قد يكون عنوان المقال غريباً نوعاً ما لكن لابد من تعرية الحقيقة لإقناع الأطراف المتشككة بقيادة الإقليم ومسيرتها النضالية التي نهلت من مدرسة الفداء والتضحية والتي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد وأن أضع النقاط على الحروف قياساً مع الديمقراطية المنفلتة التي تسود بغداد إنطلاقاً من المثل القائل ( على حس الطبل خفن يا رجلي ) عندما بدأ الإعلام في تجميل الصورة المشوه من خلال ما يطبلون ويزمرون متربصين لكل ما يحلو لهم لتشويه الصورة الجميلة والبراقة للإقليم أمام الرأي العام والشارع العراقي .
أليس من المضحك أن تتحدث حكومة بغداد عن الفساد في كوردستان وكأنهم من الأولياء والصالحين الذين نشروا عدالة السماء في الأرض وما خفي كان أعظم من الفساد الذي يسود جميع مؤسسات الدولة دون إستثناء بلا وازع ولا رادع , حتى وصل الأمر الى المناصب السيادية لتباع وتشترى في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من السلطات الحكومية , أم أن الديمقراطية في نظرهم مجرد شعارات وكلام أجوف يوجه الى البسطاء من الشعب ومنظومة من التهديد والرعب والقتل على الهوية والعراقي المغلوب على أمره ينتظر الموت كل ثانية وينام على أنغام موسيقى الأسلحة وشم رائحة البارود وقعقعة سيوف اللصوص وإرهاب الميليشيات وعصابات المافيا التي تصول وتجول علناً في شوارع العاصمة وتحت مظلة الدولة وبمسميات ما أنزل الله بها من سلطان , فما فائدة وطن يتحدث يوميا عن الديمقراطية بالأقوال وشعبه جائع، ومدنه خربة، وأمنه منفلت، وشوارعه منتشرة بجثث المغدورين !
أليس إقليم كوردستان يعيش في دورة حياة مطمئنة بدكتاتوريته التي ينعته بها أعداء اليوم وأخوة الأمس , بعد أن تم تأسيس نظام أمني يحمي الكوردستانيين بمنظومته الأمنية الرصينة وإحكام قبضته على مقاليد الأمن والكوردستانيين ينعمون بالحرية والأمان , وتمكنت القيادة وبتضحيات قوات البيشمركة الأشاوس من إنقاذ الإقليم من شر الهجمات البربرية التي تعرض لها من قبل أعتى منظمة إرهابية عرفها الـتأريخ المعاصر , و بحكمة وحنكة قيادته السياسية تمكن من الخروج من عنق الزجاجة بعد إفتعال الأزمة من قبل حكومة بغداد بفرض الحصار الإقتصادي على المطارات والمنافذ الحدودية لقتل شعب بأكلمه تعادل في وحشيتها جرائم الأنفال السيئة الصيت التي قام بها النظام المقبور , ناهيك عن العاصمة هولير وتألقها بجمالها ونظافتها وعمرانها لتضاهي عواصم العالم المتقدمة حتى غدت ملاذا ً آمناً للملايين من الذين هربوا من سعير الحرب وطاحونته بعد إحتلال عصابات داعش الإجرامية لثلث مساحة العراق ومن كل الوان الطيف العراقي بقومياته وطوائفه ومذاهبه وملله ونحله , ومن المعيب أيضاً أن تكون كوردستان ملاذاً آمناً لرجال الدولة العراقية وساستها بدون إستثناء من الذين يتبجحون بالديمقراطية في المؤتمرات الصحفية وفي القنوات الفضائية ولايستطيعون من توفيرالحد الأدنى من الأمن الذي جعلهم يهربون من العاصمة بغداد والذي بات من أولويات الحياة فلا سياسة ولا إقتصاد بلا أمن .
فعن أية دكتاتورية يتحدثون ؟ كان الأولى بهم أن يلتفتوا الى معاناة شعبهم المغلوب على أمره والذي إنبرى في مظاهرات عارمة في غالبية المدن والتي باتت تجوب الشوارع لإنعدام الخدمات الضرورية للعيش ولو على هامش الحياة ويضعوا المصلحة العامة فوق مصالحهم الشخصية بعيداً عن المزايدات الوطنية والوعود الكاذبة والشعارات الرنانة أيام الحملات الأنتخابية وكأنهم يعيشون في واد والشعب في واد آخر .
ستبقى كوردستان شوكة في عيون الحاقدين وسيمضي الإقليم الى كوردستان أقوى لأن قوة الإقليم من قوة البارتي بعد تشكيل الحكومة الجديدة والأمل يحدو الكوردستانيين بالقيادة الشابة من أجل توفير أفضل الخدمات في العيش الرغيد ونسيان سنوات الضياع والتهميش الذي لحق بالكورد على أيدي الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة التي حكمت العراق .
منطقة المرفقات