23 ديسمبر، 2024 9:02 ص

حقائق لا يسعى لها أحد .. حكومة على الشيعة فقط

حقائق لا يسعى لها أحد .. حكومة على الشيعة فقط

فقرات الدستور العراقي واضحة جدا وكتبت في اوقات ليست كهذه التي نعيش فيها اليوم مع الاستعانة بعشرات الدساتير الاوربية والأسيوية والإفريقية لنخرج بدستور مزيج من ثقافات وحضارات وتقاليد مختلفة غير متجانسة وللتذكرة كان من الممكن عدم الاستعانة بكل ذالك الكم من الكتابات ومن دول مختلفة الامزجة والأجواء وبناء دستور يعتمد على الاسلام كمشرع وعلى الدساتير العراقية قبل العام 2003 او استضافة اشخاص اختصاصيين عراقيين اساتذة لهم القدرة على تكوين وسن فقرات الدستور العراقي الجديد واي تفسير او حاجة يمكن العودة لهم مع كل هذا الذي حدث ظهر الدستور
وذهب العراقيين للاستفتاء عليه بدفع واضح من المرجعية المباركة وبدأ العمل به كأساس لمسيرة العراق في مرحلة اشد المراحل صعوبة وأكثرها عدم استقرارية وتوجهت الاحزاب للانتخابات وبدأت رحلة اللهاث نحو السلطة والصراع بين تلك الكتل الذي بدا واضح ان الصراعات فيما بينها لايراد لها ان تنتهي ليدخلوا العراق في حرب طائفية واثنية وقومية ويسحق تحت الاقدام العشرات من ابناء هذا الوطن الذي ما نفك العيش الا في حال من الغليان وعدم السكون والهدوء من اجل ابناءه فيصبح مرتع لكل من هب ودب وكل من يريد ان يجرب حظه وقوته وباسه على ارض العراق ارض السواد ارض
النهرين من المخابرات والمستوردات القبيحة المشوهه التي وجدت لها من يسقيها ويؤجج اوارها نار تفتك باخضرها قبل يابسها حتى استحال على المواطن ان يتأمل العيش في هذه الرقعة الجغرافية على هذه الارض ففكر في الهرب الى اقاصي الدنيا طلبا للأمن والامان والعيش الرغيد وهو يرى بلده قسمه الاهل قبل الاعداء فصار العراقيون ينادون بمذاهبهم وقومياتهم وديانتهم قبل ان ينادوا بوطنيتهم وهكذا اصبحت الحكومة العراقية بعيدا عن الدستور عبارة عن حصص وأجزاء وكل ينادي بحصته ويريد الاستحواذ عليها من اجل منافع شخصية اولا ومنافع حزبية ثانية ومنافع مذهبية
وبعدها اذا ابقى شيئا يكون هناك سهما لمنافع وطنية وهذا مالم نراه ابدا في كل هؤلاء المتسيدين على المشهد السياسي الحكومى الى يومنا هذا وأخيرا تجزأ العراق رغما وغصبا عن شعبه وبأمتياز ساسته وارتباطاتهم بأجندات خارجية تسيرهم نحو المجهول الذي بانت طلائعه دخانا اسود وهو العودة الى خرائط التقسيم الذي يوميا نرى المنادين بها يصرخون بلا خجل وبلا وجل ولا استحياء من اهلهم ووطنهم وذويهم ..
لتظهر الى الوجود كلمة المحاصصة وتبعتها المقبولية وغدا سنرى تعبيرا اخر ينتهي بتقسيم العراق جغرافيا ..اليوم الحكومة العراقية موزعه هكذا وحسب المناصب رئيس كردي ووزراء شيعي وبرلمان سني ووزارات ايضا متوزعة هكذا بين السنة والاكراد والشيعة وحسب الاتفاقيات (وأعطيك وتعطيني واوافق لك لتوافق لي )وهكذا يعيش العراقيين ولو نصل الى آخر كابينة وزارية يقودها السيد العبادي الذي وصل الى الحكم حسب المقبولية لراينا اننا لا نعيش على ارض لدولة بل نعيش على ارض لقوميات ومذاهب واصبحت المدن والقصبات العراقية يسكنها شعب ينتمون لطائفة واحدة او قومية
واحدة او مذهب واحد ونادرا ترى مدينة عراقية متجانسة بصورة عفوية وبريئة كما هو الحال قبل عشرات السنين فلا يسأل عن الكردي ولا عن المسيحي ولا عن السني ولا عن الصابئي ولا عن ولا عن ..
النظر بتمعن الى الحكومة العراقية يجد انها حكومة ضعيفة لا تمد بجناحها الى كامل التراب العراقي وقوانينها وقوتها تتوقف عند حدود معينة وعلى رقعة جغرافية ايضا معينة بل وعلى مكون واحد فقط والواقع لابد ان يرى بعينين سالمتين وليس بعين واحدة وأخرى عوراء ..
كل المكونات مشتركة بحكومة العبادي حكومة المقبولية وزراء من السنة والشيعة والأكراد وبعض من التركمان والمسيح وكل هؤلاء يسمون بحكومة العراق الوطنية والتي من المفروض ان تكون لها اذرع تصل الى شمال وجنوب العراق والى شرق وغرب العراق لكن الحقيقة ان هذه الحكومة اليوم لا توجد لها اي صلاحيات ولا اي وجود على ارض اقليم كردستان اي انها تتوقف ولا يسمح لها ان تمارس عملها كحكومة فدرالية على كامل التراب العراقي حتى الوزارات السيادية كالخارجية والدفاع والمالية تتوقف عند حدود الاقليم مع العلم ان هذه الحكومة يوجد فيها اليوم وزراء اكراد ولوزرات
