يبدو أن منظمات حقوق الإنسان العالمية منها والمحلية أغفلت أو تجاهلت أو “غلست” عن أهم حقق من حقوق الإنسان ألا وهو حق الحياة .. ونجد أن هذه المنظمات لا صوت لها ولا صورة ولا نفس ، عندما يتساقط مئات الناس نتيجة الأعمال الإرهابية التي تستهدفت المدن العراقية والإنسان العراقي .. فلم تصدر بيانات , ولم تستنكر ولم تعرب عن وجهة نظر عن انتهاك مستمر وبشكل يومي لهذا الحق الإلهي ، والوضعي . وعلى العكس من ذلك نجد أن هذه المنظمات تستنفر قواها ، وتنفث ريشها ، وتشمر عن اجنحتها وساعديها ، لتعلن شجبها واستنكارها واستغرابها ورفضها واستهجانها وتأسفها واعتراضها ، إذا ما حصل أن ُضرب أحد المعتقلين من الإرهابيين ” عجلا ” واحداً .. او صفع على قفاه ، فسرعان ما تبادر الى تحشيد قواها واعضائها ومنتسبيها لإعداد تقرير ، يرفع إلى المنظمة الدولية لحقوق الإنسان ، تُعلمها فيه بأن أحد الإرهابيين المعتقلين يتلقى شتى صنوف التعذيب .. وأن القوات الأمنية اعتدت على هذا الإرهابي بضربه “عجلا” ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان .. إن هذا التوجه لمنظمات حقوق الإنسان ، وهذا الإصرار على الدفاع عن هؤلاء المجرمين يجعلنا نشكك في توجهات هذه المنظمات بصفتها واجهات علنية لقوى إرهابية تعمل في السر . ففي تقرير صدر عن قسم ضحايا الإرهاب في وزارة حقوق الإنسان يجمل ضحايا الإرهاب خلال عام 2012 فقط.. وثَبت أن العناصر الإرهابية استهدفت المدنيين وقوى الأمن العراقية .. وأن الضحايا من المدنيين والعسكريين على حد سواء .. وهناك ضحايا من النساء والأطفال . وحصلت بسبب هذه العمليات أعمال تهجير ونزوح لمئات المواطنين من المناطق الساخنة .. إن آلاف الضحايا حسب إحصائية الأمم المتحدة سقطوا بين شهيد وجريح نتيجة مئات العمليات نفذت خلال الاعوام الماضية ، استهدفت الأسواق والجوامع والمدارس وساحات لعب الأطفال والمتنزهات وأماكن تجمع الناس ، إضافة إلى عمليات إغتيال بالكاتم شملت موظفين حكوميين ، وضباط في قوى الامن الداخلي والجيش العراقي . فقد أشار التقرير إلى سقوط 804 شهداء و (2447) جريحاً خلال العام 2012 من منتسبي الشرطة والجيش ، وهؤلاء المواطنون الذين تطوعوا لخدمة بلدهم والدفاع عنه يتساقطون دون أن تنبري أي من منظمات حقوق الإنسان بالدفاع عنهم ، أو استنكار حادث استهدافهم .. وقد طال الإرهاب حسب التقرير أربعة من الصحفيين العراقيين ، واثنين من القضاة .. إضافة إلى الشهداء والجرحى فأن هناك (1027) مفقوداً من المواطنين نتيجة العمليات الإرهابية ، وما زال ذووهم يبحثون عنهم أو عن رفاتهم ..
إن هؤلاء الضحايا وغيرهم ممن سقط في الأعوام التي سبقت والتي لحقت.. والذين سقطوا خلال عامي 2013 و 2014لم يستفزوا ضمير الرأي العام العالمي ، ولا ضمير منظمة حقوق الإنسان العالمية ولا المنظمات الدولية الفاعلة في هذا المجال .. لذلك نعتقد ان عمل هذه المنظمات باطل لأن توجهاتها مشبوهة ، وأغراضها دنيئة ، فهي تدافع عن القاتل وتترك المقتول ، وأن الغرض الأساس من وجودها وتأسيسها كان للدفاع عن المجرمين في السجون ، وحفظ حقوقهم وكرامتهم .. وحماية حياتهم ، بعد أن انتهكوا مع سبق إصرار حقوق الآخرين .. ومن شأن هذه المنظمات وأهدافها عرقلة انفاذ القوانين بحجة رعاية انسانية .. فهي ما زالت ضد تنفيذ أحكام الإعدام بحق عتاة المجرمين .. رغم أن هؤلاء يعدون خطرا فادحا على الإنسانية ، وأنهم يشكلون مجموعات تعمل بشكل مستمر على انتهاك حقوق الإنسان .. من قتل وابتزاز ، وخطف وتعريض حياة الناس إلى الخطر ، لقد أثبتت هذه المنظمات فاعليتها في الدفاع عن الجريمة ومرتكبيها .. في حين أغفلت الدفاع عن حقوق الضحايا .. إن هذه المنظمات ونشاطاتها المتعددة جعلت المجرمين يشعرون باطمئنان تام ، وأن لا أحد يجرؤ ان يمس شعرة منهم .. وأنهم حتى وإن اعتقلوا خارجون من السجون لامحال .. بجهود المنظمات الفاعلة ، وإن لم تفلح هذه المنظمات بإخراجهم فأنهم خارجون من سجونهم فراراً لينتهكوا حقوق الإنسان مجدداً .