10 أبريل، 2024 8:48 م
Search
Close this search box.

حفاظا على ” السم ” الاهلي

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند كل منعطف امني او سياسي تعلو الصيحات للمحافظة على السلم الاهلي بحجة منع الاقتتال بين ابناء البلد او المكون او ما يسمى اخيرا الصراع الشيعي الشيعي.
من الذي يهدد السلم الاهلي؟ ومن الذي يعتاش على الصراعات المذهبية؟ في البحث بين ازقة هذين السؤالين وبعودة بسيطة للاحداث السابقة سنجد ان هناك صراعات مضت بين التيارات والاحزاب المسلحة وهي صراعات مكاسب سياسية ضحيتها المنتمين ومنتفعيها السياسيين، وهذه الصراعات لطالما هددت السلم الاهلي والتغاضي عنها بحجة منع الاقتتال انتج ضعف دور الدولة والقانون كما انتج استفحال الجماعات المسلحة وتعدد اشكالها.

في احدى الهجمات التي قامت بها جهة مسلحة واقتحمت المنطقة الخضراء خضع احد الضباط المسؤولين عن حماية البوابة الرئيسية لسلطة السلاح المنفلت بحجة ” انا لا اقاتل اخي العراقي” وهذه الحجة روج لها على انها خطوة وطنية مباركة ولو انتشر هذا المفهوم المغلوط ستنتشر معه التجاوزات المسلحة وهذا ماشهدناه فعلا وربما سنشهده قريبا ايضا.

تعدد المجاميع المسلحة وعدم القصاص منها بقوة القانون بحجة “الحفاظ على النسيج المجتمعي ” هو بالحقيقة ( السم الاهلي ) الذي ينتشر وعلى الدولة ان تعمل جاهدا للحد من انتشاره حفاظا على السلم الاهلي، فكل تأجيل بمواجهة الجماعات المسلحة وكبت جناحها يعطيها فرصة اكبر للنمو والانتشار.

ان القتال الشيعي الشيعي كذبة يراد بها السيطرة ومنع او الافلات من المحاسبة القانونية، وان اصبحت المواجهة امر واقع سنجد القتال بين القوات الرسمية والقوات الغير رسمية فقط ولن يتصارع اخرون من نفس المذهب على اثر هذا الصراع. ومن امثلة سابقة كانت صولة الفرسان هي حرب ضد المجاميع المسلحة الشيعية لحماية السلم الاهلي بينما اليوم يعلن صاحب هذه الحملة او من يسانده بأن النتائج الانتخابية ستؤدي الى صِدام مسلح او اقتتال شيعي شيعي ويجب تغيير النتائج والا فأن السلاح سيجد طريقه وستفتح نيران البنادق وعليكم الحفاظ على السلم الاهلي!!! فأي مغالطة هذه. وفي اثناء كتابة سطور هذه المقالة تتوارد بيانات معلنة بين المالكي والصدر للحفاظ على السلم الاهلي ربما تنجح هذه البيانات لمنع القتال وربما ستُزيد المشهد تعقيدا، ويبقى المسلحون على الاستعداد في تنفيذ ما يُراد منهم للوصول الى غايات سياسية.

ان من واجب الحكومات خلق اجواء شعبيه مستقرة وآمنة وتحقيق السلم الاهلي لها يكون بقوة القانون فقط وما كتابتي لهذه المقالة هو الدفع بتسريع المواجهة وانما لإيضاح الامر لشبابنا بعدم الانجرار خلف الشعارات الزائفة ليحققوا مكاسب للانتهازيين في حين انهم يقتلون مستقبلهم ومستقبل اولادهم في العيش بأمن وسلام. فبالصراع ينبت الحقد ولاحصاد فيه سوى الخراب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب