23 ديسمبر، 2024 2:41 م

حقول نفط الغراف إلى من؟

حقول نفط الغراف إلى من؟

يبدو ان ارض الرافدين لا تبخل عن إعطاء ثمارها بين الحين،  والأخر،  وقد أضافت ثمرة جديدة تضاف إلى سلال ثمارها السابق،  من خلال افتتاح حقول نفط الغراف في محافظة ذي قار،  والتي تنتج حوالي 35 ألف برميل يوميا؛  وقد افتتحوا دولة رئيس الوزراء نوري المالكي،  ووزيري الطاقة حسين الشهرستاني،  والكهرباء كريم عفتان. 
ثمرة جديدة تضاف إلى ثمار العراق،  ومورد مهم من الموارد التي يعتمد عليها الاقتصاد العام في البلد،  وتساهم بحل معظم المشاكل الاقتصادية،  والأمنية،  وتحد من حالة الفقر،  والعوز،  وتحل مشكلة السكن،  والبطالة،  والتسول في التقاطعات،  والساحات العامة؛  من خلال اكتشاف ثروات البلد الطبيعية،  مثل النفط، والمعادن الأخرى،  التي أصبحت اليوم عبئاً ثقيلاً على الشعب العراقي. 
اليوم العراق يطفو على كنوز الأرض،  وخيرات الدنيا،  وصاحب الأرض الخصبة،  والمراقد المقدسة،  والسياحة الدينية،  والفصلية،  والطاقات البشرية الهائلة؛  التي تمكنه من الارتقاء بجميع مفاصل الدولة،  وان تلك الثروة التي هي في باطن ارض الرافدين لم يجني الشعب منها  شي؛  برغم من انكسار طوق الدكتاتورية بعد 2003 وتحول البلد إلى نظام يحترم الحقوق،  والحريات،  ويعد من الأنظمة الديمقراطية المتقدمة. 
إن افتتاح حقول نفط الغراف التي يصل إنتاجها حوالي 35 ألف برميل يوميا، تعد خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح على جميع الأصعدة  والتي افتتحها كبار المسؤولين العراقيين وذوي الاختصاص وهذا ما يفتح لنا عدة تساؤلات.
هل تساهم حقول نفط الغراف بحل أزمة السكن المتفاقم في ذي قار،  والتي وصل عدد بيوت الصفيح”الطين”  لعشرات الآلاف حسب الإحصائيات الأخيرة؟ 
هل تساهم حقول نفط الغراف ببناء مدارس بدل المدارس القصب التي بنيت بزمن وزير التربية السابق”خضير الخزاعي”  ويرتقي التعليم في تلك المحافظة إلى أعلى المستويات،  لا سيما وان ذي قار أول من خط،  وعلم الإنسان الكتابة،  وفن النحت،  والفخار…الخ؟ 
هل تساهم حقول نفط الغراف بتحسين الواقع الصحي من بناء مستشفيات،  واستقطاب الأطباء الكبار لكي يرتقي الواقع الصحي في المحافظة؟ 
هل تساهم حقول نفط الغراف بإنقاذ أرواح المئات من المصابين بمرض السرطان،  والحد من هذا المرض الخطير الذي تسبب بموت العشرات من أبناء مدينة الغراف؟  
هل تساهم حقول نفط الغراف بتحسين الواقع الخدمي،  والعمراني في مدينة الغراف نفسها لا سيما وان هناك قرية من الطين في جوارها؟ 
هل رأى المسؤولون أثناء مرورهم بتلك المدينة الشحاذين،  وبائعي الكلينس في الشوارع،  والتقاطعات المرورية؟ 
هل تذهب إيرادات حقول نفط الغراف إلى جيوب أبناء المحافظة،  أم إلى جيوب أبناء المسؤولين؟؟؟