سيادية وفيها نواب يقررون ويشرعون لكن هؤلاء النواب لا يشرعون للإقليم ولا توجد اي علاقة بهم فهم يقترحون ويشرعون لبقعة اخرى ليس للأقليمهم وحتى رئيس الجمهورية الكردي لا صلاحيات له في الاقليم لأن للإقليم رئيسا ورئيس لحكومة ووزراء وبرلمان وهؤلاء الشخصيات التي ارسلهم الاقليم لا يعملون ولا يضعون الاقليم ضمن عملهم بل لغير الاقليم ورواتب هؤلاء ومخصصاتهم ومنافعهم كلها من اموال بغداد الرئيسية وليس من اموال الاقليم والاغرب من هذا كله ان الرجل الثاني في وزارة الدفاع رئيس اركان الجيش العراقي لا علاقة له بجيش الاقليم (البيشمركة) اذن لنخرج
هذه الرقعة من حقيقة يجب الاشارة لها ولو على مضض فالاقليم بعيدا عن حكومتنا ولا علاقة لحكومتنا بالاقليم ..
الى هنا والامر لم ينتهي بعد فالحكومة الحالية يتواجد فيها اكبر عدد من الشخصيات السياسية من وزراء وبرلمان ومدراء عامين وبالذات من المكون السني لمدن عراقية سنية المذهب ولا يوجد فيها غير ابناء المكون السني ويقدر نسبتهم في الحكومة بأكثر من الثلث وهؤلاء السادة يعملون بحكومة العبادي ولا لهم اي سلطة بمدنهم السنية فتلك المدن غادرت بقدرة بعض من اهلها لتصبح مدن محتلة من قبل الدولة العراقية في العراق والشام (داعش) وأنخرط في صفوف هذه الدولة القادمة من خلف الحدود الكثير من الشباب واصبحوا مقاتلين يحاولون الوصول الى ابعد نقطة حسب اوامر قائد
تلك الحكومة ابو بكر البغدادي اي ان مدن الرمادي والموصل وتكريت وبعض من ديالى هي الاخرى مدن لا يعمل لها الوزراء ولا يصلون لها ولا يقدمون لها اي خدمات ولا لهم اي صلاحيات في تلك المدن ولا حتى يستطيعون الوصول لها بل حتى الحكومات المحلية لمدن الموصل والرمادي قد هربت مع من هرب الى الوسط والجنوب او الى الشمال وبات الوضع في تلك المدن السنية لا يحسد ولا يحمد فهو يعيش تحت شعار تلك لخرقة السوداء التي كتب عليها من الاسفل الى الاعلى لا أله الا لله محمد رسول الله وهكذا صارت بعد هذه الهجمة الداعشية ان مدن السنة ايضا خارج صلاحيات الحكومة العبادية
والمقبولية واصبح وزراء السنة وبرلمانيهم ورئيس البرلمان ونواب الرئيس والوزراء يعملون في حدود رقعة جغرافية واحدة فقط هي المنطقة الشيعية ولا لهم اي صوت هناك في مناطق الاكراد والسنة .
اذن من كل هذا يعني ان حكومة السيد العبادي لا وجود لها في اكثر من نصف رقعة العراق الجغرافية وهي بعيدة عن ذالك النصف وهي تعمل مع الجميع من النواب والوزراء السنة والشيعة والاكراد تحت مسمى الحكومة العراقية التي مقرها بغداد لكن هذه الحكومة ببرلمانها ودفاعها وجمهوريتها وماليتها تطبق قوانينها فقط على المنطقة الشيعية الممتدة من الفاو الى سامراء وهذه المنطقة الشيعية التي يتميز ابناءها بالاندفاع والغيرة على وطنهم والتطوع للقتال لدحر قوات داعش ومجابهة تلك الفتاوي المريضة وهكذا نرى الحكومة العراقية اليوم يمتد عملها وسطوتها وتنفيذ
قوانينها ودستورها على بقعة محددة فقط من الرقعة الجغرافية لدولة العراق على الخريطة في منطقة تتمركز فيها الطائفة الشيعية حصرا ومن جنوب العراق مدينة الفاو الى سامراء شمالا ومن شرق العراق المدن الشيعية المحاددة لأيران كالعمارة والكوت وبعض من ديالى والى منطقة غرب بغداد في احياء ابو غريب فقط وليس غير هذه المناطق من اثر لوجود حكومة العراق االفدرالية حكومة السيد العبادي التي تتواجد في بغداد واجنحتها مقصوصة في مدن الاقليم الشمالي ومدن داعش السني في الشمال والغرب ..
هذه الحقيقة المرة التي يابى ان يتحدث بشأنها وعنها أحد من العراقيين خشية ان يواجه كلام قاسي او ينظر له بأنه عراب لتقسيم العراق الواحد الغير مجزأ والغير قابل على القسمة ابدا .

[email protected]