18 ديسمبر، 2024 4:49 م

حقائق من زمن التضحية

حقائق من زمن التضحية

انه التاريخ ايها السادة، وقد خط على الواح صنعت للخلود، وعلى الجدران لتتسع للكتابة.
في البلاد القديمة ومن الزمن الغابر، تأتي الاخبار لمجتمعات صنعوا تاريخهم بأيديهم، ثائرين تارة ومحررين تارة اخرى، لم يسكنوا لراحة، يستنهضون الهمم في كل وقت، دأبهم العدل وسلاحهم الفكر، اول من وضع قوانين الانسانية وآخر من دافع عنها .

ثوراتهم يشهد لها القاص والدان، بدأت مع بداية النشأة الاولى، حتى تزامن كتابة تاريخ الحضارة والعراقة بالثورات على الظلم، وكأنهما توأمان لا يفترقا، حتى يردا الى الحوض، أول المضحين في زمن التضحية، وأول المتضبضبين في زمن الشفافية، يتأملون القيادة منذ دهور ولم يفقهوا ان لا قيادة للمضحين .

شدوا مأزرهم على أبليس منذ ايام اللعنة الاولى، وصاحوا فليسقط ابليس ومن معه، فصاروا يفتدون الوطن ويضحون القرابين الى تنين الحرية، خذ حتى ترضى، ولم يرضى عليهم ليومي هذا، لا يحتاجون إلا إيماءة بسيطة، هناك ظالم وأنتم المظلومين، راحو يزعزعون سلطانه وقلعه من الجذور، والمفارقة بعد كل ظالم يدحروه، لا ينادون بحكم .

والقصد ابناء الجنوب، فبعد كل الثورات التي حدثت وعلى مر التاريخ تجد انها جنوبية، وما حدث في ثورة العشرين، وما سجل من انتصار كان وما يزال حديث العالم بأسره، ذلك لعدم تكافؤ القوى في ذاك الوقت، فقد اقعسوا المدفع الجبار ببعض الاسلحة التي صنعتها ايديهم، ومما امتلكه مترفي القوم.
صاح رجل الدين لا للسياسة، وأنكبوا رافضين وضاعت اول الفرص ليكونوا قادة القوم .

وبعدها الانتفاضة الشعبانية، ضد اظلم حكم، أشتعل فتيلها بقداحة جنوبية المنشأ، فصارت الجثث مرمى لرصاص القوي حينذاك، لكن الانتفاضة تصادرت وصار ابطالها للمنتصر الذي صاغ وقائعها وفق مايشتهي، فظهر مثل كل مرة مدعي يسطر بطولاته، في الثورة التي لايملك منها ابناء الجنوب، سوى الحزن والذكريات المؤلمة المتلألئة في اوجه الثكالى وذكريات الطريق .