23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

الحرص المبالغ به في إصدار قرارات ضد استفتاء اقليم كوردستان من قبل سلطة المنطقة الخضراء يتناقض مع حالة الاستخفاف والاستهزاء التي ماانفكت تعبر عنها ازاء كل الاصوات المنادية بمحاسبة الفاسدين والمتورطين في تدمير البلاد وفي مقدمتهم المالكي وبقية المسؤولين عن سقوط الموصل .
هذه الازدواجية تجعلنا نشكك في مصداقية ماتدعيه في انها حريصة على وحدة وثروات العراق عندما ترفض استفتاء اقليم كوردستان الذي لم يكن حدثا مفاجئا لها وكانت على علم تام به وبتفاصيله ، بل يشير تصاعد هذه المواقف إلى أن هناك نوايا من قبل اللاعبين الأساسيين في بغداد ازاء موضوع استفتاء اقليم كوردستان لا علاقة له بموضوعة الحرص على وحدة العراق واحترام الشراكة الوطنية .
ولعل مايثير السخرية والغرابة ان تنتفخ كروش ساسة المنطقة الخضراء هذه الايام بمشاعر وطنية ملتهبة حبا بالعراق وخارطة العراق وشعب العراق ومستقبل العراق ووووووو….من بعد أن باتت البلاد طيلة الاعوام الاربعة عشر الماضية مباحة لكل اللصوص والمجرمين والمرتزقة وامست كثير من مدنها خرائب ينعق في زواياها البوم وترقد تحت انقاضها مئات الجثث من المدنيين الابرياء ، ومن بعد أن أهدر المالكي خلال فترة حكمه اكثر من 800 مليار دولار هي مجموع ميزانيات الحكومة العراقية من غير ان يبني مستوصف واحد ،حتى اصبح العراق يتصدر سنويا قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم ! ؟
إن ألاصوات التي كانت الأشد تطرفا في المشهد السياسي ودائما ما كانت تنادي علنا ودونما خجل بنظريتها الطائفية 7×7 كيف لنا أن نقتنع بان مقياس الوطنية لديها من الممكن ان يرتفع فجأة الى مديات عليا ربما لايصلها الا من كانوا ثوارا لم تتلوث ايديهم بسرقة المال العام ؟
كيف لنا أن نثق بوطنية يدعيها من سلم نصف البلاد لتنظيم داعش الارهابي ؟
انا شخصيا لن تخدعني حفلة التهريج التي تجري هذه الايام تحت عنوان رفض الاستفتاء التي يقودها معظم الطاقم الذي تورط حتى قمة راسه في دفع البلاد الى الجحيم .
ولهذا لن انساق الى ما يذهب اليه دعاة هذه الحفلة التنكرية ولن اصغي للاصوات النشاز الصادرة عنها ، وسأكتفي بدور المراقب ،ملتزما الصمت بارادتي الشخصية وليس خضوعا لارادة من كان يسعى دائما ان يرغم الاخرين على التزام الصمت باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية