كتب ألسيد خلدون طارق تعقيباً على مقالي عمّا كتبه عن حفظ ألقرآن ألكريم وكان مليئاً بألمغالطات وألهرب من موضوع ألنقاش. لا أريد أقحم ألقارئ فيما قد يبدو مشاحنات شخصيّة, سأقسم هذا ألمقال ألى قسمين: ألأول أناقش فيه ما أطرحه عن عدم وجود وعد ألهي بألمحافظة على ألقرآن ألكريم من ألتغيير أي أن ألمصحف ألذي بين أيدينا لا يطابق ألوحي ألذي أنزل على خاتم ألمرسلين(ص). وفي ألقسم ألثاني أرد فيه على مغالطات ألسيد خلدون طارق, فألقارئ ألذي لا يهمه هذا يمكنه ترك ذلك ألقسم.
أولاً أريد أن أبين بطلان ما يسميه ألسيد خلدون بألجديد حتى حسب منطقه ألباطل فهو يفترض صحة ما يريد إثبات صحته. كلمة ألذكر (بكسر ألذال و تسكين ألكاف) لها أكثر من معنى فألذكر يعني:
١. ذكر أللسان مثل “اذكروا الله ذكرا كثيرا” (الأحزاب:٤١)
٢. ألكتاب أو ألوحي “فاسألوا أهل الذكر” (النحل:٤٣) و يعني ألتوراة وألأنجيل و”وهذا ذكر مبارك أنزلناه”(الأنعام:٥٠) ويعني ألقرآن ألكريم.
٣.ألشرف أو ألرفعة مثل”وإنه لذكر لك ولقومك” (الزخرف:٤٤) و “لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم” (الأنبياء:١٠)
وهذه معان ٍ مختلفة وعندما تستعمل كلمة لها أكثر من معنى في جملة (آية) فلها معنى واحد و واحد فقط من ألمعاني ألممكنة في تلك ألجملة فلا يجوز أن يكون لأي كلمة أكثر من معنى في آن واحد في نفس ألجملة. فلنستبدل كلمة ألذكر في “إنّا نحن نزلنا ألذكر وإنّا له لحافظون” بمعانيها ألمحتملة:
١. “إنّا نحن نزلنا (ذكر أللسان أو ذكر ألله) وإنّا له لحافظون”
٢. “إنّا نحن نزلنا (ألكتاب أو ألوحي) وإنّا له لحافظون”
٣. “إنّا نحن نزلنا (ألشرف أو ألرفعة) وإنّا له لحافظون”
من ألواضح أن ألحالة رقم ٢ هي ألوحيدة ألتي يستقيم فيها معنى ألآية. لكي يتم ألأمر كما يريد ألسيد خلدون فلابد أن نستبدل كلمة ألذكر بجملة و ليس كلمة أخرى فيجب أن يكون معنى ألآية: “ “إنّا نحن نزلنا ألكتاب ألذي له منزلة ألشرف وإنّا له لحافظون” ويكون لكلمة واحدة وهي ألذكر معنيين مختلفين (كتاب و شرف) في آن واحد في نفس ألجملة. هذا قرآن كريم بلسان عربي مبين وليس حزّورة.
وأريد أن أتكلم قليلاً عن ألأيمان و ألتصديق و ألأثبات. ألأيمان هو ألقبول بأمور على أنها مسلمات وحقائق دون إثبات وغالباً ما تكون مخالفة لقوانين ألطبيعة. وهذه لا يمكننا إثباتها و لا إقناع غير ألمؤمن بها مثل ألأسراء و ألمعراج وحمل مريم(ع) دون أن يمسها بشر ومعجزات سيدنا عيسى(ع) و ألخ. ألتصديق هو قبول حقائق أثبتها غيرنا دون أن نتمكن نحن من إثباتها فأنا أصدق أن ألنظرية ألنسبيّة صحيحة لأن علماء أثبتتوا صحتها في ألوقت ألذي لا أستطيع أن أثبتها أنا و كذلك بألنسبة لمعادلات ماكسويل في ألكهرومغناطيسيّة وغيرها. أما ألأثبات فله قواعد في ألمنطق لا يمكن تجاهلها منها إما أن تكون ألعبارة صادقه دائماً أو لا تكون وأن مثالاً واحداً على خطأها counter example يكفي لنقضها. في ألهندسة ألمستوية للمثلث ثلاثة زوايا مجموعها ١٨٠ درجه فإذا قال أحد أن مجموع أي زاويتين في مثلث أكبر من ألزاوية ألثالثة وهي عبارة خاطئة ونستطيع إثبات خطأها, وإن كنّا غير ملزمين فعبأ إلأثبات عليه ,بمثال مثلث زواياه ١٠٠ و ٥٠ و٣٠ درجة و مثال واحد يكفي. و قاعدة أخرى ألاّ يجوز أن نطلب إثبات ألنفي (أن مقولة ما هي خطأ) ومنها جاء عدم جواز أن نطلب من أنسان أن يثبت أنه لم يسرق أو لم يقتل فهو برئ ألى أن تثبت إدانته. هناك حالات إستثنائية يمكن فيها إثبات ألنفي ألاّ أنها تبقى إستثناءاَ وتبقى ألبيّنة على من أدعى و لا مكان لليمين أو ألأيمان في ألأثبات ألمنطقي. فمن يريد أن يثبت حفظ ألقرآن منطقياً عليه أن يفعل ذلك دون ألأعتماد على نصوص من ألمصحف و أعتبارها قرآناً مثل ألآية ألتاسعة من سورة ألحجر ويستخدمها في أثبات حفظ ألقرآن فما أدراه أنها من ألقرآن ولم تضف في ما بعد. حجج مثل أن لم تكن قرآناَ فمن أين جائت ليس فقط غيرمقبولة بل يضحك عليها.
لندع جانباً موضوع لماذا تكررت آيات في ألقرآن ألكريم حرفياً وليكن جوابنا لاندري وهذا ليس عيباً ولكن ماذا عن ألآيات ألتي تعطينا روايتين مخلفتين لنفس ألواقعة وهي خلق سيدنا آدم(ع) و رفض إبليس ألسجود له؟ سورة ألحجر ٢٨- ٤٠
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ قَالَ لَمْ أَكُن لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ”
وفي سورة ص ٧١-٨٣
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ”
ألسؤال هنا ليس ما هوألفرق إن وجد بين ألطين وألصَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ, بل هو ماذا قال ألله سبحانه و تعالى للملائكة؟ هل قال طين أم صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ؟ وماذا قال أبليس بألضبط؟
و ألآيات١٠٤- ١٠٩ من سورة ألأعراف
وَقَالَ مُوسَىٰ يَـٰفِرعَونُ إِنِّى رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلعَـٰلَمِينَ حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لا أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إلا ٱلحَقَّ قَد جِئتكم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُم فَأَرسِل مَعِىَ بَنِى إِسرَٲٓءِيلَ قَالَ إِن كُنتَ جِئتَ بِـَايَةٍ فَأتِ بها إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ فَأَلقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ ۥ فَإِذَا هِىَ بَيضَاءُ لِلنَّـٰظِرِينَ قَالَ ٱلمَلأ مِن قَومِ فِرعَونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ “
و ألآيات ٣٠-٣٤ في سورة ألشعراء
“ قَالَ أَوَلَو جِئتُكَ بِشَىءٍ مُّبِينٍ قَالَ فَأتِ بِهِۦۤ إِن كنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ فَأَلقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ ۥ فَإِذَا هِىَ بَيضَاءُ لِلنَّـٰظِرِينَ قَالَ لِلمَلأ حَولَهُ ۥۤ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ”
من ألذي قال أن هذا لساحر عليم؟ أهم ألملأ من حوله أم فرعون قالها للملأ؟ وماذا قال سيدنا موسى(ع) بألضبط أهو ما جاء في سورة ألأعراف أم ألشعراء؟
هذه ألأختلافات موجودة ولا مفر منها, فكيف حصل هذا؟
قد يقول ألبعض ثم ماذا؟ صحابة بشر أخطؤا خطأ بسيطاً فألمعنى لا يزال واحد و ألعبرة واحدة فكيف سيؤثر هذا على عبادتي أو علاقتي بألأخرين؟ و ألجواب هو لا تأثير بما يخص ألمثالين ألسابقين و لكن هناك أمثلة أخرى تخص حياة ألمسلمين. خذ هذا ألمثال من سورة ألنساء:
“ يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ألأنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيم(ألنساء ١١ )
ماذا لو كنَّ أثنتين, إبنتين مثلاً؟ هل نسي رب ألعزة حاشاه و أستغفره كثيراً هذا ألأحتمال؟ هل يمكن أن تكون هذه ألآية نزلت هكذا؟ وحتى ألآية ١٧٦ من نفس ألسورة:
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١ألنساء ١٧٦)
تتكلم عن رجل لا ذريّة له وعنده أخت أو أكثر. هذا إضافة ألى أن عملية حسابيّة بسيطة في حالة ألوريثة ألواحدة ألتي لها ألنصف و لأمه ألسدس ولأبيه ألسدس فيكون ألمجموع خمسة أسداس ويبقى سدس فائض. هل يمكن أن تكون هذه ألآية قد نزلت هكذا أم أن ألذين حفظوها أو دونوّها أخطأوا؟
ثم هناك ترتيب ألآيات في ألسورة ألواحدة فعندما كانت تنزل عليه(ص) آيات وكان يقرؤها للحفّاظ من صحابته ويقول لهم ضعوها في سورة كذا أو ألسورة ألتي فيها كذا فيضعون ألآيات ألجديدة بعد آخر آية عندهم في تلك ألسورة. فألآيات في ألسورة ألواحدة مرتبه زمنياً طالت أو قصرت ألمدة بينهم و إذا كان عليه ألصلاة وألسلام يحدد في أي سورة تقع ألآيات فأنه سبحانه وتعالى يحدد تسلسلها حسب تسلسل ألوحي. سورة ألنساء مثلاً تعنى أمور ألزواج و إرث ألنساء و لكن لو نظرنا إلى ألآيات ١٣٠-١٧٥ فلا علاقة لها بموضوع ألسورة, لماذا ألحقت بسورة ألنساء وليس ألبقرة أو آل عمران؟ ثم تأتي ألآية ١٧٦ ألمذكورة أعلاه آخر آية كأن أحداً تذكرها في آخر لحظة.
فهل أوحى سبحانه و تعالى هذه ألآيات بهذا ألتسلسل و أليس موقع ألآية ١٧٦ بعد ألآية ١١؟ هذا طبعاً لا يحل مشكلة نقص حالة ألوريثتين. هل أن مواقع ألآيات في ألسور ألتي بين أيدينا هي نفس ألمواقع ألتي قالها لهم رسول ألله (ص)؟ لا أقصد ألتعمد بل ألخطأ
في تعقيبه على مقالي تجنب ألسيد خلدون طارق أي ذكر لخلاف طرحه للمنطق و أي ذكر للآيات ألمتناقضه وطرق مواضيع ثانوية لا علاقة لها بموضوعنا.
ألرد على تعقيب ألسيد خلدون طارق
كتبت تعقيباً في ١٨٠٨ كلمات على عهدة ميكروسوف وورد و تجنبت ألتعليق على جوهر مقالي وهو تناقض ما تسميه إثبات مع أوليات علم ألمنطق و نصوص ألمصحف ألمتناقضة (ألحجر ٢٨- ٤٠و سورة ص ٧١- ٨٣ ) و (١٠٤- ١٠٩ ألأعراف و ٣٠-٣٤ ألشعراء )
لن أعلق على مقدمة تعقيبك لتفاهتها
ألفقرة ألأولى: هل خطر ببالك أن ألمستشرقين وأمثال سامي ألذيب يتفقون معك أن ألمصحف ألذي بين أيدينا مطابق لما جاء به رسول ألله (ص) ليشيروا ألى ألتناقضات و ألأخطاء و يقولوا هذا نتاج بشري فلا خبر كان ولا وحي نزل ؟
. نأتي على ألفقرة ألثانية. أنا قلت:
“ ثم يذكر ألكاتب حديثاً منسوباً للرسول(ص) من صحيح ألبخاري نفس ألبخاري ألذي زعم أنه عليه ألصلاة و ألسلام قال:” أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا”. ويقولون أن ألحديث منسوخ ويقصدون ملغي, هل يزعمون أنه حاشاه فعلاً قال هذا؟ وكيف صحح ألبخاري حديثاً مثل هذا؟ دعنا من كل هذا فلوسلّمنا بصحة هذا ألحديث ألذي يورده ألسيد خلدون طارق فماذا يعني هذا ألحديث؟ أيعني أن جبريل(ع) كان يريد ألتأكد من صحة حفظ ألرسول ألكريم(ص) للقرآن؟ أن كان هذا, فلا علاقة لهذا ألحديث بحفظ ألقرآن ألكريم فألكتاب ألذي بين أيدينا لم يأت إملاءاً منه لصحابته”
إذا فهت أنت من هذا أن إعتراضي كان على كلمة منسوخ فلست أنا من لا يفهم مدلولات أللغة ألعربية. أعترف أني كنت متردداً في ذكر حديث ألبخاري خشية ما حدث و هو أنك دخلت في ما لا علاقة له بما قلت وتهربت من ألأجابة على سؤالي ماذا يعني ألحديث ألذي ذكرته أنت؟ وألجواب هو أن جبريل(ع) كان يريد ألتأكد من صحة حفظ ألرسول ألكريم(ص) للقرآن و كان يجتمع به كل رمضان و هذا ما أعرفه لكني سألت ربما عندك جواب آخر.
ثم قلت أنت (سطر ٣٦-٣٧) “, أقول لك يا اخي الكاتب مرة اخرى انك لا تفرق بين جمع القرآن وبين ضم القران في مصحف واحد فالقرآن تولى جمعه الله نفسه بوحيه الى سيدنا محمد والجمع يا صديقي العزيز لا يعني ما يفهمه الناس ضمه بكتاب او قرطاس واحد انما الجمع عني به الترتيب”
وأنت نفسك قلت في ألجزء ألثاني من مقالتك (سطر ٤٤-٤٦)
“
. قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْىَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِى نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَىَّ مِمَّا أَمَرَنِى مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ”
فهل كان أبوبكر وعمر وزيد بن ثابت كلهم يخلطون بين جمع ألقرآن وضمّه؟
ألفقرة ألثالثة
وأذا كنت لا تقبل برواية ألمعوذتين و عبدالله بن مسعود(ر) وكتبت فقرة كاملة عليها فألرواية مترددة في عدة مصادر ولكن لماذا لم تدرك أن هذا موضوع جانبي و ألمهم أن جبريل(ع) لم يدقق صحائف مكتوبة؟ أهو فهمك لدلالات أللغة ألعربية؟
وتقول في ألفقرة ٤
“الذكر التوراتي انزل عليهم وهو لم يزل ذكرا بهذا المعنى ولكنه لم يكن ذكرا من جهة كونه كتابا يذكر في الصلوات وتحفظه اليهود عن ظهر قلب”
وفي ألجزء الثاني من مقالك بنفسك قلت مستشهداً بألمائدة ٤٤ (سطر ١٢-١٤):
“{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }المائدة44 فمسألة حِفظُ التوراةِ أرتبطتْ برجالٍ لهُمْ مراتبُ دينيةٍ مُختلفةٍ وهُمْ الأنبياءُ والربانيون والأحبارُ الَّذِينَ يتولونَ حِفظّها.”
وألآن تقول أن أليهود لم يحفظوا ألتوراة عن ظهر قلب؟ من أين جئت بأن ألتوراة لم تذكر في ألصلوات؟ هل كنت معهم أو عندك ألنسخة ألأصلية من ألتوراة؟ ماهو مصدرك؟ وألآية ألتي أستشهدت بها تقول فِيهَا,أي ألتوراة, هُدًى وَنُورٌ وحْكُمُ.
وتقول:
“ولكن للاسف الكاتب يجهل ان الأنجيل لم يكن كتابا انما كان بشارات”
من أين لك هذا؟ بجد؟ أليك ما يقول رب ألعالمين:
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الأنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ألمائدة (٤٧)
هل هذه بشارات؟ أستشهدت بألمائدة ٤٤ ولا تعرف شيئاَ عن ألآيات ٤٦- ٤٨ من نفس ألسورة؟ تقول لم يكن ألأنجيل كتاباً؟ أليك مايقوله رب ألعالمين:
“ أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ولا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّـهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلا” النساء (١٧١)
أي كتاب هذا ألذي كان أهله يعبدون سيدنا عيسى(ع) أن لم يكن ألأنجيل؟ و قوله تعالى:
“مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ” آل عمران (٧٩)
من ألمقصود هنا أن لم يكن سيدنا عيسى و ما هو ألكتاب ألمقصود إن لم يكن ألأنجيل؟
تقول “وان عيسى عليه السلام ما اتى ليتقض التوراة” لا داعي للأستشهاد بألأنجيل فهذا في سورة ألمائدة آية ٤٦ ولا محمد(ص) اتى لينقض ألتوراة أو ألأنجيل بل مصدقاً لما بين يديه من ألكتاب ألمائدة ٤٨.
هذه ليست هفوات منك ما كتبته أنت يخالف صريح ألقرآن و لا يحتاج ألى كثيرمن ألذكاء لأدراك ذلك. فإما أنك تجهل هذه ألآيات و تجهل فضل ألسبع ألطوال ولم تقرأها و كتبت ما كتبت عن جهل مطبق بألقرآن أو أنك تعرف أن ما كتبت يخالف صريح ألقرآن ومع ذلك كتبته لغرض في نفسك و أتركها للقراء ليحكموا من أنت.
تقول في بداية تعقيبك “اني لا اعرف الكاتب ابدا ولا اعرف خلفيته” ومع ذلك تتهمني بتبني أنجيل ألرسول بولس , سامحك الله ليس أنا من يلقي ألكلام جزافاً
كتبت أنا :
“دليلي على جوابي هو كلمة ألذكر في ألقرآن ألكريم تشمل ألتوراة و ألأنجيل و ألقرآن و بما أن ألأولين حرّفا فكلمة حافظون لا تعني ألمحافظه من ألتغيير بل تعني حافظون للأصل (أي عندنا ألنسخة ألأصلية). “
لا أدري كيف فهمت هذا على أنه:
“ويحاول الكاتب ياسين بحركة بهلوانية لي النصوص والقول بان الذكر هنا هو ليس القرآن وان مادام الذكر قد حرف من قبل فان القران ايضا قد حرف لان كلمة الذكر هنا لا تعني القرآن”
هل حقا هذا ما فهمته مما كتبته أنا (ألسطرين ٥٨و٥٩)؟ هل وصلت إلى هذا ألحد؟ من منّا ألبهلوان ياسيد خلدون؟
أما عن سورة ألتوبة فهي من أواخر ما نزل في ألمدينة وألأنفال من أوائلها فبينهما حوالي عشر سنوات وليستا من نفس ألفترة كما تقول.
وعن ألبسملة تقول “ان بسم الله الرحمن الرحيم وغيابها عن سورة التوبة لا يقدح بالقران الكريم فهو يعلم كل العلم ان بسم الله الرحمن الرحيم ليست وحسب بعض القراءات من القرآن الكريم”
سيد خلدون لا يوجد شيئ أسمه أمرأة شوية حامل, فإمّا ألبسملة ليست من ألقرآن وألحفّاظ كان يضيفونها في بداية كل سورة دون حاجة لأيعاز من رسول ألله(ص) فماذا حدث هذه ألمرة؟ من ألذي قرر ألاّ يضيفيها على هذ ألسورة فقط؟ أو أن ألبسملة من ألقرآن ولا يضعونها إلا أذا قال لهم ألرسول(ص) ذلك , فماذا حدث؟ إذا لم يقل لهم وهي سورة جديده ألم يسأله أحد من ألحفاظ عن ألسبب؟ ألغريب و ألشاذ هو ألذي يبقى في ألذاكرة أو صدور ألرجال .هل ورد خبر بهذا؟. على كل حال ذكرت سورة ألتوبه رداً على من يقول أن جبريل(ع) كان يدقق ألقرن مدونناً في صحائف.
وتقول “واتى بادلة تكرار الايات وعلى اي حال فهذا رأيه وان كان رأيا غير علميا بالمرة ورفضه حت المستشرقين ورفضته كل الالة العقلية والنقلية”.
ما هي هذه ألأدلة ألعقلية و ألنقلية يا سيد خلدون؟
نصيحة لوجه ألله, هناك مثل غربي يقول حلّي كلماتك فقد تضطر لأكلها. أن يأكل ألمرء كلماته يعني أن يكتشف أنه كان على خطأ ويعترف بخطأه وهذا عند ألغربيين قاتلهم ألله ليس عيباً.
وختاماً لكل منا أسلوبه في ألتعامل مع ألآخرين وحسبي ما جاء في ألفرقان ٦٣