراء الاكمة نجد السعي الحثيث لتشريع قانون تجريم التطاول على المراجع ( الاحياء والاموات ) وحتى يتم هذا لابد وافتعال مثل تلك الازمة وهي ستنتهي حال انقشاع غبار المعركة الاعلامية الحالية بتأكيد ووصول القانون الى اروقة مجلس النواب العراقي للتصويت عليه ..

ما لم يضعه سياسيو الاطار والتيار بالحسبان ان هناك اصواتا هي الاخرى سترتفع من قبل سياسيي السنة يطالبون خلالها ادراج فقرات تجريم التعدي والسب واللعن على الخلفاء الراشدين وكذلك الرموز الدينية السنية بمختلف مشاربها وهذا من حقهم وطالما لازالوا شركاء معهم في العملية السياسية .

اضفاء صفة القداسة على الذوات المرجعية يجعل المراجع وفق هكذا قانون بمنزلة الائمة ويحملون ذات المكانة ولهم ذات القداسة ، وبقراءة بسيطة فالقانون يفسر التعدي على المراجع ويعايره بذات التفسير والتعدي على الذات الالهية ( عصمة المعصوم من عصمة الاله وفق الفقه الشيعي ) بمعنى ان الجماعة المشرعة ستعاير الذات الالهية معايرة ذوات الرموز الدينية والمرجعية وتضعهم على مسطرة واحدة من الحكم وهذا اشراك خفي ان لم يكن كفرا بحقيقته ، انه خطأ فادح سيرتكبه المشرع العراقي ان اصبح واقعا اذ وكيف نساوي المخلوق بالخالق بل انى للعبد ان يساوي المعبود ؟؟؟ ..

الباري جل علاه احيانا وانت بغفلة ومسيرك في الشارع او وانت جالس بمكان عام تسمع احدهم يلعن ويسب ويكفر به ، وكذا الحال يجري على الائمة وهذا سلوك فج وقبيح لايمكن نكرانه وهو موجود عند البعض من الجهلة وعديمي الثقافة وما يلفت ان جميعهم مسلمون وليسوا حتى بملحدين ! ، على اننا وبعض الاحيان نجد حتى الانسان المؤمن وفي حالة من حالات الانفعال والعصبية يتطاول على الذات الالهية باللعن ( يعرف بالعراق بالكفرة) . مع هذا وانت تستمع وتشاهد هكذا سلوك لا تحرك ساكنا واقوى ردة فعل من المستمع ستكون بالاستغفار او ترد بجملة ” قبحك الله” بسرك وحال كان اللعان غريبا لا تعرفه واما مع من تعرفه فهي مختلفة على قدر ما ، او ليس هذا عرفاً يا سادة ؟ ..

((سب الذات الالهية والائمة وبعدها سب رجل الدين المرجعي جميعها سلوكيات موجودة في المجتمع وعلى ما فيها من فضاضة وغلظة وانحراف وما تسببه من الم لدى الانسان المؤمن غير ان التغاضي عنها سمة هي الاخرى ظاهرة في المجتمع الا في بعض الحالات تكون ردة الفعل عنيفة اتجاه اللعان خصوصا ان كان الشخص لم يبلغ الحلم بعد )).

تذكرة
الرسول المصطفى محمد ص يقول ما اوذي نبي مثلما اوذيت .. مع هذا كان النبي يصل من كان يرميه بمخلفات الحيوانات وحال افتقده ليوم او يومين ثم ليعوده في داره بعد ان استفهم عنه ويظهر انه مريض . فهل هناك اليوم من تجرأ والقى بالمخلفات على رجل الدين البسيط وليس المرجع ولكم معاذ الله ان حدث ذلك فكيف ستكون ردة فعله او ما ستكون عليه ردود فعل اتباع المرجع ؟ ..

قصة اخرى ترويها المرويات الشيعية
لاعرابي يقف امام الامام الحسن عليه السلام ويسب ويشتم ابيه الامام علي ع والاعرابي لايعلم ان الحسن هو ابن علي ، فما فعل الحسن بالاعرابي ؟؟ .. حسب المدونة الشيعية برواية الحديث يقال انه ابتسم بوجه الاعرابي ودعاه لمنزله وقدم له ما لذ وطاب من الطعام واهدى له الثياب الفاخرة ومن ثم عرفه بنفسه واما النتيجة يقف الاعرابي مذهولا ليغير من تصوراته عن علي ع ويعتذر للامام .. هنا وبصحيح الرواية التي يتناقلها العام والخاص من الشيعة نسأل : هل ان (المتشيع الحداثوي ) الذي يعيش القرن الحادي والعشرين احرص من الحسن على ابيه وافقه منه واحب عنده منه ؟؟؟ حتما هذا مناف للواقع بطبيعة الحال .

تحدثنا السير ايضا عن واقعة حدثت مع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رض له مع عجوز كان لم يصلها عطاءه لفترة طويله ، فشتمته دون معرفة منها انه هو خليفة المسلمين ومع هذا ولما لم يجد قطعة جلد يوثق لها التزامه بدفع الدنانير لها اخذ يقطع قطعة من مرقعته وكتب الزامه عليها والرواية هذه شهد عليها علي ع وابن مسعود وكما في المدونة السنية .
(( هل وضع من نادى بتشريع قانون تجريم التطاول على المراجع وسبهم تلك العبرة امامه واعتبر بها ؟؟ ))

الخلاصة

تشريع قانون تجريم سب او شتم المراجع هو سابقة خطيرة وهو تعد اخر على حرية التعبير وسيوسع الفجوة بين المواطن وحكام البلد الحاليين اكثر مما هي عليه الان وسيعمق صيغة الرفض لدى الشارع لحاكمية النظام .

ما على النظام فعله للحد من هكذا سلوكيات شائنة ( نتكلم عن السباب العفوي من العامة لا السباب السياسي المقصود من قبل اتباع هذا الحزب او ذاك ) فلابد ووضع البرامج الحكومية التوعوية والاهتمام بالتعليم الابتدائي وضخ البرامج الاسرية وبرامج الطفل والاهتمام بالطفولة هذا من الجانب الحكومي اما ما يقع من مسؤولية على المؤسسة الدينية فلابد وابداء موقفها بالرفض ( المرجعية العليا نجد لديها الحكمة والالزام لتوقف تشريع هكذا قانون وان لم يكن بالعلن ، ان كانت فعلا لاتؤمن بهكذا تشريع وتدرك آثاره المستقبلية في نفوس العراقيين واما ان كان رأيها المضي بالقانون فسيمضي وان لم تصرح فقادة الشيعة اصبحوا يستوعبون رسائلها وان جاءت مبطنة احيانا ) تشريع قانون تجريم سب المراجع ان اقر سيلقى مقبولية فقط من قبل اتباع هذا المرجع او ذاك من العقديين والمؤدلجين وستفرح به حكومة طالبان وحكومة الجمهورية الاسلامية فقط .

((قادة الشيعة اليوم باتوا اقرب لطالبان ويحكمون بفكرهم المتشدد فطالبان اصبحت اليوم تقف على اسوار بغداد )) .

اننا نقبح ونستهجن وندين بشدة السباب اي كان نوعه ولاي كان من العوام فكيف لنا ان نستسيغ سباب الرجل العالم والفقيه الجليل الصالح (( اني اكره لكم ان تكونوا سبابين – الامام علي ع )) .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب