23 ديسمبر، 2024 7:05 ص

حظور وظهور الأسد في الإمارات .. بعدسةٍ مُكبّرة

حظور وظهور الأسد في الإمارات .. بعدسةٍ مُكبّرة

لم يكُ كافياً ولا شافياً كلّ ما كتبته الصحافة العربية ” لاسيّما ذات العلاقة الأقرب من زاوية الجيبوليتيك العربي ” حول زيارة الرئيس الأسد لدولة الإمارات , ودونما تقليلٍ من شأن تلك الكتابات الصحفية بهذا الخصوص , لكننا هنا نلحظ ونرصد أنّ الرئيس بشّار وعند وصوله الى مطار دبي الدولي , فلم يكن في استقباله الشيخ محمد بن زايد – ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد الأعلى في دولة الامارات , ولا حتى سموّ الشيخ محمد بن راشد – نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم إمارة دبي < وهما اعلى وارفع شخصيتين في دلة الامارات > , بينما كان في استقباله في ارض المطار نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير شؤون الرئاسة , الشيخ منصور بن زايد آل نهيّان .

هذا الإستقبال ” الخافت ” والذي يبدو ان كان يراد له عمدا ليغدو خارج الاعتبارات البروتوكولية التقليدية والمعتادة بين رؤساء الدول , فأقل ما يمكن قوله او افتراضه , بأنّه لم يكن موجها بالضد من الرئيس بشار الأسد شخصيا , ولابدّ انّ الرئيس السوري على دراية مسبقة بذلك , والشيء الوحيد الكامن من وراء ذلك لا يعدو كونه لتخفيف الهالة الإعلامية لهذه الزيارة المميزة , والتي تستفز الامريكان وكذلك السعودية ” الى حدٍ ما ” جراء رفضها عودة سوريا الى الجامعة العربية من خلال مؤتمر القمة الذي كان مفترضا عقده في الجزائر هذا الشهر وجرى تأجيله لهذا الغرض , بالرغم من انّ الخارجية الامريكية نددت بهذه الزيارة وبتطرف .

في واقع الأمر وما قد يسفر عنه من وقائع , فلا يمكن اطلاق الأحكام والتحليلات الصحفية عن حيثيات زيارة الرئيس الاسد هذه ” وبالأحرى دعوته ” من خلال ما يتسرّب عنها او عبر ما يجري تسريبه ! , إنما قد يمتدّ لأسابيعٍ او اقل ليتبيّن ويتضح مدى امكانية تحقيق نجاح او الاتفاق على فحاوى هذه الزيارة او عدمها ايضا , سيّما أنّ خلفية الموضوع وتقديم الدعوة للرئيس بشار لزيارة الإمارات قد جرت منذ شهر تشرين 2 من السنة الماضية , إبّان زيارة وزير خارجية الإمارات آنذاك للعاصمة السورية , وبالصددِ هذا فلا يمكن او محال استبعاد طرح تقليض الحضور الأيراني في سوريا مقابل انفتاح عربي – دولي على الوضع السوري , وربما بمباركةٍ ما من اسرائيل .

وإذ الحديث بهذا الشأن يستبق اوانه رغم ما يتطلبه ” اعلامياً ” من العجلةِ والتعجّل .! , لكنّ المبادرة الإماراتية بدعوة الأسد , كانت وما فتئت جريئةً , وتفتقد جرأتها ايّ من دول الخلبج الأخرى .!

ايضاً , فتحليق طائرة الرئيس الأسد عبر الاجواء والدول ما بين دمشق وطار دبي الدولي < وهو مطلوبٌ امريكيا واسرائيلياً على الأقل > فهي خطوةٌ شديدة الجرأة , ونجحت فيها المخابرات السورية لتأمين وصول الرئيس السوري وعودته من الإمارات , ولعلّ للمسألةِ ابعاداً ابعد من ذلك .