حفل زفاف يتحول الى إحتفاء ثقافي في ديربورن

أبى والد العريس الدكتور عبد القادر الحجاج الاستاذ في الجامعات الامريكية الا أن يحوّل حفل زفاف نجله طبيب الاسنان د. عبد الجليل عبد القادر الى تظاهرة ثقافية إحتفت بالشعر ومكنوناته الفلسفية وجمالياته اللغوية فضلا ً عن طريقة إلقائه المتميزة ، وتعد هذه الظاهرة الاولى من نوعها في مجتمع الجالية ، وتأتي في سياق إعادة الاعتبار للغة العربية وللثقافة الادبية التي إنحسرت مستوياتها بمجتمع الجالية في ظل ما نشهده من تفاعلات العولمة ومعطياتها التي ألقت بظلالها على الثقافات ومنها الثقافة العربية ، التي باتت مهددة لأسباب معروفة  ومنها مضي مسلسل العولمة في محاولة تذويب الثقافات المحلية وخلق ما يسمى بالثقافة الكونية التي تنصهر في بوتقتها معظم ثقافات العالم وفي هذا الصدد نحن لسنا ضد التفاعل الايجابي مع الثقافات الانسانية ولكن علينا أيضا الحفاظ على هويتنا المحلية التي منها يجب الانطلاق نحو الثقافات الاخرى ، ويبرز سبب جوهري آخر من شأنه إثارة هذه الرغبة في إحياء مظاهر الثقافة العربية في حياة الأجيال الصاعدة التي عاشت وترعرت في المجتمع الامريكي وهي بحاجة الى عد التخلي عن ثقافتها الاصلية كي لا تعيش أزمة  ، لذا فقد تجلى حفل الزفاف على شكل مهرجان شعري إحتفى فيه الشعراء المشاركون بالادب الشعري عبر قصائدهم الجميلة التي أضفت على الحفل رونقا ً ثقافيا ً تجسد في بديع الكلام وسحر البيان ، حيث إستهل حفل الزفاف العتيد بتحية من قبل عريف الحفل الشاعر المعروف في مجتمع الجالية أبو لقاء الحسناوي ألقى عدة قصائد شعبية مفتتحها بأبيات حيت العريس والبعض من الحضور إعتزازا ً بهم ، بعدها إعتلى الشيخ جابر الشلال القادم من واشنطن المنصة ملقيا ً كلمة قصيرة بهذه المناسبة مهنئا ً العرسين وعائلتهما ، وشارك الشاعر حبيب الهلالي بقصيدة عمودية جميلة إشتغل خلالها على فكرة الشراكة الزوجية كقيمة إنسانية وعبرت أبيات القصيدة عن أهمية الانسجام والوفاق لمواجهة تحديات الغربة ، فمشروع الزواج يحتاج الى من يحميه في هذه الغربة ، ومن ثقافة الحب العذري الى ثقافة حب الوطن إنطلق الشاعر بأبياته المعبرة ،
ألقى الشاعر ابو أحمد الشميساني قصيدة شعبية تغنت بحب الوطن وحب الشعب والتأكيد على ثقافة الحب بوصفه الطاقة التي تمنح الامل للانسان وتزيح شوائب النفس البشرية وجاءت أبيات الشاعر معبرة وعميقة ، وفي ذات السياق ألقى الشاعر الخاقاني قصيدة عمودية جميلة إحتفت بالقيم الانسانية والوجدانية ، وأختتم الحفل بكلمة لوالد العريس الاستاذ د. عبد القادر الحجاج الذي أعرب خلال كلمته عن شكره للحضور داعيا ً الله تعالى أن يوفق أولادهم في مسيرتهم الدراسية والعملية والاجتماعية ، وأكد على أهمية التفاهم والمحبة بين الآباء والابناء في هذا المغترب بل وحتى في الاوطان لتتحقق نتائج جيدة تنعكس إيجابا ً على الطرفين ، وأن أختتم كلمة ألقى قصيدة عمودية عذبة الابيات تغنت بوطنه العراق وصورت عبر أبياتها مجمل ما يحدث هناك من مآسي إنسانية وأوضاع معقد وجاءت لغة القصيدة معبرة وعميقة إستخدم فيها أسلوب المجاز معرجا ً عن مواقف من رحم المأساة العراقية ، وفي ختام برنامج الاحتفاء الشعري الذي إزدهى به حفل الزفاف تناول الحضور وجبة عشاء على شرف العريسين متمنين لهم الحياة الهانئة والسعيدة .