أثبتت مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، حنکتها و درايتها و رؤيتها الثاقبة ذات المنظور البعيد للمشهد الايراني من حيث تحديد نقطة ضعفه الاساسية عندما قالت:” حقوق الانسان هي كعب آخيل هذا النظام وأن تجرع كأس سم حقوق الانسان هو الأخطر بالنسبة له بمئة أضعاف من كأس السم النووي.”، ذلك إنه ليس هناك قضية تثير هذا النظام و تفقده صوابه کما هو الحال مع قضية حقوق الانسان في إيران.
ملف حقوق الانسان في إيران، والذي بذلت سيدة المقاومة الايرانية جهودا استثنائية و کبيرة من أجل إيصالها لأسماع و أذهان المجتمع الدولي، وعلى الرغم من صدور قرارات و مواقف بهذا الشأن يمکن إعتبارها بمثابة موفقية مشهود لهذه السيدة المقاومة و المکافحة من أجل شعبها و من أجل قضية الحرية و الديمقراطية، لکن رجوي التي عرفت دائما بإستمرارية کفاحها و نضالها و عدم توقفها عند حال، تبذل جهودها من أجل تطوير هذه القرارات و المواقف وجعلها أکثر قوة و تأثيرا على النظام الايراني کما انها تسعى في نفس الوقت لإقناع المجتمع الدولي برمته من أجل جعل ملف حقوق الانسان في إيران و الذي يتم إنتهاکه بصورة ممنهجة، أساسا و معيارا للتعامل مع طهران، وإن هذا الملف هو المفتاح السحري و الاکبر تأثيرا على النظام ولذلك لامناص من التأکيد عليه ثانيا و ثالثا و رابعا.
لقد ظن الکثيرون من خصوم و مناوئي المقاومة الايرانية بأن السيدة رجوي تحلم بأمر هو المستحيل بعينه عندما دعت لإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي، لکن توضح للعالم بجلاء بأن رؤية رجوي ليست باتت قابلة للتطبيق بل انه قد تم إتخاذ خطوات دولية بهذا الاتجاه وإن العديد من القرارات و المواقف الدولية التي يتم إتخاذها بشأن ملف حقوق الانسان في إيران يتم خلالها أخذ رٶية السيدة رجوي بنظر الاعتبار، وهذا مايعطي لتحرکات و نشاطات رجوي أکثر من معنى و إعتبار و في نفس الوقت تمنح مواقفها الکثير من المصداقية و الثقة الدولية.
العالم و في الوقت الذي کان ينجرف فيه خلف الادعائات المزيفة و التمويهية لروحاني بشأن الاصلاح و الاعتدال، فإن مريم رجوي کانت تقرع ناقوس الخطر و تنبه و تحذر العالم من مغبة الانجراف خلف هذا الرجل و تطالب بأخذ الحيطة و الحذر منه، وانها في خطاباتها المتباينة لفتت الانظار مجددا الى حقيقة کذب و تمويه روحاني وانه لايختلف عن أقرانه عندما سلطت الاضواء على تصاعد حملات الاعدامات و تزايد إنتهاکات حقوق الانسان في ظل عهد روحاني بصورة إستثنائية مشددة على ان الحل بالنسبة لقضية حقوق الانسان و معظم القضايا الاخرى المتعلقة بهذا البلد يکمن فقط في تغيير النظام.
[email protected]