18 ديسمبر، 2024 5:14 م

حقوق الانسان في العراق حقيقة ام اوهام !!

حقوق الانسان في العراق حقيقة ام اوهام !!

كانت وما زالت حقوق الانسان حلم كبير في عراق ما بعد 2003 عند عدد غير قليل من المواطنين الذين توهموا امكانية تحقيق هذا الحلم من قبل المحتل او من ساهم معه في الاحتلال .. ومن يراجع تصريحات دهاقنة الادارة الاميركية قبل الاحتلال واعلامها المضلل يجد ان هذا المصطلح ) حقوق الانسان ) قد احتل حيزاً كبيراً لتبرير عدوانها على دولة ذات سيادة وعضواً مؤسساً للامم المتحدة , اضافة طبعاً الى كذبة اسلحة الدمار الشامل .. فما الذي تحقق  من هذا الشعار الجميل  على ارض الواقع؟!

والاجابة واضحة ونجدها في اعترافات عدد من النواب والسياسيين واخرها تصريحات النائب ارشد الصالحي  فهناك شبه اجماع على ان حقوق الانسان منتهكة بشكل كبير وانها مجرد شعار بقي يردده سياسو الصدفة متوهمين انهم ربما يتمكنون من خداع الشعب  متناسين ان حقوق الانسان قد انتهكت منذ  تشكيل مجلس الحكم على وفق مبداً المحاصصة المقيت .. وليس من باب المبالغة او التجني على احزاب السلطة القول بان هذه الاحزاب المشاركة بالعملية السياسية لاتؤمن اصلا بشيء اسمه حقوق الانسان بل لا تكترث للمواطن ولا تقيم له اي اعتبار والدليل ممارساتها الاستفزازية بشرعنة الفساد وسن قوانين منحت اعضاء مجلس الحكم واعضاء مجلس النواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة رواتب وامتيازات ليس لها مثيل حتى في اكثر الدول دكتاتوية  مقابل تجويع الملايين وانتشار البطالة والامية والمرض وفقدان الامل بالمستقبل وانتهاك القانون وسيطرة الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة .. كل هذه الاشياء تجعلنا كمواطنين نعيش في خوف مزمن من المجهول فاين يكون موقع حقوق الانسان ؟!

وعندما نتحدث عن الخوف تشخص امامنا صور ومشاهد عما حصل لناشطين في  انتفاضة تشرين 2019 او قبلها وسهولة توجيه التهم الى اي مواطن وانتزاع الاعترافات من المعتقلين وما يعانونه من تعسف وامراض منها الجرب والتدرن وغيرهما من الامراض وهذا ما وثقته منظمات دوليه ومحليه بل ان وزارة العدل نفسها اعترفت باكتظاظ السجون وشبهات فساد في غذاء المعتقلين ..

حقوق الانسان ليست مجرد شعارات او قوانين او لجان بل هي ممارسات تتجسد في شعور المواطن بالمساواة والعدل والامان .. في ان يشعر رب الاسرة بالامان على  نفسه او على افراد اسرته في تطبيق القوانين على الجميع والكشف عن نتائج التحقيق في مصير الاف المغيبين وتوفير العيش الكريم واللائق والتمتع بالخدمات .. حقوق الانسان ان تشعر انك حر في وطنك  فلا يأكل حقك او ينهبك  فاسد ولا يرعبك سلاح ميليشياوي منفلت او مسؤول او صاحب نفوذ متسلط وغير عادل .. فلا تحدثونا عن حقوق انسان لانها ويا للحسره اوهام ..