11 أبريل، 2024 9:20 م
Search
Close this search box.

حفلات تملص

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعيدا عن مناكفات وتذبذبات مواقف بعض السياسيين وقادتهم التي جعلت من العراق وكأنه يجلس على ذبذبات جهاز تخطيط القلب لشخص ( خبل ) لايثبت على دقات متوازنة واذا ثبت على موقف ففقط عندما يموت فيستقر الجهاز … تتسابق في هذه الايام الكليات والمعاهد في الجامعات العراقية في أقامة ما يسمى حفلات التخرج التي تختم بها مرحلة دراسية لمدة اربع سنوات أو تزيد يفترض أن الطالب والطالبة قضوها في التعلم والاستزادة من العلوم التي أعطيت اليهم في هذه المرحلة الجامعية التي تعتبر المحطة النهائية التي أستقر عندها قطار العلم بعد أن هيأنا الطالب والطالبة في المرحلة الابتدائية ومن ثم المتوسطة والاعدادية التي أعددناهم فيها ليدخلوا الحرم الجامعي ويدرسوا التخصص الذي أختاروه أو وقع عليهم أو وقعوا عليه نتيجة الدرجة التي حصلوا عليها في أمتحان البكلوريا الذي كشف عن مستوى أستعدادهم ومثابرتهم وجهدهم ، هذا هو المفروض أما الواقع فشيء أخر يعرفه أكثر أولياء الامور لأنهم مروا بهذه المرحلة وعاشوا أرهاصاتها التي تتزامن مع أخطر مرحلة يمر بها الانسان يكون الشاب والشابة في أوج عنفوانهم وشبقهم الجنسي وشعورهم بالنقص الكبير أتجاه الجنس الاخر نتيجة وسائل التربية الخاطئة والمتخلفة التي تتراوح تطرفاً بين الكبت الحاد بدواعي المحافظة مع أفراغ من المحتوى الديني وبين التحرر والانحلال بدواعي التحضر والمدنية والحرية فنجد الطالب والطالبة قبل دخولهم الكلية لاتفكير لهم الا في ( التكبيل ) أي أيجاد الصاحب او العشيق من الجنس الاخر وأثناء الكلية ينحصر تفكيره أما في أيجاد هذه ( الكبل) أو العيش في تجارب عاطفية فاشلة ويبقى في هذه الدوامة طوال مدة الكلية أما العلم والدراسة فهو أمر لايحضر في ذهن الطلبة الا في فترة الامتحانات والبحث عن الحلول في سبيل النجاح والعبور للمرحلة التالية وهكذا حتى يصل ختام المرحلة الرابعة النهائية ليختمها بحفلة التخرج التي تحولت الى سباق غريب من أجل التفرد والتميز الذي بدلاً من أن يكون تميزنا بأبتكار علمي أو منجز يفيد المجتمع والوطن فأنه لايتعدى حفلات للتنكر والتميع في حالات لاتمت الى العلم والثقافة والرقي بأي صلة بل لاتمت الى الاخلاق والاعراف المجتمعية والدين الاسلامي والحرم الجامعي بصلة قرابة لامن قريب ولا بعيد ، وهذه الحفلات تكشف عن الخواء الفكري والانهزامية التي يعيشها طلبتنا ويتحمل جزء كبير من المسؤولية الحركات الاسلامية التي عكست نماذج سيئة على الواقع السياسي العراقي بين متخلف متشدد وفاسد فاسق فغياب القدوة الحسنة وبروز النماذج السيئة وانحسار التأثير فقط في القوى العلمانية والمدنية كانت المخرجات عبارة عن حفلات التملص فأنتظروا عراقاً بلا وعي ، ودمتم سالمين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب