22 نوفمبر، 2024 7:53 م
Search
Close this search box.

حظور وظهور الأسد في الإمارات .. بعدسةٍ مُكبّرة

حظور وظهور الأسد في الإمارات .. بعدسةٍ مُكبّرة

لم يكُ كافياً ولا شافياً كلّ ما كتبته الصحافة العربية ” لاسيّما ذات العلاقة الأقرب من زاوية الجيبوليتيك العربي ” حول زيارة الرئيس الأسد لدولة الإمارات , ودونما تقليلٍ من شأن تلك الكتابات الصحفية بهذا الخصوص , لكننا هنا نلحظ ونرصد أنّ الرئيس بشّار وعند وصوله الى مطار دبي الدولي , فلم يكن في استقباله الشيخ محمد بن زايد – ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الأعلى في دولة الامارات , ولا حتى سموّ الشيخ محمد بن راشد – نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي < وهما اعلى وارفع شخصيتين في دلة الامارات > , بينما كان في استقباله في ارض المطار نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير شؤون الرئاسة , الشيخ منصور بن زايد آل نهيّان .

هذا الإستقبال ” الخافت ” والذي يبدو ان كان يراد له عمدا ليغدو خارج الاعتبارات البروتوكولية التقليدية والمعتادة بين رؤساء الدول , فأقل ما يمكن قوله او افتراضه , بأنّه لم يكن موجها بالضد من الرئيس بشار الأسد شخصيا , ولابدّ انّ الرئيس السوري على دراية مسبقة بذلك , والشيء الوحيد الكامن من وراء ذلك لا يعدو كونه لتخفيف الهالة الإعلامية لهذه الزيارة المميزة , والتي تستفز الامريكان وكذلك السعودية ” الى حدٍ ما ” جراء رفضها عودة سوريا الى الجامعة العربية من خلال مؤتمر القمة الذي كان مفترضا عقده في الجزائر هذا الشهر وجرى تأجيله لهذا الغرض , بالرغم من انّ الخارجية الامريكية نددت بهذه الزيارة وبتطرف .

في واقع الأمر وما قد يسفر عنه من وقائع , فلا يمكن اطلاق الأحكام والتحليلات الصحفية عن حيثيات زيارة الرئيس الاسد هذه ” وبالأحرى دعوته ” من خلال ما يتسرّب عنها او عبر ما يجري تسريبه ! , إنما قد يمتدّ لأسابيعٍ او اقل ليتبيّن ويتضح مدى امكانية تحقيق نجاح او الاتفاق على فحاوى هذه الزيارة او عدمها ايضا , سيّما أنّ خلفية الموضوع وتقديم الدعوة للرئيس بشار لزيارة الإمارات قد جرت منذ شهر تشرين 2 من السنة الماضية , إبّان زيارة وزير خارجية الإمارات آنذاك للعاصمة السورية , وبالصددِ هذا فلا يمكن او محال استبعاد طرح تقليض الحضور الأيراني في سوريا مقابل انفتاح عربي – دولي على الوضع السوري , وربما بمباركةٍ ما من اسرائيل .

وإذ الحديث بهذا الشأن يستبق اوانه رغم ما يتطلبه ” اعلامياً ” من العجلةِ والتعجّل .! , لكنّ المبادرة الإماراتية بدعوة الأسد , كانت وما فتئت جريئةً , وتفتقد جرأتها ايّ من دول الخلبج الأخرى .!

ايضاً , فتحليق طائرة الرئيس الأسد عبر الاجواء والدول ما بين دمشق وطار دبي الدولي < وهو مطلوبٌ امريكيا واسرائيلياً على الأقل > فهي خطوةٌ شديدة الجرأة , ونجحت فيها المخابرات السورية لتأمين وصول الرئيس السوري وعودته من الإمارات , ولعلّ للمسألةِ ابعاداً ابعد من ذلك .

أحدث المقالات