23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

حفاظا على مصالحها في العراق وسوريا إيران تستعين بجعفر الصدر

حفاظا على مصالحها في العراق وسوريا إيران تستعين بجعفر الصدر

بعد أن أحست وتيقنت حكومة الملالي في إيران إن مرجعيات النجف ( السيستاني , الباكستاني , الأفغاني , الحكيم )  قد تحول ولائها لدول غربية , وإنها أصبحت في حالة تقاطع مع إرادة إيران , خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية التركي ” اوغلو ” و ممثل الأمم المتحدة لتلك المرجعيات , وما أعقب هذه الزيارة من تصريحات تخص الوضع السوري , حيث صرح السيستاني  بأنه ” بقاء الأسد في السلطة يشكل استمرار الاحتقان الطائفي في المنطقة ” وهذا الأمر في حد ذاته يتعارض مع رغبة إيران في بقاء الأسد ويقوض نفذوها في سوريا .
وكذلك عدم قدرة إيران على السيطرة أو التحكم بالسيد المالكي لأنه لم يكن أداة طيعة بيدها , لذا قررت إيران أن تجهز البدلاء من الشخصيات التي تخدم مصالحها في العراق وسوريا , لذا عملت على دعم عمار الحكيم في كل تحركاته , وتقديم التسهيلات اللازمة من قبيل ( خلق الأزمات الأمنية في العراق , وظهور الحكيم بصورة الوطني وانتقاد المالكي وإلقاء اللوم عليه ) هذا من جانب , ومن جانب أخر أنها أي إيران أيقنت إن مقتدى يتمتع بــ”رعونة ” ولا يمكن السيطرة عليه وتصرفاته طائشة , وكذلك صورته وشعبيته في الشارع العراقي أصبحت غير مقبولة , لذا وجهت بتدخل ” جعفر الصدر ” لكي يقود الحملة الانتخابية لكتلة الأحرار التابعة لمقتدى , مستغلة في ذلك شعبية جعفر الصدر .
وفي المستقبل هي قد ضمنت ” فوز ” المواطن و الأحرار في الانتخابات وبعد ائتلافهما سوف يكونان ” الحكومة ” التي سوف تحقق كل طموحات إيران , وبعيدا عن سيطرة وتوجيهات ” المراجع الأربعة في النجف ”  , لان عمار الحكيم معروف بولائه لإيران ولا تحكمه أي جهة أخرى غيرها , وكذلك تحركات كتلة الأحرار تكون تحت سيطرتها لان جعفر الصدر أيضا أداة طيعة بيد إيران وتستطيع توجيهه متى ما أرادت وكيفما شاءت ومقتدى لا يستطيع أن يعارضه  ( لأنه أولا سوف يسقط شعبيته في حال تعارض معه , ثانيا جعفر الصدر يمثل الرقابة الداخلية لإيران على تصرفات مقتدى ) وبهذا الحال يكون مقتدى محكوم بالسمع والطاعة .
ومن هذا المنطلق سوف تكون في العراق حكومة تعمل على مستويين , احدهما توسعة النفوذ الإيراني في العراق بشكل اكبر مما هو عليه الآن ويعوض عليها التقاطع الحاصل مع ” مراجع النجف الأربعة ” , والمستوى الأخر هو ضمان تقديم التسهيلات لحكومة الأسد ودعمها بشكل يضمن بقاء الأسد في الحكم من خلال الحكومة العراقية المستقبلية , ومن أجل ذلك استعانت حكومة الملالي بجعفر الصدر لكي يدعم ويقوي شوكة مقتدى في الانتخابات المقبلة .
 ومن الجدير بالذكر إن جعفر الصدر وبعد سقوط نظام البعث في العراق صرح بعدم قبوله بتصرفات مقتدى وانه في حالة تقاطع معه , وهذا ما دفعه للدخول مع ائتلاف دولة القانون وترك كتلة مقتدى وعدم الانضمام لها , لكن إيران أمرته بترك العمل السياسي في تلك الفترة والرجوع لطهران ” لوقت الشدة ”  وحلت الشدة الآن وجاء الوقت لكي يظهر عميل إيران لدعم نفوذها في العراق .