بعد أن أحست وتيقنت حكومة الملالي في إيران إن مرجعيات النجف ( السيستاني , الباكستاني , الأفغاني , الحكيم ) قد تحول ولائها لدول غربية , وإنها أصبحت في حالة تقاطع مع إرادة إيران , خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية التركي ” اوغلو ” و ممثل الأمم المتحدة لتلك المرجعيات , وما أعقب هذه الزيارة من تصريحات تخص الوضع السوري , حيث صرح السيستاني بأنه ” بقاء الأسد في السلطة يشكل استمرار الاحتقان الطائفي في المنطقة ” وهذا الأمر في حد ذاته يتعارض مع رغبة إيران في بقاء الأسد ويقوض نفذوها في سوريا .
وكذلك عدم قدرة إيران على السيطرة أو التحكم بالسيد المالكي لأنه لم يكن أداة طيعة بيدها , لذا قررت إيران أن تجهز البدلاء من الشخصيات التي تخدم مصالحها في العراق وسوريا , لذا عملت على دعم عمار الحكيم في كل تحركاته , وتقديم التسهيلات اللازمة من قبيل ( خلق الأزمات الأمنية في العراق , وظهور الحكيم بصورة الوطني وانتقاد المالكي وإلقاء اللوم عليه ) هذا من جانب , ومن جانب أخر أنها أي إيران أيقنت إن مقتدى يتمتع بــ”رعونة ” ولا يمكن السيطرة عليه وتصرفاته طائشة , وكذلك صورته وشعبيته في الشارع العراقي أصبحت غير مقبولة , لذا وجهت بتدخل ” جعفر الصدر ” لكي يقود الحملة الانتخابية لكتلة الأحرار التابعة لمقتدى , مستغلة في ذلك شعبية جعفر الصدر .
وفي المستقبل هي قد ضمنت ” فوز ” المواطن و الأحرار في الانتخابات وبعد ائتلافهما سوف يكونان ” الحكومة ” التي سوف تحقق كل طموحات إيران , وبعيدا عن سيطرة وتوجيهات ” المراجع الأربعة في النجف ” , لان عمار الحكيم معروف بولائه لإيران ولا تحكمه أي جهة أخرى غيرها , وكذلك تحركات كتلة الأحرار تكون تحت سيطرتها لان جعفر الصدر أيضا أداة طيعة بيد إيران وتستطيع توجيهه متى ما أرادت وكيفما شاءت ومقتدى لا يستطيع أن يعارضه ( لأنه أولا سوف يسقط شعبيته في حال تعارض معه , ثانيا جعفر الصدر يمثل الرقابة الداخلية لإيران على تصرفات مقتدى ) وبهذا الحال يكون مقتدى محكوم بالسمع والطاعة .
ومن هذا المنطلق سوف تكون في العراق حكومة تعمل على مستويين , احدهما توسعة النفوذ الإيراني في العراق بشكل اكبر مما هو عليه الآن ويعوض عليها التقاطع الحاصل مع ” مراجع النجف الأربعة ” , والمستوى الأخر هو ضمان تقديم التسهيلات لحكومة الأسد ودعمها بشكل يضمن بقاء الأسد في الحكم من خلال الحكومة العراقية المستقبلية , ومن أجل ذلك استعانت حكومة الملالي بجعفر الصدر لكي يدعم ويقوي شوكة مقتدى في الانتخابات المقبلة .
ومن الجدير بالذكر إن جعفر الصدر وبعد سقوط نظام البعث في العراق صرح بعدم قبوله بتصرفات مقتدى وانه في حالة تقاطع معه , وهذا ما دفعه للدخول مع ائتلاف دولة القانون وترك كتلة مقتدى وعدم الانضمام لها , لكن إيران أمرته بترك العمل السياسي في تلك الفترة والرجوع لطهران ” لوقت الشدة ” وحلت الشدة الآن وجاء الوقت لكي يظهر عميل إيران لدعم نفوذها في العراق .