17 أبريل، 2024 11:54 ص
Search
Close this search box.

حقا انها مجرد اكذوبة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل ايام قلائل تناولت وسائل الاعلام تصريحا صحفيا للنائب عن دولة القانون سامي العسكري قال فيه ان التحالف الشيعي الكوردي مجرد اكذوبة ’ وهو تصريح يعكس طبيعة الخلاف السياسي بين التحالف الكوردستاني  ممثلا في الحزبين الرئيسين ( الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني  ) من جهة وبين التحالف الوطني ممثلا في ائتلاف دولة القانون من جهة ثانية وهو ايضا بداية لتداعي عرى التحالفات القديمة بين الاحزاب الشيعية وفي مقدمتها حزب الدعوة الاسلامية والاحزاب الكوردية وفي طليعتها الحزبان الرئيسان . ولكن هذا الواقع لايعكس بالضرورة خلافا بين الشيعة والكورد لان الاحزاب الشيعية لاتمثل جميع الشيعة بقدر ماتمثل منتسبيها ومؤيديها مثلما لم يمثل الحزبان الكورديان جميع االكورد في العراق , وتأسيسا على ذلك يمكن القول بعدم وجود تحالف بين شيعة العراق وكورده بقدر ما يوجد تحالف  سياسي بين احزاب شيعية واخرى كوردية .
صحيح ان التحالفين الشيعي والكوردي لهما الثقل السياسي والانتخابي الذي لايستهان به لكني اعتقد ان هذا الثقل مرتبط بالاصطفافات الطائفية التي نشات بعد عام 2003 لاسباب عديدة لامجال لذكرها هنا  لكنها بتقديري جاءت كردة فعل لما عانته الاحزاب الشيعية والكوردية من اضطهاد طائفي وقومي على يد النظام السابق وما لحق بالمواطنين الذين يقطنون المناطق الشيعية او الكوردستانية من قمع واضطهاد تبعا لذلك , لكن استمراره من عدمه يرتبط بما ينشأ من ردود فعل داخل المجتمع العراقي بعربه وكورده في المستقبل نتيجة الاخفاق الكبير في المجالات السياسية والاقتصادية واعادة البنى التحتية شبه المدمرة وانتشار الفساد والمحسوبية وصعود قيادات هزيلة في ادارة الدولة وعلى مختلف الصعد ما ادى الى تخلف العراق في جميع المجالات بالقياس الى ما يمتلكه من ثروة هائلة يمكن ان تنقله الى مصاف الدول المتقدمة  ولكن بنسب متفاوتة مابين الاقليم والمركز.
 لقد وقع السياسيون الكورد بنفس الفخ الذي نصبه النائب العسكري حينما راحوا يحاولون تفنيد ماذهب اليه واسماه التحالف الاكذوبة مؤكدين بان هذا التحالف مازال قويا وسيظل كذلك وان انهياره يعني انهيار العملية السياسية بالكامل وراحوا يصفون رأي العسكري باوصاف شتى , ما يؤكد العزف على الوتر الطائفي والقومي حتى في الخلافات السياسية من اجل حسابات سياسية وربما انتخابية لكسب المزيد من المؤيدين لهذا الطرف او ذاك وخاصة في المناطق المختلف عليها, وبالتالي فان الخاسر من هذه التجاذبات السياسية هو شعب العراق بعربه وكورده وسائر مكوناته المتآخية الاخرى اذا لم يكن اليوم ففي  المستقبل غير البعيد , وان ماذهب اليه العسكري من ان التحالف الشيعي الكوردي مجرد اكذوبة لم يبتعد عن الحقيقة قيد انملة لانه لايوجد مثل هذا التحالف اصلا الا في نظر بعض السياسيين اما التحالف الحقيقي بين العرب والكورد وبين سائر المكونات الاخرى فهو الحقيقة الباقية التي لايحجبها غربال المحاصصة .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب