المقدمة :
لا زالت هذه الشخصية بنهجها الأسلامي الجلي تنتج أفعالا مثيرة للأنتباه والجدل ، خاصة في سعيه الى مساندة كل فعل أسلامي ، مهما كان نهجه ، حتى لو كان ضد مصلحة الشعوب ، وهذا يتضح / مثلا ، في وقوفه الى جانب محمد مرسي / الرئيس الأسبق لمصر ، والأخوان المسلمين في مصر ، وبكل وقاحة ، يشاركهم حتى في مناسباتهم ، كبكائه على مقتل أسماء أبنة القيادي المصري في الأخوان محمد البلتاجي ( في مقابلة متلفزة في 2013-08-23 نقلا عن قناة أخبرني ) / الذي كان له دورا تخريبيا رئيسيا في مصر ، وأحد الذين ساهموا في حريق مصر مع القيادي الاخر في الجماعة سئ الصيت المهندس خيرت الشاطر ، وناسيا دور تركيا في كونها الممر الستراتيجي لدخول أرهابي العالم الى سوريا ، لمد داعش بالمجاهدين ، ودوره الأخر التمويلي لداعش ، المتمثل في شراء النفط المهرب بواسطتها بأبخس الأسعار ، ضاربا عصفورين بحجر واحد – وهو تقديمه عونا ماليا لداعش ولأقتصاده بنفس الوقت ، هذا الرجل / السلطان ، هو .. رجب طيب أردوغان : ( ولد في 26 فبراير 1954 ، هو رئيس تركيا الثاني عشر – الحالي منذ 28 أغسطس 2014م ، ورئيس وزراء تركيا من مارس 2003 حتى أغسطس 2014 وقبل هذا كان عمدة مدينة إسطنبول التركية من 1994م إلى 1998م . وعضو حزب العدالة والتنمية الذي يملك غالبية مقاعد البرلمان التركي . ويعتبر أحد أهم المسؤولين في العالم الإسلامي. ) ، الذي يسعى حثيثا لأسلمة تركيا من جديد ، بعد أن كانت دولة علمانية منذ كمال أتاتورك والى عهد أحمد نجدت سيزر (13 سبتمبر 1941 –الأن ، سياسي تركي من أصول شركسية رئيس الجمهورية التركية الأسبق . تولى الرئاسة من 16 مايو 2000 إلى 28 أغسطس 2007. ) ..
النص :
أما موضوعنا الذي نحن بصدده ، هو طريقة أدارة أردوغان لأزمة أسقاط تركيا لطائرة سوخوي 24 الروسية ، في 24.11.2015 ، والتي كانت غير موفقة و من جميع الجوانب :
1. قالت قناة العربية سكاي نيوز في يوم الثلاثاء 24 نوفمبر ، 2015 ( .. أكد الجيش التركي ، الثلاثاء ، أن مقاتلاته أسقطت مقاتلة روسية قال إنها اخترقت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية ، في وقت نفت مصادر روسية دخول الطائرة للمجال التركي ، كما أشارت أنباء إلى مقتل أحد الطيارين وأسر آخر .. ) ، هذه أول صدمة عسكرية ترتكبها تركيا ، ليس من باب السماح لأي دولة أن تخترق الأجواء الأقليمية لدولة أخرى ، ولكن هل هذا الفعل هو الحل الأمثل في معالجة هكذا وضع متشابك وفي خضم ظروف حساسة يمر بها الشرق الاوسط ، بل العالم أجمع ، أيكون معالجة الأمر ، من قبل تركيا و أردوغان هو هذا الفعل المتسرع الذي ستكون عواقبه ليست على المنطقة فحسب ، بل على حلف الناتو / الذي تركيا عضوا فيه ، وعلى العالم ، وعلى حلفاء روسيا اليوم ، التي هي من المؤكد ليست روسيا أيام ” الرئيس بوريس يلسين ” (1 فبراير 1931 – 23 أبريل 2007 ، أول رؤساء روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي . يُعد عهده فترة مظلمة في التاريخ الروسي الحديث لم يشهد الروس مثلها حتي أثناء الاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية أو قبل الثورة البلشفية – وهي فترة شهدت انتشار الفساد ، وانهيار اقتصادي هائل ، والمشاكل السياسية والاجتماعية .. / نقلا عن الموسوعة الحرة ) ، أن أردوغان شعل فتيلا جهنميا ، سيكون أطفائه أو أخماده مكلفا جدا ، لأنه سيستغل روسيا أحسن أستغلال هذا من جهة ، وستدفع تركيا ثمنه أضعافا مضاعفة ، هذا من جهة ثانية ، ومن المؤكد أذا أمتد فتيل النار ، سيطال حلفاء روسيا وفي مقدمتهم أيران والصين ، وحلفاء تركيا ، أي حلف الناتو .. ! هذا من جهة ثالثة .
