18 نوفمبر، 2024 12:41 ص
Search
Close this search box.

حقق الحكيم ما عجز عنه الجميع

حقق الحكيم ما عجز عنه الجميع

بعد ان شاخت المساعي لتوحيد الصف بين القادة السياسين ودخلت في مرحلة سن اليأس السياسي وبعد تفاقم الوضع الامني في العاصمة بغداد وبعض المحافظات من خلال العمليات الارهابية المستمرة ووصلت الاحصائيات في عدد القتلى والجرحى خلال شهر واحد ما فاقت به اعوام الطائفية والقتل 2005 و2006 والتي أخذت مأخذها من الشعب المظلوم والتي ما كانت تميز بين طائفة واخرى , وفي أحنك الظروف بعد سقوط نظام الطاغية سعت المراجع الدينية وبعض القيادات السياسية في أجراء انتخابات حرة وديمقراطية في العراق وقام الشعب بواجبه الوطني على اكمل وجه وبدل ان تقوم الحكومة والبرلمان برد الجميل لهم والنظر الى معاناتهم والخوض في معارك تنقذهم من الموجات الارهابية الدخيلة بشتى انواعها أنما أخذوا على عاتقهم اثارت الازمات الواحدة تلو الاخرى فأصبحنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا . وبعد كل هذا أصبحت الساحة السياسية تعيش حالة من الفراغ السياسي لا يجد من يملئه من قبل شخصيات عقلائية تكون مقبولة من جميع اطراف النزاع ومحوراً لهم , والمتابع لمواقف الشخصيات السياسية يجد في رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ومساعيه الجادة للخروج من تلك الازمات هي خير من يمثل ذلك . ولا نستغرب لذلك لأن هذه العائلة من زمن عميدها المرجع الاسلامي الكبير السيد محسن الحكيم ومواقفه في تلك الفترة التي عاشها العراق ومن جاء بعده وما لمسناه من حياة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وأخيه عبدالعزيز الحكيم وسعيهم للم الشمل وتكريس مبدأ الوحدة الوطنية , وهاهو حفيدهم السيد عمار يكمل الطريق الموحش بسبب   قلة سالكيه وهو لايملك أي سلطة او منصب حكومي تجذب الأنظار له وادراك الجميع صدق نيته في جميع مشاريعه التي يقدمها لحل المشاكل , فكانت مبادرته بالطاولة المستديرة ورغم عدم الاستجابة لها من قبل أقرب الناس ظناً منهم بأنه يراد منها مكاسب شخصية لكن برغم ذلك لم تثنى عزيمته  و لكن هناك مثلا شائعاً يقول كثرة الطرق على الحديد تجعله يلين فخرج لهم بمبادرة الأجتماع أو اللقاء الرمزي بعدما بلغت القلوب الحناجر وأخذ الشيطان من جديد يرقص على أنغام المفخخات وبعد وصول البلد الى نفق مظلم وباتت وجوه العراقيين البائسة وأملها في خروجهم من هذا المأزق الطائفي المتجدد غير حاضرة على أرض الواقع واخذت اخبار العراق تتصدر نشرات الاخبار في معظم القنوات الفضائية ., فقام السيد الحكيم بمفرده بجمع كافة الاطراف المتنازعة والمتفرجة ولكافة الطوائف الدينية في العراق ولأدارة الوقفين الشيعي والسني للخروج بأضعف الايمان ولو برسالة تطمين للشعب العراقي بأننا موحدين بكل أطيافنا ورسالة رفض للطائفية المقيتة, وبرغم من عدم أخذه صدى أعلامي واسع لهكذا مشروع من شأنه ان يوقف نزف الدم العراقي ولكنه أثلج قلوب العراقيين وأذاب كتلة الجليد التي كانت جاثية على قلوب المتخاصمين واستهل السيد الحكيم حديثه بقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا ) . مثل هكذا مشروع ويأتي من شخصية تريد ترسيخ سلطة الفصل لا سلطة الانحياز لهذا الطرف او ذاك والاحتفاظ بمسافة واحدة من الجميع ونجاحها في بث ثقافة المعارضة الايجابية وقول كلمة ( لا) بدون ضجيج غير معهود عراقياً هذه كلها كانت عوامل نجاح ومقبولية من كافة الاطراف .ولننظر في القادم القريب لعله يفتح ابواب للقاءات اخرى مماثلة تكون مكملة وقادرة على حل المشاكل والازمات ,لكن يجب ان تكون النيات وطنية خالصة صادقة في القول والعمل وعدم تجاهل أي مكون عراقي مهما كان حجمه والايمان بان حكم العراق يجب ان يكون بمبدأ الشراكة الوطنية المستحقة لأنه شئنا أم أبينا هذه هي الوان الطيف العراقي التي لايمكن محوها .

أحدث المقالات