أغارت طائرات التحالف تحت رئاسة الولايات المتحدة 17 سبتمبر/أيلول على مواقع قوات الجيش السوري قرب مدينة دير الزور. على رغم من إعلانات البيت الأبيض أن الغارة كانت “خطأ” نرى التفاصيل الجديدة التي تشير إلى وجود القصد وراء أعمال واشنطن.سلطت المعلومات استلمها مركز “سوريا. النظر من الداخل” من أهالي المنطقة الضوء على كيفية تجهيز وتنفيذ العملية العسكرية في دير الزور.
ويشير شهود العيان إلى أن طائرة بدون طيار راقبت مواقع الجيش السوري وتحركات مقاتلي تنظيم “الدولة” الذين كانوا هدفا مزعوما للأمريكيين وذلك قبل عدة أيام من الغارة.
إذا حللنا الأحداث كما وقعت فيمكن تقسيم العملية الأمريكية إلى ثلاث مراحل تضم الغارات المقصودة على مواقع وحدات الجيش السوري.
في المرحلة الأولى التي دارت نحو ساعة، استهدفت الغارات خط التحصينات الأمامي فيما ركزت المرحلة الثانية على تدمير المواقع الدفاعية والمعدات الثقيلة من بينها ثلاث دبابات وعربتين مدرعتين “ب م ب” وبعض المدافع والهاونات بالإضافة إلى إستهداف الجرحى من صفوف قوات الأسد الذين حاولوا انسحاب من منطقة الغارة.
أكد الجنود السوريون أن إرهابيي “الدولة” انتقلوا إلى هجوم على إثر الغارة الأولى وحاولوا احتلال المواقع التي تركتها الجيش بسرعة فيما استمر الأمريكيون بمراقبة على هجوم الإرهابيين باستخدام طائرات بدون الطيار فوق مكان الحادث.بالإضافة إلى ذلك تم اكتشاف عن مجموعة المسلحين بعدد 40-50 شخصا في منطقة حقل نفطي “التين” وهم توجهوا إلى مكان الاشتباكات من أجل دعم تنظيم “الدولة”.
كما جدير بالذكر أن المحليين يقولون إن إرهابيي “الدولة” ما أطلقوا النار على مروحية الجيش السوري التي كانت تحلق فوق دير الزور في وقت وجود الطائرات الأمريكية في نفس المنطقة. ويفترض شهود العيان أن الإرهابيين تعاملوا بتنسيق مع الأمريكيين وامتنعوا من إطلاق النار وذلك من أجل تجنب إسقاط طائرات بدون طيار أمريكية.
من البديهي أن تؤكد هذه التفاصيل الجديدة الاعتقاد المشهور في سوريا بوجود القصد وراء غارات الولايات المتحدة وحلفائها في دير الزور. تدمر لعبة واشنطون الشيطانية الأمل لإقامة السلام على الأراضي السورية.