2. حرب الثواني / مدة أختراق طائرة السوخوي 24 للأجواء التركية ، أول الأمر قالت تركيا أن مدة أختراق الطائرة الروسية للأجواء التركية هو 30 ثانية ، ثم أفادت (CNN) ” كشف مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية ، الثلاثاء ، أن “البنتاغون” قام باحتساب المدة التي اخترقت فيها الطائرة الروسية للأجواء التركية قبل إسقاطها من قبل طائرتي أف-16 تابعة لسلاح الجو التركي ، وتبين أن هذه المدة تقل عن 30 ثانية ” ، بينما ” موقع شفق ” يفيد غير ذلك ” تباينت الروايات بشأن مدة ومساحة اختراق الطائرة الروسية التي تقول أنقرة إن طائراتها أسقطتها الثلاثاء داخل الأجواء التركية ، من بين 5 دقائق إلى 30 ثانية ، لكن الحقيقة تبدو غير ذلك . وحسب الرسالة العاجلة التي أرسلتها تركيا إلى الأمم المتحدة حول الحادث ، فإن الطائرة الروسية لم تدخل المجال الجوي التركي إلا لمدة 17 ثانية فقط وبعمق في حدود الميل الواحد . ويعزز ذلك الاتهامات بأن النية التركية كانت مبيتة لقصف الطائرة الروسية . يشار إلى أن ما ذكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطابه بشأن الحادث الذي وقع الثلاثاء من أن ” أنقرة تحترم حدود الدول المجاورة ولا تنتهكها ” عار عن الصحة تماما . فالوقائع المتكررة لانتهاك الطيران التركي للأجواء السورية مثبتة، وأبلغت بها الأمم المتحدة لكنها لم تحظ بأي اهتمام إعلامي . أما الانتهاكات التركية الأكثر عددا وحجما فهي للأجواء العراقية ، ولطالما اشتكت الحكومة العراقية من انتهاك الطيران التركي لمجالها الجوي بل وأراضيها ايضا . المفاجأة هنا هو دخول علم الفيزياء في تحديد مدة الأختراق الذي حدده ب 7 ثواني للغير ، فقد أفاد موقع اليوم السابع بالأتي ( كتبت ” إسراء حسنى ” من النادر أن نرى الفيزياء تستخدم كأداة فعالة للتعليق على الأحداث الجارية، ولكن فى حادث إسقاط الطائرة الروسية تغير الأمر وقام عالما الفيزياء الفلكية “توم فان دولسيرليرا” و”جيوفانى لابينتا”، من جامعة Belgian KU Leuven باستخدام بعض الميكانيكا النيوتونية البسيطة لإظهار أن كلا من الحسابات الروسية والتركية للحادث خاطئة تماما ، وهذا عن طريق دراسة الفيديو والخرائط التى اعتمد عليها كل من المسئولين الأتراك والروس فى توضيح وجهة نظرهم ورمى الاتهامات. حقائق تكشفها الفيزياء بشأن الطائرة الروسية وفقا لموقع motherboard الأمريكى فإن العالمان استخدما العلم وقاما بإجراء بعض الحسابات التى أدت بالعلماء إلى معرفة حقيقة الـ17 ثانية التى قضتها الطائرة الروسية فى المجال الجوى التركى، فوفقا للخريطة التركية يمكن ملاحظة أن الطائرة تحطمت على بعد ثمانية كيلومترات من المكان الذى ضربت فيه، وعلى هذا الأساس تم حساب السرعة وهى 980 كم/ ساعة، وبعد ذلك تم أخذ السرعة ومقارنتها بالمسافة التى قطعتها الطائرة الروسية فى المجال الجوى التركى وفقا للخريطة الصادرة من تركيا، وتم إيجاد أن تلك المسافة كانت 2 كيلومتر ومع ربطها السرعة التى توصلا إليها مسبقا، ظهر الخطأ، فقال الفيزيائيان إنه وفقا للبيانات التى كشفتها تركيا بنفسها فإن الطائرة الروسية كانت فى المجال الجوى لمدة سبع ثوان فقط وليس 17 ثانية، وإذا كانت تركيا تقول الصدق والطائرة دخلت مجالها الجوى لمدة 17 ثانية فكان من المفترض أن تحلق بسرعة 420 كلم / ساعة، وهذا ما كذبه الفيديو المنشور، كما أنهما أثبتا كذب تحذيرات تركيا للطيار الروسى . ) . من هذا نرى أن رواية الأختراق التركي لم تكن دقيقة حيث أنها ليست 30 ثانية وليست حتى 17 ثانية ، بل أنها 7 ثواني . 3. التحذيرات العشرة للطائرة الروسية ، أفادت وكالة CNN في حينه ( .. وكان الجيش التركي أعلن أمس أنه حذر الطائرة الروسية 10 مرات خلال 5 دقائق بعد انتهاك المجال الجوي التركي ، بينما أكدت روسيا أن طيارتها كانت في المجال الجوي السوري على بعد 4 كيلومترات من الحدود التركية . ) .. لم تحدد تركيا بالضبط أين كانت التحذيرات ، لو كانت على الأراضي التركية فأني أرى أن رواية تركيا غير صحيحة ، لأنها قالت أن عدد التحذيرات 10 خلال 5 دقائق ، بينما مدة الأختراق هي 7 ثواني ! ، أذن تم التحذير خارج الحدود التركية أي على الأراضي السورية ، بينما لو حدثت التحذيرات على الاراضي السورية / وهذا ممكن ، بالرغم من نفي روسيا لها ، ( حيث يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن الطائرة الروسية لم تدخل الأجواء التركية قائلا إنها أسقطت على بعد أربعة كيلومترات عن الحدود التركية داخل الأراضي السورية واصفا الحادثة بأنها “طعنة في الظهر.” ) ، فهذا دليل على أن الأسقاط تم على الأراضي السورية دون أختراق الطائرة للأجواء التركية ! وحتى أن حطام الطائرة الروسية وجد داخل الحدود السورية وببعد 4 كم عنها ..
4. معرفة هوية الطائرة – أردوغان وقيادة الجيش تناقضت تصريحهما حول هوية الطائرة ، فبينما من البديهي والمعلوم أن تكون قيادة الجيش التركي تعلم مع من تتعامل من الطائرات ، صرح أردوغان أنه لو علم أن الطائرة روسية لما أسقطتها المقاتلات التركية ، أي أردوغان ناقض بيان قيادته العسكرية !.. فصرحت قناة RT ) نقلت وسائل إعلام عن صحيفة “سوزجو” التركية أن سلاح الجو التركي يعرف هوية كل الطائرات في الأجواء المحيطة ، ما يعارض قول الرئيس التركي : ” لو علمنا أن الطائرة روسية لتصرفنا بشكل مختلف”. وانتقد المصدر العسكري الذي نقلت عنه الصحيفة تعجل الرئاسة بالإعلان عن “إسقاط طائرة روسية”، مؤكدا أن الجيش حاول “إصلاح هذا الخطأ المتهور” ببيانه الذي صدر لاحقا وأشار إلى إسقاط طائرة “مجهولة الهوية”، وقال : ” لو يتعلم هؤلاء السياسيون الصمت لاستطعنا ربما حل المسألة بشكل أسرع ” ) . وهذا أيضا دليلا على أنه وقت القصف التركي للطائرة كانوا على يقين أن الطائرة كانت روسية ! لان القيادة التركية لديها من التقنية المتطورة التي تحدد نوع الطائرة !
5. التغير في حدة و لهجة التصريحات التركية – تغيرت نبرة وحدة تصريحات أردوغان ، فبينما أشار الى جملة ” اللعب بالنار” ، وعن عدم أعتذاره لروسيا ، حول أزمة أسقاط الطائرة ، وهذا ما جاء حسب وكالة BBC ( .. حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان روسيا في كلمة ملتفزة مما وصفه “باللعب بالنار” بشأن الأزمة التي اندلعت بين البلدين ، وذلك بعد أن اسقطت تركيا مقاتلة روسية عند الحدود التركية السورية . ) بينما في جانب أخر وبعيدا عن حق تركيا في أسقاط أي طائرة في حالة أختراقها لمجالها الجوي ، بين أردوغان حزنه لعملية أسقاط الطائرة ، وهذاما جاء بالعربية سكاي نيوز ( أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، السبت ، عن حزنه لإسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية كانت تجوب الأجواء على الحدود بين سوريا وتركيا قبل 4 أيام .. ) ، وسعى جاهدا أردوغان بعد ذلك من جانب ثالث للقاء بوتين في قمة المناخ في باريس ، ولكن لغاية 30.11.2015 لم تفلح جهوده .. والسؤال هنا لماذا أردوغان يلعب بالكلمات والتصاريح ، وحسب مصالح ومساندة الحلفاء ، فكان من المفروض به أن يعتذر ويقلل من شدة الأزمة وليس حلحلة اللأزمة ، لأن الأزمة بدأت ، وسيكون هناك زمن أو حقبة قبل وبعد أسقاط الطائرة الروسية !
الأمر الأن ليس مجرد أسقاط طائرة ، ولكن السؤال لم هذا التصرف وفي هذا الوقت بالذات ، ألم تستطع تركيا أن تضبط أعصابها حيال أختراق طائرة لأجوائها لثواني معدودات ، وهي التي تصول وتجول برا وجوا على أجواء وحدود العراق الأقليمية وحتى ىسورية ، هل الأمر مخطط له ، وكيف أستلمت تركيا جثة الطيار الروسي وسلمته الى روسيا ! وهو كان بحوزة قوات المعارضة / التركمان ، التي تحارب النظام السوري ، أن الأجراء التركي كان فعلا غير مدروسا ! ولكن من المرجح أن يكون مخططا له !! لأن تركيا تعلم علم اليقين أن روسيا تنفذ عملا عسكريا في سورية ، أن هذا الفعل سيخلق أزمة عسكرية في المنطقة ليس لها أخر ، خاصة وأن تركيا لها دورا مشبوها بمساندتها للأرهاب الأسلامي المتطرف ، في المنطقة … وسيشار الى هذه الأزمة بأزمة ما بعد حادثة ” أسقاط الطائرة الروسية سوخوي – 24 ” في 24 نوفيمبر 2015 .