23 ديسمبر، 2024 11:56 ص

حــــلاقــــة ربـــيــعــــة

حــــلاقــــة ربـــيــعــــة

حظي العاثر قادني الى حلاقة ربيعة بالكوت ؛مدينتي؛ في شارع الصيادلة بداية الثمانينات والحرب الگـــشــرة ويا إيران…!! دخلت وكنت كمن دخل الى حتفه برجليه. المحل كلة “عتــيگ ” حتى الحلاق ” عتیگ” جـــــدا وقد طعن في السن وتهالك وأحدوب ظهره بشكل حاد جدا وصار يشبه حرف لام مگلوبـــــة…لام عجوز مگلوبــة واگــــــفة على عـــــوچــيتهة، نظاراته چعب بطل دبل گلاس زجاجهة يشبه الزجاج المانع للرصاص،أما إطارها الاســــــود الداكن “فگعد ترس” على خشمه الكبير المتكور مثل كتلة لحم ليس بها غضروف حتى..! تملئه الحبوب السود والبثور الحمراء ” چــــنّـــة خياراية عطروزية مطـَـوْطـــــة هاي اللي الفلاح ينساهة أو يتركهة وتكبر تكبر تكبر الى أن تتعملق وتعـّـصي وتصير تشبه خشم الحجي أبو حلاقة ربيعة أو خشمه هو يشبه هاي الخياراية…!! أما المرآة فكانت تحيل كل شي جميل الى قبح مطلق يستطيل الخشم معها فيصبح كأنه بوق طويل والگصـــة تصبح صينية مال چـــاي والوجـــــه ينمط عبالك نعال لاستيم ممطوط مط…!!

ومن ســــوء حظي أكثر أن الزبون الذي كان تحت حلاقنا ربيعــــة “خلـّـص” على عجل ثم إني تملكني خجل كبير وحياء من أن ” أفلت” وأطلق ساقي للريـــح..! نقده الزبون شوية خردة ثم أجلسني على الكرسي وقد بدأت أتراجف.لست أدري لماذا أخلته باديء ذي بدء كرسي الأعدام في أميركا أو كرسي أعتراف الأمن العامة مثل مال ناظم كزار أو برزان التكريتي. لف الفوطــــة أم اللون الاحمر الزنجاري حول رقبتي ولم أتيقن حينها هل أن هذا هو لونها الطبيعي أم لون الوسخ الذي عليها..!! لفها حول رقبتي بقوة فتخيلت بأن الحجي سيعمد الى شنقي..!!

شتريد نوع الحلاقــــة..؟! ســـألني : صالون..؟؟!! ديسكو..؟؟!! راغب علامــــــة..؟؟!!لم يكن كاظم الساهر” طاگ” حینها کان مطرب مغمور فی فرقة المسرح العسکري.

مال شباب أجبته وأستدركت: حجي بلكي أتطلعني حـــلو..!!

أوما برأســــه أيجابا : أعرف… كلكم سيبندية شباب هالوكت…تريد زيان مال شباب حتى أتلحگون البنات النهار کلة…شلون راح أزينك زيان..؟؟!! لوز..!!

خوفتني هاي اللوز مالته سيما وأنه يتراجف” ويرعش” مثل وزير خارجية السعودية فيصل أبو رعشة..!! نذرت جدر عصافير وجدرين زيط الليط لوجه الله اذا آني طلعت سالم من هاي الزيانة الگــــشــرة..!!

بلش الحجي والمگص يزقزق بأيدة،كل مايگطعلة شعراية يفتر اربع فرات حول راسي حتى أيشوف الگــصة عبالك يلعب مصارعة ثيران ويا راسي ومن يريد یگطعلة شعراية يدنج كلش حيل على راسي لأن نظره چعب بطل دبل گلاس حتى أحس أحيانا بأن خشمه هو اللي يحلق شعري…!!كنت أسترق النظر أحيانا من طرف عيني الى مرآة الحلاق فأتفاجا جدا: أصلا أنا وجهي طويل وفي مرآة الحاج ربيعة أستطال عشرة مرات أكثر فصار عبالك دربونة..!! أما حين أنظر الى خشم صاحبنا الحلاق..؟؟ إسكت وخليهة …فضيحة ..فضيحة..ملكلك عبالك لكلوكــــــة مال مدگــــــوگــــة ” الجيل الجديد وين يعرف مدگـــــوگـــة عیونی..؟؟!! بعدين راح أشرحهة بالهامش، لو عبالك بطيخة طويلة…ونظاراته الگاعـــدة ترس فوگ بطيخته صار يشبه الغواص..!!

في غمرة زقزقة مقصه وتعبه وكثرة دورانه وقلة نظره وهو يواصل قص شعري ” كمشهة” لأذني بالمگــــص دون أن يرى وعندها صرخت عاليا جدا:

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخخخخخخخخخخ…!!

شــــــكو ..؟؟!! شبيك..؟؟!! شلوْلويـــــــة…. سيبندية…!!! شباب متگعدون راحــــة..!! شكو..؟؟!! سألني بنترة قوية..!!

أي مو إذني راح أتطيرهــــــة..؟؟!!أجــــــبته وأنا في فورة الغضب والخوف…!!

وهسة طيرناها عيوني..؟؟!! دگعدوا مسربتين خلي إنزينكم..!! أعاد علي تساؤلي دون أن يعتذر أو يخفف من لهجته..!! وظل يدردم مع نفسه : مشلتة… تايهين… النهار كلة أتركضون ورة البنات…!! جيل مال نيدو وكيكوز…!!

لو حصلت الحادثة هسة چان گلنة هذا حلاق داعش بس أوگف : داعش وين إيحلقون..؟؟!! هذولة عداوة ويا النظافة …صدگ داعش تخويفة بس شـــوْفة الليفة.. أو چان گلنة المطهرچي مال داعش بس هم اوگف : هذولة نصهم مامتطهرين..! چان گلنة سچينة داعش…!! بس داعش قبل كانت فــــكرة متعفنة في عقول سلفية أكثر تعفنا ومركونـــة في أدراج تل أبيب والسي آي أي ..!!

المهم الحجي ربيعة عضعض شعري أتعضعض ومرمط إتمرمط ولاديسكو ولاراغب علامة ولا بطيخ وطلعني اشبه الصخل وصرت أشبه كاترين اشتون .بالكاد أنتهى فتنفست عندها الصعداء. نقدته شوية خردة وأطلقت ساقي للريح

أتلفت يمينا وشمالا خشية أن ينادي علي..!! وأرتميت في حضن أمي اللتي هونت علي هذه الرحلة البشعة ثم قالت ألله لايوفقك ياحجي ربيعة أبو خشيم اللكلوكـــــــــة…!!! شسويت بأبني..؟؟!! وبعدين زينوني أهلي ماينص إثنين مو صفر حتى نـتـخلص من إرث عراقي سيء لنبدأ من جديد…!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المدگــــــوگـــة : هي تمر زهدي مدگـــوگ بالسمسم كانت أمهاتنا تصنعه لنا وكان طعمه لذيذا جدا يشبه طعم وحلاوة الفردوس لأنه مصنوع بحب الأم ونكهة الأم وصبر الأم وحلاوة روح الأم…!!