18 أبريل، 2024 7:29 ص
Search
Close this search box.

حـب الله … مرة اخـرى..

Facebook
Twitter
LinkedIn

“فكرت بجواب بخصوص حديثنا السابق… انت اعتبرت انه، لو كانت معرفة الله عن طريق الفطرة السليمة لكان جميع الناس سائر للخير… مجبرا.. ولن يعود هناك تخيير… مافاتني ان اقوله لك: ان استكشاف (الانا) الداخلية في داخل كل شخص منا… اقصد الضمير الحي، الفطرة السليمة….او …او…. او كما تحب ان تسميها، هي الاختبار بحد ذاته الذي يفشل باجتيازه اغلب البشر ..الذين يتعلقون بقشور الدنيا ويعيشون معظم حياتهم في الدرجة الدنيا من الوعي لذاتهم… اذن معرفة الله وادراكه هو خيار للبشر وليس فرض… والفطرة السليمة لا تعمل الا بموافقة صاحبها… وفقط عندما يقرر ذلك” ثم اضافت أ. أسماء عبدالحامد في رسالتها: “عندما ننفض الغبار عن اعماق ذاتنا ونبحر في عوالمنا الداخلية سنصل للوعي الذاتي ونستشعر بخالق الكون .. نحن من نقود الرحلة… ونحن ربان السفينة لا احد غيرنا يوصلنا لهذه المعرفة… الخيار بايدينا ولنا القرار… الوصول لله طالما تحدد بمعايير وقياسات وشروط وفروض، ذلك سيعيق طريق معرفة الله وبلوغه .. ولن ندرك هذا الشيء الا عندما نتجاوز مقاييسهم وشروطهم ونعود لذاتنا لتقودنا لخالقها…. اذن الرحلة داخلية وما كانت ولن تكون ابدا خارجية
واعتقد في نهاية الرحلة سيصل الجميع… المؤمن والملحد… الغني والفقير…. العاهرة والطاهرة، لانها ثنائيات متناقضة ولكنها مكملة لبعضها، وبفقدان احدها لن ندرك الاخر ونفهمه… فلولا الظلام ماعرف النور…ولولا الشر لم نفهم ماهو الخير…”.
قلت لها: هل هذا هجوم؟ ام انتقاد؟ اذا كان نقدا للمقال.. يرجى مراجعته.
وصلتني رسالة اسماء بعد ان نشرت سطور بعنوان ” حب الله.. بين الفهم والحكم”.. والنقاش بيني وبينها، حول “ضرورة وجود رسل وانبياء، يبينون للبشرية تكاليفهم تجاه الخالق، ولكون أسماء، ترى ان الخالق موجود ويمكن الاستدلال عليه بالفطرة، ولا حاجة لوجود دليل خارجي، ليدلنا على الله…. في حديثها السابق جعلت “الفطرة” دليلا للانسان في مسيرته نحو الله… والان تقول: ان على الانسان ان يكتشف “الفطرة” لتدله على الله… !

لاحظت في رسالتها، انها اما وقعت في خطأ منطقي يسمى “الدور” في علم المنطق… سألتني: ما هو الدور…؟
كتبت لها: اذا كان مفهوم الف يتعلق بباء… وباء يتعلق بالف، لا يمكن لنا ان نصل الى مفهوم الف او باء… وبشكل عام، اذا سالنا شخص عن “بغداد” وقلنا له انها جنوب الموصل… وسالنا: وما هي الموصل…؟ ثم نقول له: ان الموصل تقع شمال بغداد…! وبالنتيجة تعلق مفهوم “بغداد” بالموصل… وبالعكس… ولم يفهم السائل شيء عن بغداد او الموصل… هذا هو “الدور” في علم المنطق… وغالبا تطرح الشبهات والاشكاليات ضد الفكر الديني، باستخدام خدعة “الدور”…!
اما اذا كنتي يا صديقتي اسماء تقصدين: ان الفطرة قائمة بذاتها، والانا شي اخر… يحتاج ان نتفق على مفهوم “الفطرة” ومفهوم “الانا” عندك…
حسب فهمي، ان “الفطرة” هي مجموعة “المرتكزات” والبديهيات” التي يعرفها الانسان ابتداءا… مثل عدم وجود الشيء في مكانيين في وقت واحد… او عدم وجود شيئان في مكان واحد في وقت واحد… وان ان لكل فعل فاعل، ولكل اثر مؤثر… هذه المعلومات يعرفها الطفل، لانه لا يبحث عن امه في المطبخ وهي امامه، ولا يجلس على مقعد يرى ان اخيه يجلس فيه… ويعرف ان فعل الرضاعة متعلقه بفاعل هو امه… بل ان الحيوان يعرف ذلك ايضا.. فلا يبحث الكلب عن صاحبه وهو يقف امامه… ولا يجلس فوق كلب اخر بل الى جانبه… ويعرف ان الطعام من صاحبه…
قالت: رسالتي لا علاقة لها بالمقال… هذا كلام لم يكن حاضرا في ذهني عندما تناقشنا مؤخرا حول “الفطرة”… لذلك كتبته لك….
ثم اضافت:”الصلاح والخير بداخل كل شخص…ولكن الخيار له في اتباعه ..او تركه…او ما وصفته
بالفطرة السليمة”.
قلت لها: اذا قلنا ان الفرد قادر على ادراك ما يريده الله بناءا على الفطرة دون الحاجة الى معلم او مشرف.. كأننا نقول للطالب، انت ضع منهج الدرس، ثم اشرح الدرس لنفسك… واعطي محاضرة لنفسك.. ثم امتحن نفسك.. ثم قيم نفسك… هل يمكن للطالب ان يقوم بذلك كله دون “معلم” … ثم انت تؤمنين بالخالق وحكمته وعدله… واعتقد ان ترك الامور البشرية دون ترتيب واضح وبيان الهي رصين… هو ظلم من الخالق… واتهام له بعدم الحكمة… وحاشاه، والكون يدلل على حكمة وعدالة غير متناهية… قالت: أممممم !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب