11 أبريل، 2024 4:03 ص
Search
Close this search box.

حقوق المواطَنة  بين جريمتي النخيب ونهر الحسينية

Facebook
Twitter
LinkedIn

اضافة الى جرائم صدام حسين ونظامه الفاشل تاتي جرائم الاحتلال الامريكي وتفرعاتها المليشياوية  التي طالت ابناء شعبنا خلال  الاعوام المنصرمة بعد 2003 لتزيد ارثه المأساوي بحصيلة بلغت ما يقارب مليون ارملة واربعة ملايين يتيم بحسب احصائيات وزارة التخطيط واليوم برز نوع آخر من الجرائم ينفذه المسؤولون غير المبالين في كيفية الحفاظ على سلامة ما تبقى من هذا الشعب ليقع رهن المحاصصات والمقاولات التي تاخذ من سلامته ولأجيال قادمة لايعرف عقباها الا الله ووسط كل هذا يعيش هذا الشعب في حالة من الشلل اللساني والحركي لتسمتر مسيرة التهميش والإجرام بحقه فهذا الثالوث الخطير المتمثل باللامبالاة/ والفساد بكل أنواعه/الشلل يقدم لنا كل يوم جريمة جديدة لتضاف الى مسلسل الجرائم بحقنا كشعب .
في محافظة كربلاء برزت جريمة نهر الحسينية لتحصد مايقارب 40 انسانا عراقيا اصيب بمرض السرطان بسبب اخذ اتربة من احدى المنشآت العسكرية في منطقة الامام عون لتبطين نهر الحسينية بحسب مسؤولين وما تناقلتها وسائل الاعلام المختلفة وقد أوضح بيان صدر هذا الأسبوع من وزارة البيئة العراقية ان مفتشها العام هو المسئول عن التلوث في النهر بسبب إصداره الموافقة على نقل الأتربة الملوثة لتبطين النهر.ويأتي اعتراف وزارة البيئة هذه الأسبوع بتلوث مياه نهر بعد فترة سادها جدال طويل بين الاهالي والسلطات حول الموضوع حيث قامت الحكومة في كربلاء باعفاء مدير بيئة كربلاء من منصبه بعد ان تناولت وسائل الاعلام المختلفة هذه الجريمة بشكل فاضح.. ..
وانا باعتقادي ان السبب الاول والرئيس في هذه الجريمة التي ستبين اثارها خلال السنوات الثلاث القادمة تاتي  حالة اللامبالاة التي يعيشها المسؤول والمواطن معا فمن حق المواطن ان يطالب اليوم بفتح تحقيق مع كافة المسؤولين عن هذا المشروع من اعضاء بالحكومة المحلية الى المهندسين والمقاولين وان يعتقل كل من تثبت صلته بهذا الامر الخطير فهذا الشلل باللسان والحركة من قبل المواطن ترك الأمور في أيادي الفاسدين و بعض المقاولين المرتزقة.
واعتقد ان هذا الشلل الكلي للمواطن العراقي جعله مهمشا  في الحياة العامة بحيث اصبح شيئا فشيئا لامبالياً وغير مهتم بمسئوليات المواطنة وقضايا الحكم. وهو ارث مازلنا نعيش نتائجه إلى يومنا هذا. والنتيجة ان فتِح الباب على مصراعيه لأدعياء الدين والادارة من الاحزاب وأغنياء الاقطاع ووجهاء  الفساد لتلويث مؤسسات الدولة من خلال مقاولات همها الاول الانجاز لغرض سياسي وليس  خدميا.
 قديما قيل: إنه لو تكاتفت ارانب الغابة لنام الثعلب وهو جائع ولفتح عينيه وهو صاغر. نحن في كربلاء  لسنا خارج منطق التاريخ البشري ولا خارج قوانين الطبيعة حتى نقبل بالبقاء في هذا البؤس الذي يفرضه سفهاؤنا والآخرون علينا في أشكال من الاخفاقات والمشاريع، لنتصرف ضمن مقتضيات التاريخ والطبيعة فهي البداية ولنطالب بتقديم المجرمين لجريمة نهر الحسينية في كربلاء الى القضاء العادل  بغض النظر عن الانتماءات السياسية والدينية لنعلن بحق اننا دولة قانون؟
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب