وأنا في العقد الستيني من عمري أعيش وان كنت متأخرا في فضل ثورة منظومة الإعلام والمواصلات والمعلوماتية التي قربت البعيد ..وأغنت الذاكرة بما هو مفيد ..تأ لمت كثيرا لما ضاع من العمر في البحث في المكتبات والمصادر والمراجع وان كانت ممتعة في مشقة الوصول لانجاز أطروحة أونيل شهادة عليا أو من المعلومات التي ترغب في تحصيلها لأية سبب كان .. كانت تدمى الأيادي في الوصول إليها بالإضافة إلى ما نعانيه في الحركة من تنقل ووقت وطاقة ولا تنسى أهوال المراجعات لدوائر الجنسية والجوازات إذا كنت من المحظوظين وأردت أن تثبت عراقيتك أوالسفر كحلم نعيشه ونحن بعيدون كل البعد عن ما يحدث في العالم من تطور يخدم البشرية والإنسانية وما يدور حولنا ..أقول هذا للمفارقة وأنا الآن اكبس زر في الحاسبة ليظهر لك الانترنيت اللعين ويقول{شبيك العالم بين يديك} من صنع الكفار وهي إحدى فضائل الغرب علينا وليس الاخوان أوالسلفية أوالوهابية ..!
وأفاد لي الكثير من الميسورين المقيمين في أماكن أوربية مختلفة ان أكثر المعاملات تنجز عن طريق البريد والانترنيت ..!! ان هذه الخدمات تقدم للإنسان حتى لا يتعطل عن عمله وتقل إنتاجيته ويركز على ما ينفع من وقته الثمين في علوم الطب والصناعة والغذاء والمعلومات المفيدة وأثرها في الاقتصاد والاجتماع والفكر والفضاء ..تذكرت كل هذا أثناء البحث عن موسيقى هادئة وأغاني من تراث الزمن الجميل فعثرت على قامة من قامات الطرب الأصيل وهي تغرد بصوت عذب تناغم مع شكلها الأخاذ بموال وأغنية أعادت الزمن الى الوراء لفترة الستينات!! وصدقوني عن ماهية الإحساس الذي عشته مع شحرورة لبنان لطلتها الجميلة وقوامها الممشوق وما وصلت اليه في أرذل العمر ولله في خلقه شؤون ..ناس تعمل للفضيلة والبناء ..واخرى للرذيلة والهدم.. وما تنتجه الهمجية اليوم من قتل وترويع وحروب بالنيابة بأفكار بالية محبطة تتخذ من الدين والعقائد المشوهة محطة مضادة في مناهضة العلم والعلماء لنبقى في دائرة التخلف وحنين الذكـــــــريات.