18 ديسمبر، 2024 8:52 م

حــروب القمــح والمجاعــة

حــروب القمــح والمجاعــة

أنه لأمر صعب جداً. ان يتخلى مليارات البشر في الكرة الارضية ( كوكبنا الملتهب )عن القمح ,فالقمح حبوب رئيسية في مجال الأمن الغذائي العالمي، يستهلكها مليارات البشر على شكل خبز أو دقيق او اشكال اخرى . صحيح انه يزداد إنتاج الذرة كل عام لكنها تُستخدم خصوصاً لتغذية الحيوانات على شكل علف أو للاحتياجات الصناعية.
واعتاد البشر وكذلك الحكومات في العديد من دول العالم على اعتبار القمح حاجة انسانية ماسة وغالباً ما يقدم الى السكان بسعر مدعوم .
ويتم إنتاج القمح في مناخ معتدل، ومن الجدير بالذكر ان نحو عشر دول تنتج القمح بكثرة ويمكنها التصدير، ومنها روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وأستراليا والهند . وقبل بضع سنين خفّضت الولايات المتحدة إنتاجها من القمح لأنها فضلت التوجه لإنتاج الذرة وفول الصويا لازدياد الطلب عالمياً على الاعلاف والبروتين النباتي والموجود في محصول الصويا بنسبة تتراوح بين 36- 56 %.
فماذا لو علمنا ان أسعار القمح ارتفعت بنسبة 40 % ووصلت أسعار القمح لأعلى مستوى لها منذ ( 14 ) عاماً. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار بعض السلع مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت وتلك الاسعار العالية يجعل استيراده والحصول عليه غير متاح لبعض الدول التي تعاني من ازمات اقتصادية حادة وحروب مثل لبنان واليمن وليبيا .
ووفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو FAW) فإن 50 % من القمح المستهلك في لبنان عام 2020 و 22% من القمح المستهلك في اليمن و 43% من القمح المستهلك في ليبيا تم استيراده من أوكرانيا.
كما ان الدولتين المتحاربتين ( روسيا واوكرانيا ) لوحدهما تنتجان حوالي 14% من الانتا ج العالمي للقمح . واوكرانيا لا تستطيع تصدير كميات كافية وكبيرة من القمح حتى لو توقفت الحرب مع روسيا والتي ستدخل شهرها الرابع بعد ايام ..
ويمر العالم عموما بفترات مناخية مقلقة وتقلبات في المناخ مما القى بضلاله على العديد من دول العالم الثالث وشهدنا موجات جفاف شديدة في دول جنوب حوض البحر المتوسط وأفريقيا . وكذلك الهند، التي تنتج كميات كبيرة من القمح ولديها مخزون ضخم منه سمح لها بطرح محاصيل إضافية في الأسواق في الأعوام الماضية وهي الان ايضاً تعاني من جفاف قاسٍ حاليا وقلة مجمل مخزونها من القمح ولن تتمكن من زيادة التصدير هذا العام وخاصة بعد اندلاع حرب روسيا – اوكرانيا والتي يراد لها ان لا تنتهي او تحسم قريباً.
وفي هذه الايام هناك مخزون عالمي يقدر بحوالي ( 270) مليون طن من القمح على كوكب يستهلك 800 مليون طن سنويًا.
فماذا يتهدد الامن الغذائي العالمي استناداً الى تلك المعطيات . هل العالم مقبل على مجاعة …
الله اعلم