23 ديسمبر، 2024 3:37 ص

حقوق الأنسان بين العامل البنغالي والمواطن العراقي!

حقوق الأنسان بين العامل البنغالي والمواطن العراقي!

لأن الأنسان هو ينيان الله لذا يتوجب على جميع الحكومات في العالم أحترام حقه في الحياة والعيش بكرامة بلا مذلة أو مهانة أو منة من أحد. أن واحدة من أهم أسباب هجرة العرب الى الغرب على أختلاف جنسياتهم ودياناتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية ومستوياتهم العلمية والاكاديمية وكفائاتهم، منذ بدايات القرن الماضي وحتى قبله والى الآن!، هو بسبب أضطهاد أنسانيتهم وكرامتهم وسلبهم لأبسط حقوقهم في الحياة في بلدانهم الى حد شعورهم بالغربة وهم في أوطانهم تلك!،عكس دول الغرب التي أحتضنتهم، وأمنت لهم هذا النقص والشعور الأنساني الكبير بعد أن وفرت لهم سبل العيش الكريم بحرية وكرامة وأنسانية وبالتالي كانت خير ملاذ آمن لهم، حيث أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف!. لقد أثار مشهد العامل ( البنغالي) الذي عرضته( فضائية الشرقية تحديدا!) قبل أيام، وكان مادة أعلامية دسمة للقناة!، وأنتشر كذلك على مواقع التواصل الأجتماعي بشكل سريع!، مشهد هذا العامل وهو يتعرض للضرب من قبل صاحب العمل الذي يعمل لديه!، والذي يبدوا أنه صاحب مذخر طبي أكثر من كونه صيدلي حسب ما ظهر عليه من خلال حديثه!، ورغم أن مشهد الضرب الذي ظهر وكأنه صور بطريقة مبيته أكثر منها عفوية!، ألا أنه أثار نخوة العراقيين وغيرتهم وتعاطفهم، وهذا ليس بجديد على العراقيين المعروفين بطيبتهم المفرطة خاصة مع الغرباء!0 وبعيدا عن أسباب الضرب وهل كان العامل البنغالي يستحق ذلك؟، وما هو الخطأ الذي أرتكبه؟، وبعيدا عن كيفية تصوير المشهد المثير للتساؤل؟، أقول مها كانت الأسباب، فأنا لست مع ضرب العامل من قبل صاحب العمل أن كان عامل أجنبي أو عراقي، وكان يفترض بصاحب العمل أن يكتفي بطرده من العمل، وليس بالضرب كما ظهر في المشهد ( صورة وصوت)، أو بالتأنيب، أو أسماعه أية كلمات، فليس من الشجاعة من أي صاحب عمل أن يضرب عامل أجنبي يعمل لديه0 ولكن الذي أثار أنتباه الشارع العراقي ولغطهم!، هو أن الموضوع تحول الى قضية رأي عام!، وسرعان ما أنتشر عبر مواقع التواصل الأجتماعي!، ولو كان الأمر حدث في الدانمارك أو النرويج المعروفة بأنها بلدان الأنسانية والعيش الكريم وطالما تصدرت دول العالم في ذلك التميز الأنساني الرائع، أقول لو وقع ذلك في بلدانهم لما تم تسليط الأعلام عليه، بالشكل الذي حدث عندنا؟! ، والذي أستدعى تدخل وزارة الداخلية وبممثل عنها (ضابط برتبة كبيرة) ، بشكل مباشرفي الأمر!، وبعد التحقق من الأمر وبحضور الشرطة، قام صاحب العمل بالأعتذار وأمام العراقيين ووسائل الأعلام، من العامل البنغالي وقبل رأسه!0 الملفت في الأمر أن العامل البنغالي ظهر عليه الأستغراب والدهشة!، وهو يرى كل هذا الأهتمام به وكأنه في حلم!، لا سيما وأنه قادم من بنغلاديش (الكاتلهم الجوع والفكر والفساد ولا وجود عندهم لشيء أسمه حقوق الأنسان!)، ولم يصدق نفسه وهو يركب سيارة الشرطة الحديثة! محاط بكل هذا الحنان والمشاعر الأنسانية من قبل منتسبي وزارة الداخلية، ولم ينتهي المشهد بأعتذار صاحب العمل من العامل البنغالي!، بل أن الضابط المكلف بمتابعة الحادث وأمام الأعلام (يسأل العامل البنغالي، أذا كان يريد أن يرفع دعوة على صاحب العمل؟، والعامل البنغالي، يؤشر بيده لا لا!، وصاحب العمل العراقي كان في موقف لا يحسد عليه!)، ناهيك عن تقديم الطعام للعامل البنغالي بكل مودة ومحبة معروفة لدى العراقيين!0 نعود الى مشهد الضرب ومشهد الأعتذار أمام وسائل الأعلام ونطرح هذه التساؤلات: من الذي قام بتصوير المشهد بطريقة المخاتلة هذه ؟ وكأنه أمر مقصود ومبيت ضد صاحب العمل؟، ومن الذي وراء تهويل المشهد الى الحد الذي جعله قضية رأي عام؟، وكأن الأمر مرتب وله غايات وأبعاد؟، صاحب العمل يعتذر ويقبل العامل البنغالي، والضابط يترك الأمر للعامل البنغالي بأقامة دعوى قضائية على صاحب العمل أم لا؟، ألا ترون معي أن الأمر يثير الغرابة والتساؤل؟0 أقول أن المشهد بكل تفاصيله بقدر ما أثار بي الغرابة ، أثار فرحي بنفس الوقت، وقلت مع نفسي، عسى الله أن يصلح بالنا وأحوالنا وننعم بالأمن والأمان وسيادة القانون وتصان كرامة وأنسانية العراقيين وحقوقهم أيضا مثل هذا العامل الأجنبي؟!0 ولا بد هنا من تسجيل شكرنا وتقديرنا، لوزارة الداخلية ممثلة بشخص السيد الوزير المحترم، وكافة منتسبي الوزارة ضباط ومراتب على متابعتهم الفورية والسريعة للحادث أعلاميا الذي عكس أهتمام أجهزتنا الأمنية بالوافد والمقيم الأجنبي أيا كان جنسيته وعمله0 ولكن الأمرلم ينتهي عند هذا!، فالمفاجأة التي حدثت هو أن صاحب العمل بث فديو عبر مواقع التواصل الأجتماعي وهو مستغرب مما حدث!؟ حيث ذكر بأن هذا الفديو قديم، يعود الى العام الماضي 2020 !!؟0 لا تعليق لدي على المفاجأة!، وسأترك الأمر للقاريء؟، وكذلك لفضائية الشرقية المتميزة والمعروفة بمتابعتها لكل الأحداث بالعراق صغيرة أم كبيرة سياسية أم أجتماعية لتوضيح الأمر؟ والله من وراء القصد.